سبق وكتبت كثيرًا عن أن كل وزير يسير على خطى سابقيه بأستيكه بلا استراتيجية ولا خطط ولا محددات أو حتي خبرات علمية مؤهلة لتطبيق قراراته على أرض الواقع، ولم يخيب السيد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور سابقًا ظني أو توقعاتي.. وخرج علينا بحزمة من القرارات أدق توصيف لها أنها عبثية، على إعتبار أنها خارج الصندوق ولكنها وبحسبة بسيطة خارج حدود المنطق وعليك الإستعانة بصديق كي تفهمها وأظنك لن تستطيع، ومنذ أن خرج علينا أحدهم ليقول وندرس تاريخ ليه؟ توقعت أننا مقبلون على عبث لا محاله وتحسست عقلي.. والأن عزيزي القارئ سآخذك في جولة لمحاولة إعادة قراءة قرارات السيد الوزير علنا نفهم وذلك من منطلق أن العقول بتكمل بعضها.. أول القصيدة أنه في كل القرارات تجد عبارة.. إعادة تصميم المناهج في المرحلة الثانوية! لم أفهم هل هذا يعني الحذف والإضافة؟!
وهل لدى سيادة الوزير رفاهية الوقت لهذا وطباعة الكتب المدرسية وتوزيعها على المدارس قبل بداية العام الدراسي في 21 سبتمبر أم سيكون مصير أبنائنا الإنتظار حتى تفرغ الوزارة من ذلك أم همه عاملين حسابهم؟! ولن أتحدث عن المرحلة الإبتدائية أو الإعدادية اللتين طالتهما إبداعات القرارات ولكن على خفيف..
سأتحدث عن المرحلة الثانوية الملعب الأكبر لعبث القرارات واستخدام أكثر الكلمات بريقًا وفراغًا من المعنى المفهوم على الأقل بالنسبة لنا كأولياء أمور مثل {دمج ما يمكن دمجه من معارف ونواتج تعلم وجعل اللغة الثانية خارج المجموع والإستفادة من فتراتها الدراسية في دراسة وتقوية اللغة الأجنبية الأولى} يعني إيه حضرتك هل بدل حصتين في الاسبوع ستكون واحدة مثلا؟! وهل هذا ما سيزيد وقت دراسة اللغة الأجنبية الأولى؟! لم تتوقف قرارات السيد الوزير عند ذلك بل قرر سيادته تخفيف مواد الصف الأول الثانوي إلى ست مواد بدلا من ثمانية وهنا وجب الشكر، ولكنني وجدت أنه في الصف الأول الثانوي لا توجد مادتي الأحياء والجغرافيا هل هذا هو التخفيف؟!
أما في الصف الثاني الثانوي فسيدرس الطلاب في الشعبة العلمية الأحياء والأدبية الجغرافيا هذا العام أما العامين المقبلين سيتم استبدال الأحياء بالتاريخ لطلاب الشعبة العلمية!! أما الشعبة الأدبية فستدرس بالإضافة إلى المواد الأدبية مادة الرياضيات.. يا مثبت العقل والدين يا رب، يعني الطالب إختار الشعبة الأدبية هربا من الرياضيات نقوم ندرسها له في تانية ثانوي! وطالب العلمي هرب من التاريخ نقوم إيييه نقرره عليه.. ندخل بقى على الطامه الكبرى الثانوية العامة أيضا سبقت قرارات السيد الوزير جملة إعادة تصميم المحتوى ونعيد ونكرر السؤال متى وكيف وما الخطة الزمنية ؟! في الشعبة الرياضية سيتم دمج فروع مادة الرياضيات في مادة واحدة! إزاي حضرتك الكلام ده وهل سيتم إمتحان الطلاب في يوم واحد؟! يعني كل هذه الفروع ستدمج في مادة واحدة أم ستلغي بعضها وإذا ألغيتها هل سيكون الطالب مؤهل لدخول كلية الهندسة حلم طلاب هذه الشعبة؟! أما الشعبة الأدبية فتم إلغاء ومن باب التخفيف في الثلاث سنوات المقبلة مواد الفلسفة والمنطق وعلم النفس ويدرس الطالب مادة الإحصاء وماذا سيفعل خريجو كليات الآداب والتربية في هذه الأقسام وما فائدة أن ندرس الإحصاء دون الفلسفة مثلا؟! الدراسة المسائية لطلاب الثانوية العامة.. فات سيادة الوزير أن هؤلاء لا يذهبون فترة صباحية أصلا فهم من صباحية ربنا بيلفوا على سناتر الدروس الخصوصية التى كان من باب أولى القضاء عليها بدلا من القضاء على مستقبلهم بقرارات يعلم سيادة الوزير أنه بمجرد خروجه من الوزارة سيأتي آخر بغيرها.
السؤال الأهم من كل هذه الأسئلة السابقة أين المجلس الموقر سيد قراره هل عرضت عليه هذه القرارات وهل وافق عليها أم أنها ليست من اختصاصه؟! كارثة إن كانت عرضت ووافق والكارثة الأكبر أن تكون لم تعرض. بحسب ما تناقلته الصحف والمواقع الخبرية أن قرارات السيد الوزير جاءت بعد دراسات علمية وحوار مجتمعي.. أي دراسات وأي حوار كان نتاجه هذا العبث؟! إن الحوار الوحيد الدائر الأن هو حوار الطرشان، نحن في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر، تُصدرون قرارات فوقية وعلينا أن نقول آمين، وحتى إن لم نقل ماذا سيحدث لا شئ.. فنحن لم نعد طرفًا في معادلتكم.. لم تعد مصالحنا التي أقسمتم على رعايتها تأتي في قائمة أولوياتكم من الأساس.
التوني وهتلر وأولمبياد باريس درس للقراءة ورغم كل ذلك نرجوكم رجاءً حارًا اتركوا لنا المستقبل.. أولادنا.. شقى العمر.. الحلم الذي نعيش من أجله ونحتمل ما هو فوق الطاقة وخارج حدود المنطق والعقل.
