كل العالم يتغير من حولهم إلى الأفضل إلا هم لا يتغيرون ولا يستفيدون من التجارب ولا يعترفون بالخطأ والفشل، إنهم قادة الإخوان الذين لا يعبئون بدماء سالت وأخرى قد تسال ويخطفون شباب الريف بسحر الشرعية والشريعة في ميادين الاعتصام ويزينون لهم الموت مقابل الجنة في حين يتمسكون هم بالحياة من أجل الدنيا. وتكمن المشكلة في أن الشباب المعتصمين في رابعة والنهضة من أبناء الريف لا يدركون حقيقة أن جماعة الإخوان ما زالت تدار بمنهج الصفقات ونظريات "التواطؤ" على شبابها، مقدمة لهم حججا واهية عن ضرورة بقاء الاعتصام، وهي نفسها سوف تتبخر بعدما يتم الاتفاق مع الجيش على شروط تمكنهم من الخروج الآمن. وفي هذا السياق قال مصدر مطلع على دائرة الأمور داخل الجماعة وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، أنه تجرى مفاوضات بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، لإنهاء اعتصامي رابعة العدوية، مشيرا إلى أن المرشد بادئ الأمر طلب من الدكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد السابق ووزير التنمية المحلية السابق، أن يبلغ واحدا من لواءات الجيش ضرورة الإفراج عن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، لكن الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، نائب رئيس مجلس الوزراء للأمن القومي، رفض، قائلا- وفقا للمصدر- " لا بد للعدل أن يتخذ طريقه في هذه البلد". المصدر أوضح أن هناك حالة من الغليان من شباب الإخوان بسبب عملية التفاوض بين قياداتها والجيش، مشيرا إلى أن إنهاء الاعتصام سوف يؤدي إلى تصدع من المحتمل ألا تتحمله الجماعة، مؤكدا أن الجماعة شهدت حتى الآن انشقاق أكثر من 4000 عضو وتشكيل كيانات شبابية جديدة، بل إن البعض الآخر بدأ يطالب بضرورة معاقبة المرشد والشاطر، لأنهما السبب فيما حدث. كما أوضح أن هناك كيانا شبابيا جديدا داخل الإخوان يبني نفسه، غير حركتي إخوان بلا عنف، وأحرار الإخوان، مشيرا إلى أنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للإعلان عن كيانهم الجديد، مرجحا أن يكون اسمه "الإخوان الجدد". واستطرد قائلا "الجماعة تبحث التعامل مع رد فعل هؤلاء الشباب من خلال إغوائهم ب"20%" من مرشحيهم في مجلس الشعب القادم، وكذلك الدفع بهم في المحليات، مستبعدة المعروفين إعلاميا منهم حتى يمكن للجماعة السيطرة من جديد من خلال عمل بعض التحالفات مع الأحزاب الإسلامية الأخرى، فضلا عن تهدئة شبابهم. وتابع: "حدثت خلال الأيام القليلة الماضية جلسات استماع وحوار بين شباب الإخوان المعتصمين في الميدان والمسئولين عن الاعتصام من قيادات الجماعة، لمعرفة رؤيتهم المستقبلية للاعتصام، ولإشراكهم ولو بصورة شكلية في العملية، لدرجة أن بعضهم اقترح وضع صناديق للاقتراحات داخل الميدان لإبداء الآراء دون تحفظ، مشيرا إلى أن قيادات الجماعة الآن تدرك أن هذه الأزمة التي يمرون بها أصعب وأكثر قسوة من كل الأزمات السابقة. ففي عام 1954 – وفقا للمصدر- كانت الجماعة تواجه أزمة انهيار التنظيم من الناحية التنظيمة، وشعورهم بالمظلومية وتصديرهم لهذا النهج كان سبيلا لاستقطاب أعضاء جدد، لكن الآن الجماعة تدرك خطورة الأزمة لأن فكرة الجماعة نفسها مهددة بالانهيار، وعلى الرغم من تصديرهم لنفس نهج المظلومية، فإنها لن تستطيع استقطاب أعضاء جدد.