بينما كان وزير الخارجية الا6مريكى بلينكن يستجدى نتنياهو من أجل الموافقة على هدن إنسانية في غزة لا تتجاوز الواحدة منها بضع ساعات قليلة، فإنه أعلن اليوم خلال المؤتمر الصحفى الذى شاركه فيه وزير الخارجية الأردني ووزير الخارجية المصري، أنه يرفض مطلب الوزراء العرب الذين التقى بهم في عمان لوقف إطلاق النار حتى لا تستفيد حركة حماس من ذلك وتعاود القيام بما قامت به في السابع من أكتوبر.. وقد دفع ذلك وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لأن يرد عليه فورا في المؤتمر الصحفى بان6ه ليس مقبولا مصريا وعربيا بالمرة عدم وقف إطلاق النار، مهما كانت التبريرات التى ساقها الوزير الأمريكى. وهذا يقدم لنا تأكيدا جديدا بأن من يدير تلك الحرب ضد غزة ليست الإدارة الإسرائيلية وإنما الإدارة الأمريكية.. هى من سارعت بدعم إسرائيل بالمال والسلاح.. وهى من بررت وحشية الإسرائيليين بأن من حقهم الدفاع عن النفس.. وهى التى رغم الغضب العربى مازالت تمنح الإسرائيليين ما يكفيهم من الوقت لإخضاع غزة وأهلها..
حتى عندما طرح بلينكن اقتراح الهدنة الانسانية على الإسرائيليين قدمه لهم بأنه مفيد وفي صالح الاجتياح البرى الذى يقومون به الآن لقطاع غزة لأنه سيخفف الضغوط عليهم وعلى واشنطن أيضا!.. وحتى هذا الاقتراح اشترط الاسرائيليون للموافقة عليه الإفراج عن مزيد من الأسرى الذين هم في قبضة حماس.
وهكذا ما قاله بلينكن في مؤتمر عمان يوضح أن العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة مستمر حتى إشعار آخر، وقد يطول أكثر من كل ما سبقه من حروب إسرائيلية ضد غزة.. فأمريكا لم تقرر بعد وقف هذه الحرب، رغم أن بلينكن حاول أن يناقش مع وزراء الخارجية العرب في عمان مستقبل غزة، لكنهم طالبوا أولا بوقف هذه الحرب أولا.
مفاجأة نصرالله ! أمريكا ومستقبل غزة! إذن.. نحن إزاء مخطط أكبر وأوسع من مجرد تصفية حماس وإزاحتها عن حكم غزة، وتستهدف إعادة صياغة منطقتنا بالكامل في إطار الصراع الدائر الآن عالميا لإعادة تشكيل النظام الدولى الذى يهيمن على العالم منذ إ6ختفاء الاتحاد السوفيتي، وإنفراد أمريكا بالهيمنة على العالم كله.
