وقف الشيخ أبو لحيتين خطيبا بعد صلاة العصر فى مسجد الدعوة السلفية بقرية كفر المحمدية صائحا بجموع المصلين من الفلاحين الملتزمين صارخا بنبرة شاذة: غدا بإذن الله سوف تأتى لكم الأتوبيسات المباركة لتقلكم إلى القاهرة، لكى ندعم جميعا الاعتصام المبارك فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة، دفاعا عن الشرعية التى يحاول أعداء الله إهدارها، والقفز عليها، ليأتوا بأحد الملاحدة أو الشواذ ليحكم هذه البلاد المباركة، إنكم سوف تذهبون - بعون الله تعالى- جهادا فى سبيله، ودفاعا عن المشروع الإسلامى الذى يعتزمون هدمه، بل واجتثاثه من أصوله، إنهم ولا حول ولا قوة إلا بالله " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" - ثم يرفع صوته هاتفا - إسلامية.. إسلامية...يرد عليه المصلون: إسلامية.. إسلامية. وفى صباح اليوم التالى تأتى أتوبيسات الإخوان، وتقل جميع الفلاحين الملتزمين الذين يودعون أهاليهم، بعد أن أخبروهم أنهم خارجون فى سبيل الله لإنقاذ الإسلام من أعدائه الذين يتربصون به ويحيكون له المؤامرات آناء الليل وأطراف النهار خصوصا بعد انقلاب عدو الله السيسي، ودفاعا عن المشروع الإسلامى العظيم الذى سوف يعملون به، حتى يكتمل ويعود على الأمة الإسلامية والإنسانية كلها بالخير الكثير والنفع العميم. وبينما تتهادى "الباصات" فى طريقها إلى القاهرة، سأل الشيخ الفلاح -الملتزم حديثا- عبد الله أبو أنور " حشاش سابقا " زميله صول الحكومة المستقيل -هربا من الحرام أيام النظام السابق- الشيخ غريب أبو شريف، وكلاهما تنتصف لحيته جسده: إلا قول لى يا شيخ أبو شريف.. إيه هو المشروع الإسلامى اللى إحنا رايحين مصر نشتغل فيه ده إن شاء الله؟!! غريب أبو شريف وقد باغته السؤال: استغفر الله، رجعت تسأل تانى يا أخ عبد الله، لا تجادل ولا تناقش يا أخي، كما أوصانا الشيخ أبو لحيتين بارك الله فيه، حتى لا يضيع ثوابك وترتكب إثما مبينا، قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ "، وعموما المشروع الإسلامى ده مشروع عظيم، فيه سعادة المسلم فى الدارين الدنيا والآخرة، والله أعلم. وألح السؤال على الشيخ أبو أنور الذى سأله بدوره للدكتور البلتاجى قائلا: ريحنى يا مولانا الله لا يسيئك، هانبتدى إمتى المشروع اللى ها يسعد البشرية كلها ؟ الواحد بقاله هنا كتير، ومش شايف أى مشاريع ولا مهندسين ولا عمال ولا مكن ولا دياولو.. هى إيه العبارة بالظبط ؟ وفين هو المشروع الإسلامى ده ؟! البلتاجى متضايقا: مع أن القاعدة إنك لا تجادل ولا تناقش يا أخي، بس أنا هريحك يا شيخ عبد الله.. الشيخ عبد الله منشرحا: الله يريح قلبك يا مولانا.. البلتاجي: أنت تسمع عن مشروع النهضة يا شيخ ؟! الشيخ عبد الله دون تفكير: أيوه طبعا، ومين فى مصر ما يعرفوش يا بركة ! البلتاجى بابتسامة صفراء: الحمد لله اللى طلعت عارف حاجة، أهو المشروع الإسلامى العظيم بعد مشروع النهضة اللى أنت عارفه، ييجى كده بمحطتين. عبد الله أبو انور: يعنى الحمد لله قربنا نوصل ربنا يريح قلبك يا شيخ..!! تتوالى الأحداث بعد تفويض الشعب للسيسى وتسمع أصوات طلقات نار وخرطوش كثيف على مشارف اعتصام رابعة ينادى الإخوان بالمعتصمين عبر مكبرات الصوت: هبوا يا عبيد الله.. الكفا ر والملاحدة يريدون سرقة مشروعكم الإسلامي.. دافعوا وقاتلوا إنما النصر صبر ساعة، يجرى عبد الله أبو أنور ليحمى المشروع الإسلامى من الضياع ولكنه يبحث عنه ولا يجده حتى يدفع به أحد الإخوان فى الصفوف الأمامية ليعود بعدها وقد استقرت إحدى رصاصات الغدر فى جبهته التى كان آخر سؤال يدور فى خلدها قبل أن تفارقها الروح أين هو المشروع الإسلامى!!