جلسات خاصة بين «بشر» و«العصار» لفض اعتصام رابعة مقابل عدم ملاحقة قيادات الجماعة «البلتاجى» و«العريان» يرفضان المصالحة ويحرضان الشباب على مواجهة الجيش «تسعى جماعة الإخوان المسلمين الآن، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، إلى الخروج بأقل الخسائر، والحفاظ على ما بقي لها في الشارع»... هكذا قال أحد المصادر المقربة من دائرة القرار داخل جماعة الشاطر ورفاقه. وأوضح المصدر أن وجود أنصار الجماعة في ميدان رابعة العدوية ونهضة مصر، هو وسيلة ضغط للخروج الآمن لقيادات الجماعة، مشيرا إلى أن القيادات تصدر للشباب الإخوان أن وجودهم في رابعة العدوية من أجل الشرعية، حتى لا ينصرفوا ويثوروا عليهم إذا عرفوا أنهم يبحثوا لأنفسهم عن الخروج الآمن. وأكد أن الجماعة تسعى للخروج من أزمتها الحالية؛ من خلال محورين، أولهما التفاوض، حيث تجرى مفاوضات بين قيادات الجيش، ممثلة في اللواء العصار، والدكتور محمد على بشر، عضو مكتب الإرشاد السابق، لإنهاء الأزمة الحالية وتوفير الخروح الآمن لقيادات الجماعة والتعهد بعدم متابعتهم أمنيا أو حل الجماعة. وأشار المصدر إلى أن قيادات الجماعة تخشى من الاستمرار بعيدا عن شبابها، موضحًا أن غياب قيادات الإرشاد من شأنه حدوث حالة من الإرباك داخل الصفوف الإخوانية، وهو ما سيدفع البعض إلى ارتكاب أعمال من شأنها تهديد أمن المواطنين. كما أكد أن هناك وساطات عدة ومبادرات من شخصيات بارزة فكريا وسياسيا، كالمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، والكاتب الصحفي فهمي هويدي، لحل الأزمة الحالية. واستطرد قائلا: «هناك اجتماعات يومية بين قيادات الجماعة، منهم الدكتور محمد البلتاجي والدكتور عصام العريان مع شباب الإخوان داخل مسجد رابعة العدوية، لحثهم على الثبات وطمأنة الموجودين وعدم الاستماع لما يدور في الإعلام وعدم ترك الميدان، مشيرا إلى أنه بعد انخفاض أعداد المتظاهرين في رابعة، بدأت الجماعة تخرج مسيرات من رابعة إلى أماكن أخرى لخلق حالة من الضغط على المسئولين للرضوخ لمطالب الجماعة. وأكد المصدر أن مسئولي الشُعب والمكاتب الإدارية بالجماعة في حالة اجتماع دائم لإحكام قبضتهم على شباب الإخوان خوفا من حدوث انشقاقات من شأنها إنهاء ما تبقى من الجماعة. ويقول حازم سالم، أحد الإخوان المنشقين، إن الإسلاميين بطبيعتهم يميلون إلى أن يكون أتباعهم صفوفا متراصة، قليلي السؤال، يسهل انقيادهم وتوجيههم، لأنهم يعشقوا السلطة، دون أن يشعروا، ويعتقدون أنهم الأجدر بالحكم لأنهم الأكثر التزاما، ولا يصلح ذلك إلا بالتنظيم. في حين يرى علاء النادي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن فكرة التنظيم، فكرة مركزية منذ تأسيس الجماعة، والأحداث أبدت للجماعة أن التنظيم يمنحها القدرة على مواجهة التحديات وغيرها من الضربات الأمنية، ويواصل «العقلية الإخوانية تربت على أن الحفاظ على وحدة التنظيم تبقى الأهم، والشعور بالانهيار يدفعهم إلى التمسك بالتنظيم مهما كانت الأفكار والتوجهات». ويؤكد عمرو أبوخليل، استشاري الطب النفسي، القيادي المنشق عن الجماعة، أن التناقض في سلوك المنتمين للجماعة، لا يعتبر تناقضا من وجهة نظرهم، فالجماعة تهيئ لهم الجو النفسي والعاطفي، بشكل يسمح لأجهزتهم الدفاعية، بالهجوم على أي معارض، لتحقيق اتساق وتوازن مع ما يتبنونه من أفكار. ويختتم: «تكرار سماعهم مقولة «الإخوان أقوى تنظيم في مصر» يجعلهم يؤمنون أكثر بالمحافظين من القيادات، ويهاجمون الإصلاحيين، معتبرين أن التيار المحافظ الأكثر قدرة على تحقيق الإنجاز، مما يعطيهم شعورا بالعلو وسط قوى سياسية أخرى مفككة.