اشتعلت محافظة المنيا عقب أحداث ثورة 30 يونيو، وشهدت أحداث عنف تجاه قوات الأمن حيث استشهد ضابطا شرطة وأصيب 3 آخرون، كما أسفرت أعمال العنف عن إصابة 18 من أفراد الشرطة و12 مدنيا، بخلاف تحطيم عدد من المحال وواجهتى فرع البنك الأهلى بالمنيا، والبنك الوطنى للتنمية، و22 سيارة ملاكى. أدت أحداث الحرس الجمهورى بالقاهرة والتى خلفت 51 قتيلا من المنتمين للتيار الإسلامى من بينهم 4 من أبناء محافظة المنيا، إلى إعلان عدد من الجماعات الإسلامية عن نفسها وخطتها القادمة فى إرباك المشهد السياسى فى المنيا، وكان من بين تلك الجماعات «جماعة الأنصار أو شباب الأنصار» والتى يرأسها عاصم عبد الماجد، القيادى البارز فى الجماعة الإسلامية وعضو مجلس شورى الجماعة، وقامت بالإعلان عن نفسها بل رفضها لكل ما تنادى به الدولة الجديدة، وعدم الاعتراف بشرعية الشعب، معلنة انقلابها على هذه الشرعية. ودشنت الجماعة الإسلامية ببنى مزار صفحة على "فيس بوك" تحارب بكل قوة خطوات تأسيس الدولة الجديدة ونشرت فيديو لعاطل انتحل صفة ضابط جيش يحمل السلاح، وأعلن انشقاقه عن الجيش وعن تعليمات القيادة العامة، ومن ثم حمله متظاهرو المنيا على الأعناق، مما كان سببا فى إحداث بلبلة بين المواطنين، مما حذا بالقيادة العسكرية بالمنيا نشر تكذيب لهذا الفيديو والواقعة، مؤكدة أن هذا الشخص عاطل ومنتحل صفة وجارٍ ضبطه لتقديمه للمحاكمة. وفى ديرمواس خرجت السلفية الجهادية لتعلن عن وجودها ورفضها التعايش بأى حال من الأحوال مع الأقباط، فقرروا العمل على تطفيش الأقباط بقرية دلجا، والتعدى على كنائسهم حيث قاموا بالتعدى على كنيستى مار جرجس والإصلاح الرسولية، بل أحرقوا مبنى ومجمعا خدميا تابعا للكنيسة الأولى، مما دفع راعى كنيسة مار جرجس إلى مطالبة الأمن بحماية الكنيسة والأقباط، تبع ذلك خطف طبيب شاب يدعى محب كامل محب، 35 سنة، من داخل عيادته البيطرية. كما شهد المركز ذاته استهداف كمين مركز شرطة ديرمواس الزراعى مما تسبب فى تحطيمه وإصابة 14 بينهم 3 ضباط من قيادات الجنوب، وتحطيم 4 سيارات شرطة، وتم غلق مركز شرطة ديرمواس، وكذلك نقطة شرطة دلجا بالجنازير. وفى مدينة المنيا أعلنت حركة "مشروع شهيد" عن ظهورها وهى جماعة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين تجوب شوارع المنيا وترفع الأكفان أمام الجميع وترفع راية: «يا نموت زيهم يا نجيب حقهم». وأعلنت هذه الجماعة بالإضافة إلى كثير من المنتمين للتيار الإسلامى اعتصامهم بميدان بالاس وسط مدينة المنيا، واستهداف محال الأقباط بوسط شارعى الحسينى وابن خصيب، ووضع علامات معينة على هذه المحال ليعلن الأمن بعدها عن إلغاء المظاهرات المؤيدة لشرعية الشعب خوفا من الاحتكاك والتهديد بحرق وتدمير الكنائس. وتسببت هذه التحذيرات الأمنية فى ازدياد التوتر بمدينة المنيا، وبخاصة لدى التجار الأقباط بشارعى الحسينى وابن خصيب التجاريين فى سط المدينة واللذين يتوسطهما ميدان الشهداء "بالاس" الذى يعتصم به مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسى ويمنعون الأهالى من دخوله أو المرور به. ورصد الأمن طبقا لتصريحات مسئول أمنى، وجود علامات مميزة وضعت على محال الأقباط، طبقا لتحريات الشرطة، حيث أكد مينا سمير عدلى، أحد أصحاب المحال أنهم فوجئوا بعلامات مميزة (إكس) مرسومة على محال الأقباط بوسط مدينة المنيا، وأن هناك استهدافا لتفجيرها أو سرقتها وقت الاحتفالية بالشرعية للشعب، وانشغال الأمن بتأمين أقسام الشرطة والمظاهرات من الجانبين، مما حدا بالأمن إلى مطالبة شباب حركة تمرد بالمنيا بإلغاء هذه الاحتفالية إعلاء للمصلحة العامة وبخاصة بعد ورود معلومات مؤكدة باستهداف منشآت عامة وخاصة، ومنها التهديد بتفجير 5 كنائس، وكذلك وجود محاولة لاقتحام ديوان محافظة المنيا عقب قيام الموظفين والأهالى بمنع المحافظ الإخوانى وعصابته من دخول الديوان لطمس آثار ما أفسدوه داخل الديوان والحصول على مستندات لإدانتهم. وقال مصدر أمنى بمديرية أمن المنيا إننا فى حالة استنفار أمنى دائم ونراقب الوضع عن كثب بخلاف حراستنا المشددة على المنشآت الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسكك الحديدية والسجن العمومى، وخاصة بعد ضبط سيارة تحمل أسلحة آلية حيث ضبطت الأجهزة الأمنية 3 أشخاص كانوا مشاركين بمسيرة لتأييد الرئيس، أثناء استقلالهم سيارة نقل وبحوزتهم أسلحة نارية وطلقات متنوعة. ويعد مركز سمالوط شمال محافظة المنيا أيضا من بؤر التوتر عقب استهداف مركز الشرطة ومحاولة تفجيره، حيث أعلن شباب "مشروع شهيد" عن رفضهم لعزل مرسى من خلال اللجوء لأعمال العنف، وما زاد الأمور تعقيدا بالمركز بلاغ المواطن أبو المكارم مكرم عبد الله، 51 سنة، فنى كهرباء بالسكك الحديدية، ومقيم بندر سمالوط، للواء أحمد سليمان مدير أمن المنيا، والذى جاء فيه أنه حال قيادته دراجة بخارية خاصة وسيره بطريق مصر / أسوان الزراعى، فوجئ بقدوم سيارة ربع نقل لا يعلم بياناتها قادمة فى الاتجاه المقابل يستقلها بالصندوق الخلفى أحد الأشخاص، والذى حاول إلقاء جوال بترعة الإبراهيمية على جانب الطريق، إلا أن المبلغ التقطه، وبفحصه تبين أن بداخله (5) أفرول أسود اللون خاص بقوات الأمن المركزى، حيث توجه به لديوان المركز للإبلاغ عن الواقعة. ويزداد الموقف بالمنيا اشتعالا لانتشار أفكار هذه الجماعات الجديدة ومقتل 4 من أبناء المحافظة فى أحداث الحرس الجمهورى.