قوم يا مصري، صبح الصباح فتاح يا عليم، هز الهلال يا سيد، ياواش ياواش يا مرجيحة، هذه الكلمات التي يرددها الشعب منذ سنوات وحفرت في وجدانه، هي من تراث الكاتب الفنان بديع خيرى ولد في مثل هذا اليوم 1893 بحى المغربلين بالقاهرة، حفظ القران كاملا وهو في سن صغير مما ساعده على حسن انتقاء الكلمات العربية في كتاباته وكتب أول قصيدة وهو في الثالثة عشر باللغة العامية بعنوان "ابن النيل" ونشرها تحت اسم مستعار في جريدة الأفكار. مقاهى الأحياء الشعبية عشق بديع حياة المناطق الشعبية والمقاهى والموالد التي تنقل بينها حيث اشعار الربابة والمواويل والغناء وكان يقول عنها:مقاهى الاحياء القديمة هي مدرستى الأولى في الحياة والكتابة، حتى لهجات البلاد العربية والمحلية عرفتها وحفظتها في هذه المقاهى نظرا لتواجد أصحابها فيها.
عاش بديع خيرى حياته الأولى متنقلا بين الصحف ينشر فيها أزجاله ومنها جريدة اللواء والمؤيد حيث كان والده صديقا للشيخ على يوسف صاحب المؤيد. مونولوج ليلة العيد أما أول مونولوج قدم له على المسرح كان عام 1917 بعنوان (ليلة العيد ماشى اتمخطر) غنته المونولوجست فاطمة قدرى. أعجب بأشعاره وأزجاله الفنان نجيب الريحانى فضمه إلى فرقته ووقع معه عقد احتكار مؤلفا لفرقة الريحانى، فقدم معها أروع كلماته حيث كتب أولى مسرحياته بعنوان "أما حتة ورطة" ليصبح بعدها من أشهر كتاب المسرح. البزرميات اتجه بديع خيرى إلى الصحافة فأصدر عدة صحف لنشر أزجاله منها الفكاهة، المسامير، الكشكول، المطرقة،الراديو، وكتب مجموعات قصصية زجلية باسم "البزرميات" بتوقيع أبو فصادة أو أبو جلمبو انتقد من خلالها الأوضاع السياسية في البلاد ونفوذ الاحتلال حتى أنه انتقد الألقاب التي كانت سائدة في البلاد ولما ألغاها الرئيس عبد الناصر بعد الثورة ارسل بديع خيرى إليه رسالة شكر. أول الأوبريتات في عام 1912م تعرف على فنان الشعب "سيد درويش" وكون معه فرقة مسرحية وقدم من تلحينه أوبريت العشرة الطيبة ، الطاحونة الحمراء، الفلوس، أيام العز وبعدها اتجه الى فن الأوبريت الراقص مع "نجيب الريحاني" عام 1916م، وكان أول عمل من هذا النوع هو "الجنيه المصري تبعه الليالى الملاح، الشاطر حسن، واتجه إلى كتابة المسرحيات التاريخية التاريخية بدأها بمسرحية "محمد على وفتح السودان" التي نال عنها الجائزة الثانية من وزارة الأشغال في ذلك الوقت.
بدأ في الكتابة للسينما المصرية فكتب القصة والسيناريو والاغانى وكانت أول كتاباته فيلم " المندوبان " الصامت، ولما تحولت السينما الى الناطقة كتب العزيمة لفاطمة رشدى، وانتصار الشباب لأسمهان. حب العمر من أروع كلمات أغانيه قوم يامصرى، الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية، سالمة ياسلامة، دنجى دنجى التي لحنهم وغناهم الفنان "سيد درويش"، كما لحن له محمود الشريف أغنية ياخارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة التي غنتها تحية كاريوكا، وكتب لزكريا أحمد أنا طير جريح، ولمحمد فوزى الاغنية الشهيرة "لى عشم وياك يا جميل إن بحت بالسر تصونه". أحب الفنانة مارى منيب زميلته بفرقة الريحانى لكنها رفضت الزواج منه وفضلت الزواج من زوج شقيقتها المتوفاة لتربية أبنائها. حزن الفنان بديع خيرى حزنا شديدا على وفاة ابنه ممثل فرقة الريحانى عادل خيرى وهو فى ريعان الشباب فأصيب بالمرض حتى رحل عام 1966.
