الأول من يوليو يوم له تاريخ استرجعته وأنا استمع إلى بيان القوات المسلحة في الأول من يوليو الحالى. لقد ارتبط هذا اليوم بإنجازات عظيمة لقواتنا المسلحة تفتح الطريق إلى التحرر من أي نكسة واستعادة كرامتنا. لقد كان ذلك في اليوم الأول من يوليو الحالى وهو اليوم الذي بدأت فيه قواتنا المسلحة رحلة التحرر واسترجاع الكرامة عندما أعلنت عن مهلة مدتها ثماني وأربعين ساعة يتم خلالها الاستجابة لمطالب الشعب والتحرر من الاحتلال الإخوانى الذي ابتلينا به. وهذا أيضا ما كان في اليوم الأول من يوليو في العام السابع والستين من القرن الماضى. يومها كانت القوات الإسرائيلية قد احتلت سيناء كلها، باستثناء منطقة بورفؤاد التابعة لمحافظة بورسعيد وفى اليوم الأول من يوليو تقدمت وحدة إسرائيلية مدرعة شمالا من القنطرة شرق في اتجاه بورفؤاد بهدف استكمال احتلال سيناء بالكامل. كانت القوة الإسرائيلية تتكون من سرية دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكة في عربات نصف جنزير وتصدت لها سرية مصرية بقيادة الضابط فتحى عبد الله وتمكنت من تدمير ثلاث دبابات معادية وعاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف حوله، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات المجنزرة بالإضافة إلى الخسائر البشرية التي أفزعت العدو وأفقدته اتزانه واضطرت القوة الإسرائيلية إلى الانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية. وعندما حاول العدو بعد ذلك مهاجمة بورفؤاد بحرا بواسطة المدمرة إيلات هاجمتها زوارق الصواريخ البحرية المصرية وأغرقتها. وتبع ذلك معارك الاستنزاف ثم معركة العبور العظيمة التي دمرنا فيها خط بارليف الحصين وأجبرنا العدو على الانسحاب من الأرض المصرية وحررنا إرادتنا واسترجعنا كرامتنا. وكانت البداية على أيدى قواتنا المسلحة في اليوم الأول من يوليو، مثلما جاءت بداية تحررنا من الاحتلال الإخوانى أيضا في اليوم الأول من يوليو، والذي نواصل بعده الآن رحلة استرجاع كل ما ضاع على يد الإخوان الذين تحررنا من احتلالهم الذي استمر عامين من المرارة والضياع. وسيسجل التاريخ ذلك لقواتنا المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى. ونسأل الله لنا وله العافية..