4 شهور مضت على سقوط أول شهيد بالمنصورة فى عهد محمد مرسى، ابن الدقهلية الملقب بشهيد المدرعة، بعد أن دهسته مدرعة تسببت فى كسر بالجمجمة ونزيف بالمخ وسحجات متفرقة بالجسم واسترواح هوائى بالصدر أدت إلى وفاته فى الحال، فقد اعتدى أفراد من جماعة الإخوان على المتظاهرين، وتدخل الأمن، وهو ما عرف باشتباكات المنصورة، أثناء فترة العصيان المدنى، وأدى ذلك إلى مصرع "حسام الدين عبد الله عبد العظيم" -29 عاما- وسقوط عشرات المصابين أثناء وقوع اشتباكات المنصورة بين الأمن والمتظاهرين بمحيط ديوان محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة. الشهيد هو ابن قرية "ميت عنتر" التابعة لمركز طلخا، وكان يعمل خراطا للبلاستيك، ولم يكن له أى انتماء سياسى، وليس معه أى مؤهلات علمية، وتم إخلاء سبيل المجند الذى تسبب فى قتله ودهسه بالسيارة، بهذا تقول إحسان إبراهيم، والدة الشهيد، قبل أن تجرى الجراحة الثانية بعينيها، من شدة بكائها على فلذة كبدها. تقول إحسان: لم يكن لحسام أى انتماء سياسى، ولم يشارك فى أى مظاهرات، بل كان يذهب أحيانا ليشاهد المتظاهرين فقط، وفى يوم الحادث تناول معى الغداء، وطلب أن يخرج ليذهب للمنصورة مع زوجته، فانقبض قلبى، ورفضتُ، ولكنه قال لى: أريد أن أرى أقاربى، وأخذ زوجته وذهب إلى أهلها بالمنصورة، وبعد فترة عاد بها، وقال أنا ذاهب للمنصورة مرة أخرى لأنى نسيت بعض الأشياء هناك، وبعد أن ذهب قام الميكروباص المكلف بتوصيلهم بإنزال الركاب بجوار مبنى المحافظة لوجود اشتباكات، وبعدها ذهب هو ليشترى فطيرا من مخبز، فقد كان جائعا، فقامت المدرعة بدهسه، ومرت المدرعة الثانية فوقه ليلقى مصرعه فى الحال. وأضافت والدة الشهيد: هرعت إلى المستشفى لأرى جثة ابنى، كان المنظر بشعا، ، وأصبت بانهيار تام، ومنذ ذلك الحين أصابنى المرض، وأذهب يوميا للأطباء، وأجريت عمليتين قبل ذلك فى عينى بسبب بكائى عليه، لقد كان حسام يتقى الله فِىَّ وفى كل من حوله، ولم يسبب مشكلة لأحد، ولم يكن مشاغبا، كان فى أخلاقه ليس له مثيل، خاصة أنه أصغر أبنائى ولدى غيره 3 بنات و3 رجال. إحسان تضيف: ابنى الشهيد لديه طفلة صغيرة، اسمها ملك، عمرها عام ونصف العام، تركها أمانة فى رقبتى، وأقوم بتربيتها لأنها "من ريحته". والدة الشهيد تقول لمحمد مرسى: "دم ابنى مش هيروح هدر، واللى موته هيموت زيه وقدام عينى، وأقف أشفى غليلى، والنار اللى حرقت قلبى منذ رحيله"، وقالك إنها ستنزل للتظاهر فى 30 يونيو مع زوجى وأولادى وأهل القرية جميعا، للمطالبة بإسقاط النظام الدموى ورحيل محمد مرسى، وسوف أظل معتصمة حتى رحيله أو ألقى مصرعى كما استشهد نجلى. وأخيرا أقول لمرسى: ربنا ينتقم منك.. ربنا يوريك فى ولادك حرقة قلبى.. دم ابنى هيفضل يلعنك ليوم الدين.