نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية مقالا بعنوان "بعد الاحتجاجات، ماذا يمكن لمصر أن تتعلمه من مانديلا"، وقالت فيه إن الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع المصرية التي تطالب بالإطاحة بالرئيس "محمد مرسي" تعكس حاجة الديمقراطية الوليدة إلى تعلم دروس في تطوير الثقة والمصالحة بين أبناء الشعب المصري. وأشارت إلى أن المصريين يمكن أن يجدوا هذه الدروس على الطرف الآخر من القارة الأفريقية، إذا اتخذوا الزعيم الجنوب إفريقي "نيلسون مانديلا" كمثال يحتذى به. وذكرت الصحيفة أن الاحتجاجات الهائلة التي تشهدها مصر حاليا تظهر مدى الانقسام العميق داخل المجتمع المصري حول مستقبل الديمقراطية في البلاد، وقالت أن مصر بحاجة ماسة لتأخذ درسا من أبرز وأشهر مناصري الديمقراطية في أفريقيا. وكان أحد دروس "نيلسون مانديلا" هي كرمه وسخاء روحه تجاه المعارضين، حيث ساعد ذلك على جلب الحرية والمصالحة لجنوب أفريقيا المنقسمة، كما أن مانديلا احتضن معتقليه، وافترض أن البيض كانوا يريدون معاملة السود على قدم مساواة حتى أزال الكراهية العِرقية، واستبدلها باللطف والحنان والشفقة، وبذلك فازت الحرية في بلاده على الظلم والقمع، حسبما ذكرت الصحيفة. وقالت الصحيفة أن قادة مصر السياسيين يمكن أن يحققوا ذلك إذا أدركوا أصل قدرة "نيلسون مانديلا" على خلق الثقة التي قدمها، فقد حقق مانديلا ذلك من خلال إيمانه بالتحرر والصدق والإخلاص والبساطة والتواضع والكرم الخالص، وغياب الغرور والاستعداد لخدمة الآخرين، وغيرها من الصفات التي وصفها مانديلا بأنها هي أساس حياة المرء الروحية.
