سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصريون يستعيدون ذكرى «جلاء الإنجليز» ضد «مرسي».. 57عامًا على رحيل آخر جندي بريطاني.. دعوات متواصلة للخلاص من مرسي.. بريطانيا ترفع يدها عن مصر في 1956 وحرب الفدائيين «كلمة السر»
تمر اليوم الذكرى ال57 لرحيل القوات الإنجليزية عن مصر، فيما يعرف ب"عيد الجلاء"، وذلك بالتوافق مع مرور عام على تولى أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 من يناير، حيث يحتفل المصريون في هذا اليوم بمغادرة آخر جندي إنجليزي للأراضي المصرية، بينما يتوجه عدد كبير منهم بالدعاء للخلاص من الرئيس الإخواني محمد مرسى. فبعد احتلال إنجليزي للبلاد استمر 70 عامًا، نجحت ثورة 52 في اقتلاع جذور الاحتلال الإنجليزي من مصر، لتمر علينا اليوم ذكرى خالدة تتمثل في جلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية عام 1956، تنفيذًا لاتفاقية الجلاء بين القاهرةولندن، حيث كان صمود الشعب المصري سببًا في هذا العيد، وهو ما تحتفل به مصر كل عام تحت شعار "عيد الجلاء"، رمزًا لكفاح وصمود الشعب ضد الاحتلال البريطاني. وجلاء آخر جندى بريطانى عن مصر تم نتيجة لثمار مفاوضات طويلة وشاقة بين الجانبين المصرى والبريطانى، حيث إن توقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر عام 1954 لم يكن ممكنا دون الدور الذي لعبته حرب الفدائيين في منطقة معسكرات الجيش البريطانى، حيث كانت هذه الحرب امتدادًا للتواصل التاريخى لعمليات الفدائيين التي تلت مباشرة إلغاء معاهدة 1936 من جانب واحد لزعيم الوفد وزعيم الحكومة حينذاك مصطفى النحاس في 8 أكتوبر 1951، وبدعم معنوي ضمني أو على الأقل بصمت الموافقة من جانب حكومة الوفد، على الرغم مما تعرضت له هذه الحكومة من ضغوط من القصر والإنجليز لإيقاف هذه الحرب وتعقب الفدائيين. وحتى بعد سقوط حكومة الوفد في 26 يناير 1952 عقب اندلاع حريق القاهرة، استمرت حرب الفدائيين دون انقطاع، بالرغم من معوقات إضافية مثلتها سياسات حكومات أقلية تولت الحكم في مصر حتى 23 يوليو 1952. وبالرغم من هذا التواصل التاريخى مع حرب الفدائيين ما بين أكتوبر 1951 و23 يوليو 1952، فإن هناك فروقا أساسية بين هذه الحرب وحرب الفدائيين التي تلت قيام الثورة، واستمرت حتى توقيع اتفاقية الجلاء. الاتفاقية نصت على الجلاء الكامل للقوات البريطانية عن الأراضى المصرية في خلال 20 شهرًا من تاريخ توقيع الاتفاقية، عدم صلاحية استخدام مصطلح "التحالف" الذي تم التوقيع عليه في لندن في 26 أغسطس 1936، وأيضا مدة الاجتماع الذي تم الاتفاق فيه ومذكرات التفاهم المتبادلة بين الطرفين واتفاقية الإعفاءات والصلاحيات التي مُنحت إلى القوات الإنجليزية في مصر وأيضا كل الاتفاقيات الجانبية. اتفق كل من الجانبين المصري والإنجليزي على إعلان قناة السويس مجرى مائيا للاقتصاد الدولي والتجارة والأهمية الإستراتيجية بالإضافة إلى أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي المصرية، وأعرب الطرفان عن قبولهم الاتفاقية التي وقعت في 25 أكتوبر 1888 والتي تتيح حرية الملاحة في القناة، فضلا عن عدم السماح على الإطلاق باستخدام هذه الاتفاقية بأى شكل هوائي قد يتسبب في ضياع حقوق باريس والضوابط التي وضعها ميثاق الأممالمتحدة. في 13 يونيو عام 1956 تم جلاء القوات الإنجليزية من آخر جزء في مصر والذي بذلك أصبح خاليًا من أي قوات أجنبية، وفى يوم الجلاء (18 يونيو 1956 رفع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد، حيث كان آخر مكان تم إخلاء القوات الإنجليزية منه في منطقة القناة ومنذ ذلك اليوم أصبحت مصر مستقلة بشكل تام وكاملة السيادة).