في الوقت الذي يعاني فيه العالم أجمع من تفشي فيروس كورونا المستجد " كوفيد19" مع مخاوف من تزايد أعداد المتوفيين جراء الإصابة بالفيروس خاصة وأن عدد المصابين قارب على 3 ملايين مصاب وهو ما ينتج عنه مقارنات مع عدد من الأوبئة التي ضربت البشرية والتي يأتي أبرزها الإنفلونزا الإسبانية. وسيم السيسي: 100 مليون شخص ضحايا الإنفلونزا الإسبانية فى 1918 | فيديو الثلاثاء 14 أبريل 2020 متخصص في علوم الأوبئة يكشف خطورة الإنفلونزا الموسمية الأكبر من كورونا | فيديو الجمعة 10 أبريل 2020 الإنفلونزا الأخطر إنفلونزا عام 1918 هي الأشهر على الإطلاق بحسب تقرير نشرته "سكاي نيوز" والسبب أنها كانت الأخطر والأكثر كلفة على مستوى الأرواح البشرية خلال القرن العشرين وربما عبر التاريخ البشري فقد أصابت 500 مليون إنسان وهو رقم يزيد على ربع سكان الأرض وقتها وأودت بحياة ما بين 50 إلى 100 مليون. وفي عام 1921 حين انحسرت تلك الجائحة أخيرا فقد تبين أنها قلصت عدد سكان الأرض بنسبة تتراوح ما بين 2.5% إلى 5% أما إجمالي عدد الوفيات بسببها فيظل كارثيا . إخلاء البرلمان في السلفادور بعد الاشتباه بإصابة نائبة بكورونا 15 جائحة لفت كتاب صدر قبل أشهر قليلة للكاتب توم ستانديج بعنوان "معرفة غير شائعة إلى أن العالم تعرض إلى 15 جائحة خلال السنوات ال500 الأخيرة لم تقترب واحدة منها من درجة خطورة الإنفلونزا الإسبانية علما بأن الحصر المنظم لعدد ضحايا تلك الجوائح بدأ فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر. منذ ذلك التاريخ وتحديدا منذ عام 1899 لم تقتل أي جائحة أخرى أكثر من مليوني إنسان ولم تزد نسبة الوفيات إلى عدد المصابين عن 0.1% لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لإنفلونزا عام 1918 حيث بلغت نسبة الوفيات بسببها ما بين 5 إلى 10%. ولفت الكاتب الي سبب ذلك يرجع إلى أن الفيروس الذي ظهر عام 1918 كان أكثر قوة بشكل متأصل عن الفيروسات الأخرى وقد تمت دراسة تسلسل الجينوم (المادة الوراثية) الخاص به عام 2005 عبر استخلاص عينات محفوظة من جثث دفنت في ثلوج آلاسكا. وقد تبين أن إنفلونزا 1918 مثلها مثل فيروس H5N1 أو إنفلونزا الطيور الذي ظهر في العقد الأول للألفية الحالية كانا يتسببان في إصابة الرئتين بالتهاب حاد لا يمكن إيقافه. محاصرة كورونا فيروس كورونا يختلف كثير عن الانفلونزا الإسبانية من حيث الخطورة خاصة ان هناك اختلاف جذري في الوضع العالمي خلال التاريخين. ووفقا لما نقله الكاتب توم ستانيدج عن بول إيوالد وهو عالم بيولوجي بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي الأمريكية فلم يكن أمرا مستغربا أن يتفشى الفيروس الأكثر فتكا في تاريخنا الإنساني عام 1918 بينما العالم يعاني مآسي الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
