زوجها مات مشلولا فى السجن وابنتها توفيت بمرض غامض 3 قتلى وعامل مجارى وسائق تاكسى.. أبرز ضحاياها بين عشية وضحاها.. تحول شارع أبو سيفين فى منطقة الجيارة بمصر القديمة، إلى ساحة حرب شرسة استمرت لأكثر من 10 ساعات متواصلة، انتهت بمقتل شاب فى منتصف العقد الرابع من عمره، وإصابة أكثر من 20 شخصا آخرين بإصابات مختلفة.. لم تكن تلك الحرب بين عائلتين أو طرفين، وإنما حدثت عندما قررت واحدة من أشهر وأكبر تجار المخدرات فى مصر "تأديب" الأهالى ومعاقبتهم بعد أن اعترضوا على ترويج المخدرات أمام منازلهم.. محقق "فيتو" أبدى اهتماما شديدا بالحادث وأدرك أن وراءه حكاية أو قصة مثيرة، فحمل أدواته وانطلق إلى المنطقة التى شهدت الأحداث، وهناك اكتشف مفاجآت مذهلة، أبرزها أن سيدة تدعى "نجاح" تجاوزت الستين من عمرها، استطاعت أن تكون إمبراطورية ضخمة لتجارة المخدرات فى منطقة الجيارة تضم أكثر من 300 شخص، بالإضافة لأولادها الخمسة، وأنها احترفت هذا العمل بعد خروجها من السجن فى العفو الرئاسى بعد الثورة.. ترى ما هى حكاية نجاح بالتفصيل.. وكيف جندت كل هذا العدد فى عصابتها.. ولماذا لم يلق رجال المباحث القبض عليها.. وكيف توزع بضاعتها وما هى أماكن ترويجها.. هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها المحقق فى السطور التالية سأل المحقق الأهالى عن رجال الشرطة وسر سكوتهم على هذه الإمبراطورية رغم أنها تمارس نشاطها على مرأى ومسمع من الجميع، ورغم البلاغات المتعددة التى تلقوها عن نشاطها.. فأجابوا: " استطاعت المعلمة نجاح أن تسكت بعض رجال الشرطة وقدمت لهم ضحايا كثيرين كانت تلفق لهم تهمة الاتجار بطرق جهنمية من بينها، أنها ذات مرة ذبحت خروفا ووزعت لحمه على الغلابة من أهالى المنطقة فى أرغفة عيش، وداخل كل رغيف كانت تضع قطعة من الحشيش مع اللحم، ثم أبلغت رجال الشرطة عنهم، وفى غمضة عين ألقى القبض على عدد من الغلابة الذين أخذوا "رغيف الصدقة".. أحدهم عامل مجارى يدعى "درويش" أصيب بشلل فى لسانه من هول الصدمة عندما وجد نفسه متهما بتجارة الحشيش.. وفى موقف آخر حملت كمية من المخدرات مع أحد أولادها واستقلا تاكسى، وطلبا من السائق توصيلهما إلى مكان ما وعلى طريق الأتوستراد ألقى القبض عليهم، واستطاعت بحيلها وعلاقاتها أن تبعد التهمة عن نفسها وعن نجلها وصدر حكم على السائق بالسجن 6 سنوات. شهود العيان أضافوا: " ضقنا ذرعا بهذه السيدة وأبنائها وعصابتها، وخشينا على أبنائنا من أن تجندهم فى تجارة المخدرات، أو تسقطهم فى عالم الإدمان.. بدأنا نقاومها بأنفسنا بعد أن فقدنا الأمل فى الشرطة، وكانت النتيجة أن سقط 3 قتلى وعشرات المصابين على أيدى عصابة الإمبراطورة "نجاح".. ففى رمضان الماضى وقعت مشاجرة عنيفة بين صبيان المعلمة وبعض الأهالى بسبب إصرارهم على ترويج المخدرات فى نهار الشهر الكريم وأمام منازلهم، فما كان من نجاح إلا أن دفعت بأولادها ومعهم المزيد من الصبيان والناضورجية، وأطلقوا الأعيرة النارية بشكل عشوائى فأسقطوا قتيلين وأكثر من 10 مصابين.. ثم فرضت سيطرتها على منطقة الجيارة خصوصا شارع "أبو سيفين" والشوارع المتفرعة منه، وراحت تهدد كل من يفكر فى مواجهتها بالقتل، وأشاعت بين الجميع أنها على علاقة بمسئولين كبار فى الشرطة يسهلون عملها، ولن يستطيع أحد إثبات أية اتهامات عليها.. وقبل أيام تكرر نفس الأمر عندما اعترض شاب فى الخامسة والثلاثين من عمره يدعى "تامر بدر" ، على بيع المخدرات أمام ورشته، فتجمع صبيان "المعلمة" ودخلوا معه فى مشاجرة عنيفة انتهت بمقتله برصاصة فى الصدر وسحلوه فى الشارع.. هنا ثار الأهالى جميعا وخرجوا فيما يشبه المظاهرة لتنظيف منطقتهم من تجار المخدرات، ولأول مرة تحرك رجال الشرطة، وألقوا القبض على 4 من عصابة المخدرات بينهم ابن الزعيمة وزوجها العرفى "خرشوف" وابن شقيقتها وأحد الناضورجية، بينما تمكنت هى وباقى أولادها من الهرب".. التقط والد الضحية "تامر" طرف الحديث قائلا فى انفعال: " منهم لله دمروا شباب المنطقة وحولوهم إلى مدمنين أو تجار مخدرات أو قتلى ومصابين.. حاولت منع ابنى من التعرض لهم ولكننى لم أتمكن خصوصا وأنهم كانوا يتعمدون استفزازه، وفى رمضان الماضى أصابوا ابن عمه إصابة بالغة، ومن وقتها وهم يتحرشون به، ويوم الحادث افتعلوا مشاجرة معه وأطلقوا عليه الرصاص من أسلحتهم الآلية، ومنعوا الأهالى من الاقتراب منه، ثم سحلوا الجثة فى الشارع، وفى ذات اليوم أصابوا 20 شخصا بإصابات بالغة، وتحول شارع أبو سيفين إلى ساحة حرب استمرت لأكثر من 10 ساعات، بعدها حضرت الشرطة، وألقت القبض على أعوان الزعيمة التى هربت وهى تتوعد الأهالى بالعودة والانتقام من الجميع".. وأضاف ميكانيكى يدعى "عيد" من أهالى منطقة الجيارة: " ابنى فقد احدى عينيه نتيجةإاصابته بالخرطوش أثناء إطلاق صبيان المعلمة نجاح النار عشوائيا لإرهاب أهالى المنطقة.