"حصادك المر بدأ.. يا جرن الذهب يا قصب الحبايب.. يا سكر ودايب.. هنا الفقراء.. وفرح الأكبار".. كلمات يرددها مزارعو قنا في موسم حصاد كسر القصب الذي يعد من المحاصيل الإستراتيجية التي تشتهر به المحافظة، ويرتبط هذا المحصول بالعديد من الصناعات الأخرى، وقد بدأ المزارعون في موسم حصاد الذهب كما يطلق عليها أهالي الصعيد. من جابنه أكد اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، الأهمية الاستراتيجية لمحصول قصب السكر؛ نظرًا لارتباطه بالعديد من الصناعات الأخرى كالسكر المبلور والمولاس والعسل الصناعي والكحول بجميع مشتقاته والخل وحامض الخليك الثلجي وخميرة الأعلاف وغاز ثاني أكسيد الكربون والفيناس المذيبات العضوية والمواد اللاصقة وكبريتات الصوديوم وخميرة الخبز الطازجة والجافة والعطور ومستحضرات التجميل والزيوت والعجائن العطرية ومكسبات الطعم والرائحة والخشب الصناعي. وقال لطفي محمود على، أحد مزارعي القصب: إن القصب من المحاصيل الرئيسية التي يحرص عليها مزارعو قنا، على الرغم من الخسائر التي يتكبدونها في زراعتها التي أصبحت تمثل أزمة في الفترة الأخيرة، مضيفًا: سعر طن القصب رغم رفعه فإنه لا يزال لا يكفي حاجاتنا بسبب تكلفة زراعته. وأضاف سيد محمود علي، أحد مزارعي القصب، أن الموسم هذا العام مبشر من حيث الإنتاجية وأن خطة كسر القصب تسير بخطى متسارعة بعدما تمت توسعة الطرق الداخلية والخارجية للجرارات الزراعية بالمصنع مع توفير عربات خاصة لنقل القصب من أماكن كسره، لافتًا إلى أن هناك متابعة يومية بدءا من عملية الكسر حتى وصوله إلى المصنع. يذكر أن محافظة قنا خلال العام الماضي استهدفت مليونا و500 ألف طن هذا العام بمعدل 12 ألف طن يومي، حيث تستقبل 1200 جرار و550 عربة الديكوفيل يوميًّا بالمصنع، وتعد المحافظة الأولى في إنتاج السكر على مستوى الجمهورية حيث تساهم في إنتاج 37% من إجمالي السكر المنتج من خلال 3 مصانع لتكرير وإنتاج السكر بمدن نجع حمادى ودشنا وقوص توم استلام 2 مليون و200 ألف طن قصب من المزارعين منذ بداية موسم التوريد وشركات السكر قدمت خطة تطوير مستقبلية بتكلفة مليار و800 مليون جنيه لرفع الطاقة الإنتاجية وتوفير الوقود وتقليل الفاقد وإحلال وتجديد المعدات المتقادمة بما ينعكس على التكلفة النهائية وجودة المنتج لهذا العام.
