الاتحاد الأوروبي غير مستعد لأزمة غاز جديدة    بعد محاولة الانقلاب في بوليفيا.. لافروف يؤكد دعم موسكو للرئيس آرسي    المصري يحقق فوزا ثمينًا على الإسماعيلي بديربي القناة    شرط واحد يمنع رحيل سانشو عن مانشستر يونايتد    وزارة الشباب والرياضة تواصل اكتشاف المواهب الكروية بالتعاون مع مدرب رديف بايرن ميونخ    إحالة عامل للمفتي لاتهامه بقتل ربة منزل وسرقة حلق ذهبي بالقليوبية    إزالة 7 حالات تعدي على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء في الغربية    عضو بارز بالنواب الأمريكي: رصيف مساعدات غزة غير فعال ومضيعة للمال    على مستوى الجمهورية.. الوادي الجديد تحتل المركز الخامس في تقييم القوافل العلاجية ضمن مبادرة حياة كريمة    محمد مهنا: «4 أمور أعظم من الذنب» (فيديو)    أفضل دعاء السنة الهجرية الجديدة 1446 مكتوب    باحث: الداخل الإسرائيلى مفتت والنظام السياسى لا يحظى بتأييد الشارع.. فيديو    أيمن غنيم: سيناء شهدت ملحمتي التطهير والتطوير في عهد الرئيس السيسي    انطلاق مباراة الإسماعيلي والمصري في الدوري    عبدالمنعم سعيد: مصر لديها خبرة كبيرة في التفاوض السياسي    كريم عبد العزيز يعلن موعد عرض الجزء الثالث لفيلم "الفيل الأزرق"    يسرا عن مسرحية ملك والشاطر: دي ممكن تبقى آخر مسرحية في حياتي    قائد القوات الجوية الإسرائيلية: سنقضى على حماس قريبا ومستعدون لحزب الله    لطيفة تطرح ثالث كليباتها «بتقول جرحتك».. «مفيش ممنوع» يتصدر التريند    يورو 2024.. توريس ينافس ديباى على أفضل هدف بالجولة الثالثة من المجموعات    الأعلى للجامعات يعلن قواعد تنسيق الجامعات لطلاب الثانوية العامة.. تعرف عليها    محافظ شمال سيناء: 30 يونيو انتفاضة شعب ضد فئة ضالة اختطفت الوطن    فيروس زيكا.. خطر يهدد الهند في صيف 2024 وينتقل إلى البشر عن طريق الاختلاط    تخريج دورات جديدة من دارسي الأكاديمية العسكرية    «الرعاية الصحية» تعلن حصاد إنجازاتها بعد مرور 5 أعوام من انطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل    الشاعر محمد البوغة: «لو زعلان» لون غنائي جديد على ماجد المهندس ولم يخشى التغيير    محافظ أسوان يلتقي رئيس هيئة تنمية الصعيد.. تفاصيل    «رحلة التميز النسائى»    مستشار الأمن القومى لنائبة الرئيس الأمريكى يؤكد أهمية وقف إطلاق النار فى غزة    أسعار التكييفات في مصر 2024 تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    لهذا السبب.. محمد رمضان يسافر المغرب    بائع يطعن صديقة بالغربية بسبب خلافات على بيع الملابس    اندلاع حريق هائل يلتهم محصول 100 فدان كتان بقرية شبرا ملس بزفتى.. صور    وزيرة التخطيط: حوكمة القطاع الطبي في مصر أداة لرفع كفاءة المنظومة الصحية    لتكرار تجربة أبوعلى.. اتجاه في الأهلي للبحث عن المواهب الفلسطينية    حمى النيل تتفشى في إسرائيل.. 48 إصابة في نصف يوم    شوبير يكشف شكل الدوري الجديد بعد أزمة الزمالك    مواجهات عربية وصدام سعودى.. الاتحاد الآسيوى يكشف عن قرعة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026    «هيبطل كورة».. شوبير يكشف عن تهديد الزمالك لنجم الإسماعيلي    محافظ المنيا: تشكيل لجنة للإشراف على توزيع الأسمدة الزراعية لضمان وصولها لمستحقيها    جهاز تنمية المشروعات يضخ تمويلات بقيمة 51.2 مليار جنيه خلال 10 سنوات    شيخ الأزهر يستقبل السفير التركي لبحث زيادة عدد الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر    "قوة الأوطان".. "الأوقاف" تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة    بالصور.. محافظ القليوبية يجرى جولة تفقدية في بنها    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الإقليمي بالمنوفية    انفراجة في أزمة صافيناز كاظم مع الأهرام، نقيب الصحفيين يتدخل ورئيس مجلس الإدارة يعد بالحل    تفاصيل إطلاق "حياة كريمة" أكبر حملة لترشيد الطاقة ودعم البيئة    21 مليون جنيه حجم الإتجار فى العملة خلال 24 ساعة    أمين الفتوى: المبالغة في المهور تصعيب للحلال وتسهيل للحرام    ضبط 103 مخالفات فى المخابز والأسواق خلال حملة تموينية بالدقهلية    ليه التزم بنظام غذائي صحي؟.. فوائد ممارسة العادات الصحية    كندا تحارب السيارات الصينية    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 27 يونيو.. «يوم مثالي لأهداف جديدة»    الكشف على 1230 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    10 يوليو موعد نهاية الحق فى كوبون «إى فاينانس» للاستثمارات المالية    انقطاع الكهرباء عرض مستمر.. ومواطنون: «الأجهزة باظت»    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزيرة الثقافة: الحب مفتاح نجاحى .. ولا أستطيع التخلي عن «الأم» في شخصيتي

* لجنة باحثين قريبًا في المحافظات لجمع تراث الفنون الشعبية
* نقل مقر معرض الكتاب «خطوة حضارية» والنجاح «حليفنا»
* الدورة ال27 لمهرجان الموسيقى «جريئة» وتابعت تفاصيلها عن كثب.. ومدرسة وورش عمل للسيرك القومي
* عام «مصر فرنسا» حافل بالمفاجآت
* الأوبرا لم تقض على السوق السوداء لكنها نجحت في تقليصها
* ضم مسرح طنطا للمهرجان "فكرتي".. وأسيوط ودسوق في العام المقبل
* إنشاء قناة تليفزيونية للوزارة "أمر سهل".. ولكن إجراءاتها تحتاج لوقت
* أتواصل مع أسرتى ب«التكنولوجيا»
أيام قليلة تفصلنا عن إتمام الدكتورة إيناس عبدالدايم عامها الأول وزيرة للثقافة، عام كان خلاله «الوصول إلى المواطن وتحقيق العدالة الثقافية وإنهاء اللامركزية» أبرز المحاور التي تسير على دربها وزيرة الثقافة في استراتيجيتها لإدارة مقاليد الوزارة.
الموسيقى هي الأخرى كانت حاضرة طوال دقائق الحوار، فالوزيرة «د.إيناس» موسيقية وعازفة من الطراز العالمي، وإن كان المنصب الوزاري أبعدها قليلًا عن فنها، إلا أنها عادت وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد عودتها للمشاركة في الاحتفالات الموسيقية كعازفة، كما تطرق الحوار أيضا إلى الأسرة، وكيفية تأقلم العائلة مع «الأم والجدة الوزيرة»، حيث كشفت «د. إيناس» التغييرات التي ترتبت على حياتها الشخصية بعد توليها منصبها الوزاري، وعن تفاصيل هذا الأمر، وكواليس إدارتها للملفات الصعبة في وزارة الثقافة وأمور أخرى كان الحوار التالي:
بداية.. بعد أيام قليلة تحل الذكرى الأولى لتوليك وزارة الثقافة.. هل كانت مهام المنصب الوزاري أصعب من توقعاتك؟
لا شك أن المسئولية صعبة للغاية، لا سيما أن وزارة الثقافة كبيرة وتتنوع قطاعاتها، ورغم أنني كنت أتولى رئاسة دار الأوبرا المصرية وهي أيضًا قطاع كبير، إلا أنها ليست بحجم الوزارة، فهناك العديد من الأمور الصعبة التي لم تكن لتعرفها لو لم تكن بهذا القرب.
ما أبرز المحاور التي ارتكزتِ عليها في إدارة وزارة الثقافة؟
من أولى المحاور التي عملت عليها، ألا تعمل قطاعات وزارة الثقافة كجزر منعزلة عن بعضها مرة أخرى، فيجب أن يسخر كل قطاع طاقاته وإمكانياته للقطاعات الباقية، لأن هذا في النهاية يصب في مصلحة المواطن ومتلقي الخدمة الثقافية والفنية، ونجحنا بالفعل في هذا الأمر.
ثانيا.. عدم المركزية ووصول الثقافة والفنون لجميع المحافظات والقرى والنجوع، وبالفعل تحدثت مع عدد من المحافظين، ونحن حاليًا بصدد الترتيب لزيارة العديد من المحافظات وتقديم مجموعة من الفنون هناك، كما تحدثت مع المحافظين حول فكرة أن الوزارة لا تحتاج مسارح في القرى والنجوع، وإنما يمكننا إنشاء مسارح متحركة ومتجولة، لسهولة نقلها من مكان لآخر والتي ستمكننا أيضًا من زيارة جميع القرى.
ثالثا.. استعادة قصور الثقافة لدورها، كمراكز إشعاع للوزارة، وهو ما نعمل عليه حاليًا من خلال افتتاح القصور أو إعادة افتتاحها، إضافة إلى تعاون القطاعات مع القصور في مهمتها، وهو ما نشهده حاليًا في التعاون بين قطاعات الأوبرا والمسرح في تقديم فنونهم في القصور.
وبشكل عام يمكن القول إنها استراتيجية طويلة وممتدة، ويتم تطويرها كل فترة لتتناسب مع الظروف والمتطلبات والإمكانيات، ورغم أن المهمة صعبة، إلا أنني متفائلة وصبري طويل، فعلى الرغم من عدم ثراء ميزانياتنا المادية إلا أننا أثرياء بطاقاتنا البشرية، وهو ما أراهن عليه.
بالحديث عن الطاقة البشرية.. قصور الثقافة كانت على رأس أولوياتك.. فما الأزمات التي واجهتك في إدارة هذا الملف؟
قصور الثقافة ملف ضخم للغاية، وبالفعل كان على رأس أولوياتي، فهو رقم واحد بين الملفات الثقافية التي أمنحها أهمية خاصة، وكانت أبرز المشكلات التي واجهتنا فيه أن عدد القصور كثير للغاية، ورغم ذلك هناك نسبة كبيرة منها غير مفعلة؛ لذا كان لا بد من وضع خطة للتفعيل من خلال برامج وأنشطة فنية وثقافية منظمة، كما تمتلك الأقاليم والمحافظات طاقات إبداعية شبابية تنتظر اليد التي تمتد لتساعد في إخراجها، وهو ما كان على قصور الثقافة عمله، وتم البدء في أولى خطواته من خلال فتح المجال لشباب الأقاليم من خلال ورش المسرح.
أما أزمة بيوت الثقافة المغلقة أو تحت الإنشاء، فكان عددها أيضًا ضخمًا للغاية، ولم أكن لأترك تلك الأزمة على أرفف الوزارة لعشرات السنين القادمة؛ لذا وضعنا خطة لبدء فرز البيوت وتحديد حالتها، لنبدأ بدعم البيوت التي شارفت على الانتهاء، ولا يلزمها سوى تمويل قليل أو إمكانيات يمكن تداركها وحلها، وبالفعل في 10 أشهر أنجزنا 3 بيوت، وفي الفترة القادمة سيتم الانتهاء من 4 بيوت أخرى، وإنجاز تلك البيوت تم بحسب جدول زمني تم تقديمه والعمل عليه والالتزام به، وما ساعدنا أيضًا في بداية عملي داخل الوزارة أننا حصرنا الفائض من الموازنة الموضوعة لجميع قطاعات وزارة الثقافة، ومن ثم قمت بتحويله لقصور الثقافة لنستطيع الانتهاء من تلك البيوت التي لا تتطلب الكثير لافتتاحها.
كم بلغ الفائض في موازنة القطاعات؟
ما يقرب من 18 مليون جنيه.
بعض قصور الثقافة تعاني أزمات ومشكلات في الحماية المدنية.. هل أعدت الوزارة خطة لمواجهة الأمر؟
بالفعل.. هناك كثير من القصور التي اقتصرت أسباب عدم افتتاحها أو توقف نشاطها على مشكلات في الحماية المدنية؛ لذا تواصلت الوزارة مع المسئولين، وتوصلنا لوضع صيغة مبنية على خطوات واضحة لتدارك تلك الأزمة، ورغم أن الأمر مكلف من الناحية المادية، فإن جدولة الموازنة ساعدتنا في تدارك الأمر، ونعمل حاليًا وفق خطوات لحل مشكلة الحماية المدنية واستيفاء شروطها في تلك القصور.
مؤخرًا.. اجتمعتِ مع وزير الاتصالات لبدء التحضير لأول قصر ثقافة رقمي.. فما هو مفهوم «قصر الثقافة المرقمن»؟
سيتم تزويد القصر بجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة، إضافة إلى العمل على ربط جميع قصور الثقافة في القاهرة والمحافظات ببعضها البعض، لنتمكن من التواصل معها بشكل مباشر، إضافة إلى إتاحة جميع النشاطات التي تقدمها تلك القصور لكل المهتمين، وذلك يمكننا في وقت لاحق من اكتشاف المواهب للبدء في رعايتها وتنميتها.
ما تقييمك لوضع قطاعات وزارة الثقافة خلال الأشهر الماضية؟
أعتقد أن هناك نشاطًا وحراكًا كبيرًا في عدد من القطاعات يأتي المسرح على رأسها، حيث يشهد نشاطًا غير مسبوق، وذلك النشاط يجعلني غاية في السعادة، خاصة أن الشباب هم تلك الطاقة، إضافة إلى حركة الهيئة العامة للكتاب واستعدادها منذ فترة طويلة لترتيبات اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأعتقد أنه بناء على ما تم من ترتيبات فستشهد الدورة المقبلة للمعرض الكثير من النقاط المميزة والإيجابية، وسيكون حدث يليق بحجم مصر ومعرض الكتاب الذي يعتبر واحدًا من أقدم معارض الكتاب العربية، ومن أكثر معارض الكتب جماهيرية على مستوى العالم.
2019 يشهد عام (مصر- فرنسا).. ما أبرز ترتيبات الوزارة لهذا الحدث الهام؟
وضعنا خطة كاملة للعام تشارك بها كافة قطاعات وزارة الثقافة، ومن المقرر أن نعلن عن جميع التفاصيل قريبًا، لكن من الممكن أن ألمح لحدث هام سيتم إقامته ضمن العام في شهر مارس 2019، حيث نعمل على افتتاح معرض «إخناتون» في فرنسا، وذلك في حدث ثقافي وفني ضخم، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفرنسية ووزارتي الثقافة والآثار، وعلى مدار العام هناك العديد من الفعاليات المشتركة بين البلدين، يقام جزء منها في مصر، والجزء الآخر في فرنسا.
معرض الكتاب على الأبواب..هل تشعرين بتحدٍ تجاه هذه الدورة لا سيما وأنها تشهد نقل المعرض إلى مقر جديد؟
في الحقيقة لا.. فعندما قررنا نقل مقر المعرض إلى مقر جديد، حاولنا تذليل جميع الصعوبات التي قد تواجهنا كمنظمين، إضافة إلى تذليل الصعوبات التي قد تواجه الناشرين والجمهور أيضًا، فالسياق الذي تمت على أساسه ترتيبات المعرض تراعي كل المشكلات والأزمات التي قد تواجهه، والتي يأتي في مقدمتها نقل الجمهور، وهو ما يتم حله من خلال توفير مواصلات مجانية للجمهور في العديد من النقاط بطول القاهرة، ومن ضمنها توفير مواصلة من أمام مقر المعرض القديم، وسيتم الإعلان عن كافة النقاط قبل المعرض لإتاحتها للجمهور.
وبصراحة.. كان لا بد من نقل المعرض إلى مقر جديد، لأنه أولًا: مصر تستحق أن تحتفي بهذا الحدث الفريد في مكان يليق باسمها، وثانيًا: هناك تطور تكنولوجي كبير تم خلال السنوات الماضية، وكان من الصعب تزويد المعرض بتلك الخدمات التكنولوجية في مقره القديم، إضافة إلى محاولة توفير الخدمات الآدمية للجمهور الزائر للمعرض، ولا أعتقد أننا سنواجه الكثير من المشكلات، لأن المعرض على مدار الخمسين عام الماضية تم نقله أكثر من مرة، وأؤكد أن النقل هذه المرة سيوفر انتقالا حضاريا للمعرض.
جامعة الدول العربية ضيف شرف المعرض، ما الخصوصية التي تمنحها تلك الاستضافة للمعرض ومختلف الدول؟.. وما الأفكار المقرر تنفيذها؟
أعتقد أن فكرة استضافة جامعة الدول العربية كضيف شرف المعرض قدم الأمان لجميع الدول العربية، وساهم في ذلك جميع الأحداث الثقافية والفنية التي تمت في الفترة الأخيرة، ومن ضمنها مؤتمر وزارة الثقافة العرب الذي استضفناه في القاهرة خلال أكتوبر الماضي، فعندما تمت مناقشة الفكرة خلاله، وجدنا ترحيبًا وحفاوة كبيرة، وعملنا خلاله على تقريب جميع وجهات النظر لتوفير حضور عربي يليق بالمعرض، وبمختلف الدول العربية التي لمست فيها اهتمامها الخاص بهذا المعرض ورغبة حقيقية في إنجاحه.. أما على صعيد الأفكار، فهناك العديد من الأفكار التي تم تقديمها وطرحها، ومازلنا ندرس كيفية تنفيذ جميع الأفكار من خلال اللجنة العليا للمعرض، وسيتم الإعلان عنها قريبًا.
ننتقل إلى ملف «السيرك والفنون الشعبية».. ما خطوات تطويرها في الفترة المقبلة؟
بالفعل نفكر ونعمل على إلحاق السيرك القومي بمدرسة وورش تدريب لإخراج جيل جديد من الشباب القادرين على ممارسة فنون السيرك وتطويره وضخ دماء جديدة له، خاصة أن الحالة المادية للعاملين في السيرك متردية جدًا، وأنا من الجيل الذي أثر السيرك في نشأتهم، لذلك أعي أهميته وأؤمن بالسيرك.
أما الفنون الشعبية فهو ملف في غاية الأهمية، خاصة أنها مثلت وجدان وذاكرة الشعب المصري؛ لذلك لا بد من إعادة إحيائها والعمل على تطويرها، وبالفعل طلبت من الدكتور عادل عبده، رئيس مركز الفنون الشعبية، إعداد لجنة من الباحثين للنزول إلى المحافظات والقرى، والبدء في تجميع المواد التراثية الممكنة؛ لإعادة إحيائها وتطويرها، إضافة إلى العمل على تطوير مستوى فرق الفنون الشعبية الموجودة بالفعل لدى وزارة الثقافة من خلال التدريب والتبادل الثقافي.
كونك كنتِ ثاني سيدة تترأس دار الأوبرا، ومؤخرًا كانت الدورة ال27 لمهرجان الموسيقى بعد توليك وزارة الثقافة.. ما الإمكانيات التي استطعتِ تسخيرها للمهرجان هذا العام ولم تكن باستطاعك عندما كنتِ رئيسة للأوبرا ؟
استطعت تقديم الدعم على عدة مستويات، وهو ما ظهر في برنامج المهرجان هذا العام من جرأة، من خلال التحدي في جمع كوكبة من المطربين المصريين والعرب في نفس الوقت، وهو أمر غاية في الصعوبة لم أكن لأتحمل مسئوليته الضخمة وأنا رئيسة للأوبرا فقط، فعلى الرغم من النجاح الكبير الذي استطعنا تحقيقه على مدار السنوات السابقة إلا أن الأفكار والنجاح لم يكن ليقف عند هذه المرحلة، وإنما ما زلنا نستكمل خطة تطوير المهرجان وإخراجه كل عام بأفكار مختلفة، لذا حرصت على متابعة تفاصيل المهرجان والوقوف على مراحله جميعها، لإيماني الكامل بأهمية الموسيقى كونها الرسالة الأسرع والأكثر تأثيرًا في المتلقي.
من المطرب أو المطربة العربية الذي تتمنين مشاركته أو مشاركتها في المهرجان؟
اعتقد أن معظم مطربي الوطن العربي شاركوا بالفعل في المهرجان، لكن الاسم الذي بالفعل أتمنى أن يكون في المهرجان وكان إحدى أمنيات حياتي بالفعل، هو «السيدة فيروز» ولكن أعتقد أنه مع تقدمها في العمر وظروف تلك المرحلة لم تعد تسمح بتحقيق هذا الحلم، لكنني ما زلت أمتلك الأمل علنا نستطيع استضافتها.
ضعف الميزانية أزمة مزمنة تواجه مهرجان الموسيقى.. فهل مازالت اللوائح تقف عائقًا أمام قبول رعاة للمهرجان؟
على مدار السنوات الماضية استطعنا تطويع كثير من البنود في تلك اللوائح، والتي أصبحت تتمتع بنوع من المرونة والقابلية، فحاليًا فتح المهرجان أبوابه لقبول الرعاة بما يتوافق مع إمكانياته، وخلال الدورة الحالية لم يتم التعاقد مع رعاة محددين لعدة أسباب كان أحدها تأخر الإعلان عن الفنانين المشاركين، إضافة إلى أن هناك بعض المتقدمين لرعاية المهرجان طلبوا أمورا تعجيزية لا نستطيع تقديمها، كوننا جهة حكومية لا تقبل الاحتكار.. وأشدد على أنه لا يوجد مكان في العالم يقدم فنا وثقافة، ويعتمد بشكل فردي على الدولة، فجميع المهرجانات الفنية التي نراها في الدول الأخرى يتم تمويلها من عدة جهات، ونادرًا جدًا إذا تم إيجاد مهرجان مدعوم من الدولة فقط، لذا يجب رفع القبعة للأوبرا ومهرجان الموسيقى الذي ما زال قادرًا على الاستمرار والنجاح، واستضافة كبار الفنانين رغم قلة تمويله ودعمه القاصر على الدولة فقط، لكن العبء أصبح ثقيل ومع التطور الكبير في المهرجانات والأسعار لم يعد من السهل الإعتماد على ميزانيات محدودة.
كل عام تخرج عدة أقاويل تردد أن مهرجان الموسيقى ابتعد عن فكرته الأساسية لغناء التراث، وصار مطربوه يغنون أغانيهم الخاصة.. فما رأيك؟
سمعت تلك الأقاويل، لكنني لا أتفق معها إطلاقًا، فما زال المهرجان يحافظ على التراث والأغنية العربية، ولكن يجب أن يعي كل من يتبنى وجهة النظر تلك، أن مهرجان الموسيقى العربية اقترب عمره من الثلاثين عام، لذا فمطربوه هم في حد ذاتهم تراث جديد، فمطربو اليوم هم تراث الغد، والمطرب الذي شاركنا في أولى دورات المهرجان، من المؤكد أن أغنياته أصبحت تراثا لجيل اليوم بعد مرور 27 عاما، فما المانع من التطوير وتقديم الجديد خاصة مع تطور المنتج التراثي نفسه، وتعاملنا مع عدة ألوان تراثية وثقافية لدول عربية مختلفة.
وإذا تحدثنا على المستوى المصري، سنجد أن أغنيات هاني شاكر أو محمد ثروت تشكل تراثا فنيا لجيل الشباب اليوم، لذا لم يتخل المهرجان عن التراث والموسيقى العربية، لكنه يسعى لتقديم جميع الأشكال الغنائية العربية، التي لم تخرج عن عباءة الرقي الموسيقى وتحمل الحس الفني العالي.
بعد عام من اعتماد طريقة الحجز الإلكتروني.. هل نستطيع القول إن الأوبرا استطاعت القضاء على السوق السوداء؟
للأسف لا.. بل يمكن القول إننا نجحنا بنسبة كبيرة وليس قضاء بشكل كامل، فالسوق السوداء عالمية، ووصل الحال بالأوبرا في الفترة الأخيرة أنها تكرس نفسها لملاحقة أي شخص تكتشف تورطه في أي سوق سوداء، وبالفعل تم إحالة الكثيرين إلى الجهات المختصة للتحقيق، وأريد الإشارة هنا إلى أن القضاء على السوق السوداء ليس مسئولية الأوبرا فقط، وإنما تشترك عدة جهات في محاولة السيطرة، وبالفعل نجحوا بنسبة ولكن لا يمكن وصفها بالقضاء الكامل، فكلما طورنا سبل كشفنا للعاملين في السوق السوداء، خرجت علينا أفكار وطرق جديدة يستخدمونها للخداع.
هل تمت زيادة ميزانية المهرجان هذا العام؟
المهرجان ليس له ميزانية مستقلة، وإنما يتبع ميزانية دار الأوبرا ككل، ولم يفكر أحد في استقلال المهرجان بميزانية خاصة عن ميزانية الأوبرا، بسبب اعتباره أحد أنشطة الدار نفسها.. ولكن على كل حال، كل شيء تمت زيادته.
ما الهدف وراء اقتراحك بضم مسرح طنطا لمسارح حفلات مهرجان الموسيقى؟
خلال الأشهر الماضية تم إعادة فتح وافتتاح جديد لبعض قصور الثقافة، فوجدت العديد من الأماكن التي تستوعب في طبيعتها تقديم كل أشكال الفنون، لذا كانت فكرتي أن يتم هذا العام إضافة مسرح طنطا كخطوة أولى، فيما سيتم العام المقبل ضم مسارح أخرى لتقديم حفلات المهرجان مثل أسيوط ودسوق ودمياط وعدة أماكن أخرى، وهذا هدفي من البداية وإستراتيجيتي في الوزارة لتخطي المركزية وإيصال الفنون لجميع المحافظات.
مركز تنمية مواهب الأوبرا أصبح لا يستطيع استيعاب طلاب جدد.. هل هناك خطة محددة لتجاوز الأزمة تلك؟
بالفعل أدركنا الأمر منذ عدة أشهر، لذا نعمل على مستويين، أولا تم إنشاء مركز تنمية مواهب في مدينة طنطا، وهو قرار أخذته على مسئوليتي، وبالفعل حقق نجاحا باهرا وقريبًا سيتم تعميم الفكرة في مجموعة من المحافظات، ولكن بالتدريج لتكون محافظة تلو الأخرى.
والمستوى الثاني في القاهرة، من خلال «فك مركزية» مركز تنمية المواهب من مقر دار الأوبرا، والتوسع بفروع في المسارح الأخرى، فعلي سبيل المثال سيكون هناك مركز للمواهب في مسرح الواحة التابع للأوبرا، والذي يتم افتتاحه قريبًا، ولكن كلا الخطوتين لا بد أن يتم تنفيذهما بخطوات رزينة، لأن افتتاح أفرع يعني أننا بحاجة إلى هيئة تدريس كبيرة، وهو ما نعمل على توفيره من خلال الكوادر وخريجين معاهد أكاديمية الفنون.
هذا الإنجاز والتوسع يلزمه محطة تليفزيونية تعمل على التسويق للوزارة، وقد تلقت الوزارة الكثير من المطالبات بإنشاء قناة تليفزيونية لها وللأوبرا.. فما معوقات الأمر حتى الآن؟
عمري في الوزارة لم يتعد العام، والضغط كبير، وعلى الرغم من كون القناة التليفزيونية فكرة أمام عيني طوال الوقت، فإن الأمر ليس باليسير، خاصة مع ضرورة إنجاز ما تملكه يداي من قضايا وملفات ومشروعات بشكل سريع، وهذا يستغرق الكثير من الوقت، فإنشاء القناة في المطلق أمر سهل، لكن له إجراءاتها الصعبة والكثيرة، ولا أملك جميع تلك الإمكانيات والإجراءات حاليًا، ولكن يمكننا الحديث مرة أخرى والبدء في الخطوات الأولى لها بعد عدة أشهر من الآن.
لننتقل إلى حياتك الشخصية.. أنتِ أول وزيرة ثقافة، لكنك على الجانب الآخر أنتِ أم وجدة.. فكيف تقضين يومك بين مهام المنصب وأسرتك؟
يومي صعب للغاية، وبالطبع جانب العمل يطغى على بقية الجوانب الأخرى في حياتي، وأشكر الله أن مسئولية وزارة الثقافة جاءت في مرحلة عمرية قدمت فيها رصيدا كافيا لأسرتي، وأعتمد على هذا الرصيد حاليًا في الانشغال بالعمل، وأسرتي تتفهم الوضع جيدًا وتدعمني في الاستمرار، وأصارحك القول إنني على مدار حياتي كانت أسرتي على رأس أولوياتي، وهي مصدر السعادة الحقيقية بالنسبة لي، فهم عاشوا معي جميع لحظات حياتي المؤلمة والسعيدة، ورافقوا رحلتي التي بدأت في سن مبكرة للغاية وكانوا مساهمين رئيسيين في أي نجاح استطعت إنجازه في حياتي، لكن بالطبع اختلفت الأمور بعد مسئولية وزارة الثقافة، على صعيد الوقت، فاليوم أصبح مضغوطا للغاية، وعلى الرغم من أني أعيش في بيت أسري جدًا ومنزل عائلة، إلا أن مواعيد عملي لا تتناسب مع مواعيدهم، لكن يكفيني شعوري بوجودهم معي، ونتواصل على مدار اليوم بكل الوسائل التكنولوجية الممكنة لأكون معهم لحظة بلحظة.
اعتاد العاملون معك في الأوبرا على روح الأم في تعاملاتك وإدارتك للأمور.. فهل اختلفت إستراتيجية إدارتك بعد توليك المنصب الوزاري؟
هذا جزء لا أستطيع الانفصال عنه في شخصيتي، وليس فقط جزئية الأم، وإنما أيضًا نظام الأسرة والعائلة، فلكي أستطيع العمل والنجاح في أي مكان، لابد أن أعتمد في هذا على الحب بين فريق العمل، وأشكر الله أني استطعت بث روح الحب بين فريق العمل الحالي في الوزارة، على الرغم من أنه فريق عمل مختلف عما اعتدت التعامل معهم في الأوبرا، إلا أننا استطعنا التفاهم والتأقلم مع بعضنا البعض.. لذا لم تتغير إستراتيجيتي في الإدارة، فمازلت نفس الأم والصديقة لجميع الموظفين والفنانين.
هل هناك صفات محددة في شخصيتك أردتِ التخلص منها بعد توليك لوزارة الثقافة؟
(تضحك).. بصراحة لم أستطع التخلص من أي صفة، لأن المناصب في وجهة نظري لابد ألا تغير الشخصيات، وإنما يضيف الشخص للمنصب من خلال تركيبته الشخصية، وهذا ما تربيت عليه، وأحاول تطبيقه على أرض الواقع، ولا تنسِ أني قضيت عمرا طويلا في الفن، والساحة مليئة بأصدقاء عمر وأبنائي الذين ولدوا في الساحة على يدي وشهدت تطورهم الفني، لذلك أعتقد أن تلك العلاقات من الصعب تغييرها، فهي علاقات عمر كامل لا يمكن لأي منصب المساس بها، لذلك لم أتنازل عن أي شيء في شخصيتي، وإنما التزمت بالعديد من الأمور في حياتي بعد مسئولية الوزارة، ولكن لا يمكنني التنازل عن أي صفة أمتلكها أو الخروج عن إطار شخصيتي.
في خضم العمل الإداري، متى تستطيعين ممارسة فنك والعزف على الفلوت؟
قررت العودة مرة أخرى للتدريب والعزف، لم أبدأ بعد لكن سيتم هذا في القريب، فقد تمت دعوتي لأكثر من حفل منذ تولي إدارة وزارة الثقافة، لكن كان من الصعب تلبية الدعوات تلك في الوقت الحالي، لأنه كان لابد في الفترة الماضية التركيز بكل ما أملك في مهام تلك المسئولية الملقاة على عاتقي، وتحقيق خطوات واضحة فيها، ومن ثم التفكير مرة أخرى في الفن الذي لا أستطيع الانفصال أو الابتعاد عنه تحت أي مسمى وظيفي جديد، فنجاحي طيلة حياتي كان مربوطا بالفن، لذلك سأعود لممارسة الفن قريبًا.
إذن.. هل من الممكن أن نرى حفلات جديدة لكِ قريبًا؟
بالطبع، أعمل على هذا الأمر في الوقت الحالي.
لو عاد بكِ الزمن مرة أخرى، هل تسلكين نفس الطريق الإداري الذي سلكتيه؟
بصراحة، طيلة حياتي لم أكن أفكر للحظة في أي منصب أو طريق إداري، وإنما كان نظري كله وأولوياتي لفني، لكن يشاء الله والقدر أن يكون الفن وتقدمي في الطريق والمستوى الفني هو المؤهل الأول في كل مرة لأي منصب تقلدته على مدار حياتي، فأنا لم اختر الطريق الإداري ولكني لم أرفضه أيضًا، لأني كنت أشعر في كل مرة أن الله هو من وضعني في ذلك لتحقيق أمر ما.
ما الذي تعنينه بأنكِ وافقتِ على المناصب التي تقلدتيها، لشعورك أنها إشارة من الله لكِ؟
ليست إشارة بقدر ما كنت أشعر أن الله أهلني لذلك المنصب، ووضعه في طريقي لتحقيق شيء ما للآخرين، خاصة أن كل المناصب كانت مرتبطة بكياني الفني وما أحب عمله
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل"فيتو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.