البترول: مصر ستتوقف نهائيا عن استيراد الغاز أكتوبر المقبل (فيديو) أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم السبت، عن وقف استيراد الغاز المسال من الخارج لتبدأ مصر السير على الطريق الصحيح نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، والبدء في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. ويتساءل الكثيرون ما الأسباب التي أدت إلى إعلان مصر عن وقف استيراد الغاز من الخارج؟ وما العائدات التي ستعود على الدولة من ذلك؟ وهل سنصبح دولة ذات مركز إقليمي للطاقة؟ ووفقا لمؤشرات وزارة البترول، حدث زيادة في الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي بنسبة تجاوزت 55٪ بفضل النجاحات والاكتشافات التي حققها قطاع البترول خلال الثلاثة أعوام الماضية في عمليات البحث والتنقيب حتى عامنا الحالي. ووفقا لتقرير الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" فإنه في فترة ثورة يناير 2011 انخفض الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي بشكل كبير بنسبة تجاوزت 40٪ بسبب الاضطرابات السياسية في ذلك الوقت، لكن مع قدوم 2014 وعودة الاستثمار الأجنبي وزيادة عمليات التنقيب في البحر المتوسط وتطوير الحقول وتنميتها أسهمت هذه الخطوات في تحسين وزيادة معدلات الإنتاج اليومي من 3.7 إلى 6.6 مليارات قدم مكعب غاز يوميا في الوقت الحالي. ونجحت الحكومة في خفض مديونية الشركاء الأجانب من 6.3 إلى 1.2 مليار دولار، وذلك في الفترة من 2014 حتى 2018 وهو ما أسهم في ضخ شركات البترول العالمية استثمارات في عمليات البحث والتنقيب كان أولها الإعلان عن أكبر اكتشاف حقل غاز عملاق "ظهر" في المياه العميقة بالبحر المتوسط، الذي يبلغ احتياطياته 30 تريليون قدم مكعب، بالإضافة إلى تنمية حقول شمال الإسكندرية وفي بلطيم. ووقف الدولة استيراد الغاز المسال من الخارج بدءًا من اليوم كان من أسبابه الرئيسية، زيادة معدلات الإنتاج، حيث استطاعت البترول خلال العام الماضي ربط حقول شمال الإسكندرية على شبكة الإنتاج بمعدل 1.3 مليار قدم مكعب غاز يوميا، وكانت أول الحقول "ليبرا وتورس" في العام الماضي، التي أضافت نحو 600 مليون قدم مكعب، ثم أضافت بعدها ثلاثة حقول أخرى "ريفين والجيزة والفيوم" الذين أضافوا نحو 700 مليون قدم مكعب ليبلغ الإجمالي منها نحو 1.3 مليار قدم مكعب غاز يوميا. وظل الإنتاج اليومي للغاز في تزايد مستمر، وذلك بعد نجاح شركة بتروبل في إضافة آبار جديدة على حقل نورس في بطليم ليرتفع إنتاجه من 1.1 إلى 1.280 مليار قدم مكعب غاز يوميا الذي يمثل نحو 25٪ من الإنتاج الإجمالي الكلي في مصر. وكان الحدث الأبرز ربط أول باكورة الإنتاج من حقل ظهر العملاق في العام الماضي بنحو 350 مليون قدم مكعب يوميا على شبكة الإنتاج وظل يرتفع مع زيادة حفر الآبار بالمرحلة الأولى والثانية حتى ارتفع إنتاجه من 1.7 حتى 2 مليار قدم مكعب غاز يوميا بزيادة تمثل 25٪ على الإنتاج اليومي. ويتساءل البعض.. ما العائدات التي تعود من وقف استيراد الغاز من الخارج؟ قبل الإجابة، كانت مصر تستورد نحو 50 إلى 60 شحنة غاز مسال شهريا أثناء حدوث العجز في الإنتاج، وذلك بقيمة إجمالية تصل لنحو 500 مليون دولار لكن مع زيادة الاكتشافات وما تبعها من زيادة الإنتاج اليومي للغاز تدريجيا انخفضت الشحنات من 60 إلى 30 شحنة بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار شهريا. ومع إعلان وزير البترول، اليوم السبت، وقف الاستيراد من الخارج سيكون حجم الوفرة المالية لمصر نحو 6 مليارات دولار منهم 2 مليار دولار تم توفيرهما من حقل ظهر. وتستعد البترول الشهور المقبلة لفتح باب التواصل مع دول أوروبا والجوار أيضا لمناقشة تصدير الغاز إلى الخارج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.