رش أشجار المانجو بالمبيدات لمكافحة مرض العفن في الإسماعيلية شهدت الآونة الأخيرة تراجعا كبيرا في المعروض، من الأصناف المعروفة من المانجو، كالعويس، والفونس، والفص، والزبدية، والسكري، ولاحظ أغلب المستهلكين اختفاء تلك الأصناف مبكرا في منتصف الموسم. وأكد المهندس محمود فوزي، رئيس الإدارة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ل"فيتو"، أن المعروض من ثمار المانجو هذا العام تراجع بشكل بسيط، لكن ليس بنسبة 50% كما يدعي البعض، مرجعا سبب انخفاض الإنتاجية إلى اتجاه عدد ليس بالقليل من مزارعي المانجو، إلى (تقليع) مزارعهم وزراعتها بالموالح بدلا من المانجو، خاصة مع ارتفاع أسعار الأولى، والإقبال الكبير عليها من المصدرين، خاصة البرتقال، حيث صدرت مصر مليونا ونصف طن من الموالح خلال موسم 2016 / 2017. وأضاف فوزي أن أغلب مزارعي المانجو توجهوا لإنتاج الأصناف الأجنبية، كثيفة الإنتاجية، كالكيت، والناعومي، والياسمينة، والهايدي، وغيرها، وهي أصناف تقبل عليها محال العصائر، التي زادت أعدادها مؤخرا بشكل كبير، وزاد الإقبال عليها أيضا بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة. وأشار إلى أن إنتاجية فدان واحد من الأصناف الأجنبية قد تنتج متوسط 15 طنا من المانجو، وتحقق ربحا للمزارع يصل إلى ضعف مصروفات الإنتاج، ومن يتفقد أسواق الفاكهة خلال الموسم الحالي يكتشف طرح كميات كبيرة من الأصناف الأجنبية، واختفاء الأصناف البلدية تدريجيا. فيما أظهر تقرير لمعهد بحوث البساتين عن إنتاجية الفاكهة في مصر، خلال موسم 2017، أن المساحات المزروعة بالمانجو، بالأراضي القديمة والجديدة تصل إلى 240 ألف فدانا بإنتاجية وصلت إلى قرابة 800 ألف طن. وكشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في وقت سابق، عن استمرار عمل فرق المكافحة التابعة لإدارة الوقاية، لمعاجة مزارع المانجو المصابة بداء العفن الهبابي، المدمر لمحصول المانجو، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، الدكتور حامد عبد الدايم، أن فرق المكافحة تعاملت مع 65% من حالات الإصابة بالعفن الهبابي، من خلال تطهير الأشجار بالبوتاسيوم والزيوت المعدنية. بينا أكد عدد من النواب، أعضاء لجنة الزراعة والري بالبرلمان، أن أشجار المانجو خارج الخدمة هذا العام؛ بسبب تفشي مرض العفن الهبابي في المزارع القديمة، وخاصة مزارع محافظة الإسماعيلية، أشهر المحافظات في زراعة المانجو. وقال محمود شحاتة، عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، أن مرض العفن الهبابي أصاب قرابة 70 : 80 % من زراعات المانجو في مصر، وتسبب في تراجع الإنتاجية بنفس النسبة، مضيفا أن كافة المبيدات والمواد المطروحة في الأسواق لمكافحة هذا المرض غير صالحة. وكشف تقرير لوزارة الزراعة، أن العفن الهبابى في زراعات المانجو هو مرض بسيط ينتج عن تواجد بعض الحشرات، مثل المن والنطاطات وغيرها، التي تقوم بإفرازات عسلية على أوراق شجر المانجو، وهذه الإفرازات عبارة عن مادة سكرية معقدة، ما يجعل بعض الفطريات الرمية مثل: "الاسبراديلا" و"البنسيليوم" وغيرها تتطفل عليها، مسببة العفن الأسود أو ما يسمى ب"العفن الهبابى". ولفت إلى أن مثل هذه الفطريات لا تعتبر مسببات مرضية، ولكنها تحجب الضوء عن الأوراق، مما يقلل من عملية البناء الضوئى، وبالتالى تقل كمية المواد الكربوهيدراتية التي ينتجها النبات، حيث إن الأوراق تعد مصنع الغذاء.