يشهد سوق النقل الجوى صراعات ومنافسات ضارية سواء من قبل شركات الطيران المتعددة أو من الشركات المصنعة للطائرات، من جانبها تسعى شركات الطيران لجذب العملاء من المسافرين، من خلال تقديم أفضل الخدمات وتوفير أحدث الطائرات، إضافة إلى الأمن والسلامة للركاب من خلال تطبيق أعلى معايير السلامة، وهناك منظمات وهيئات دولية وسلطات الدول المتعددة التي تراقب تطبيق تلك المعايير من خلال التفتيشات على المطارات وشركات الطيران وسلطات الطيران المدني، وبخاصة من قبل المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو» واتحاد النقل الجوى الدولى «أياتا». الشركات المصنعة للطائرات هي الأخرى تسعى لجذب العملاء من شركات الطيران لتسويق منتجاتها من الطائرات بمختلف الطرازات، وتتصدر قائمة المنافسة شركتا بوينج الأمريكية وآيرباص الأوروبية، والمنافسة بينهما هو نتاج لهيمنة شركتين على سوق صناعة الطيران المدنى من أوائل التسعينيات، إلى جانب وفشل عمليات الاندماج والتعاون بين العديد من شركات صناعة الطائرات.. وخلال الفترة الماضية.. تم عرض مجموعة من الطائرات التي تنافس الشركتين بقوة لكسر احتكارهما لسوق النقل الجوي، ومنها «إمبراير» البرازيلية و«بومباردييه» الكندية، والتي أعلنت الشركة القابضة لمصر للطيران عن تعاونها الأول معها في نوفمبر الماضى للطائرات التجارية، من خلال التوقيع على خطاب نوايا بموجبه تحصل مصر للطيران على 12 طائرة من طراز CS300 لينضموا لأسطول الشركة تسلم خلال العام الحالى وحتى 2020 مع أحقية شراء 12 طائرة إضافية خلال الفترة من 2020 وحتى 2026، ومن المقرر أن تعمل الطائرات على خطوط شركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والإقليمية وقيمة العقد تزيد على مليارى و200 مليون دولار، كما طرحت إركوت الروسية طائرتها الجديدة إركوت إم سى 21 لتنضم إلى قافلة الطائرات المنافسة إير باص 320 وبوينج 737 وهو ما يندرج تحت مسمى «صراع السماء» سواء من قبل شركات الطيران أو الشركات المصنعة للطائرات. المؤشرات تتجه إلى أن قيمة صناعة الطائرات خلال العشرين عامًا المقبلة تقدر ب5و4 تريليونات دولار، تنتج خلالها قرابة 30 ألف طائرة، لكن القدرة على إنتاج طائرة لا يكفى بل يجب أن تمتلك الشركات المصنعة للطائرات القدرة على تسويقها ودائمًا وأبدًا تعتمد على المصالح الاقتصادية والسياسية. «ايرباص» حدوتة أوروبية نجحت في أن تفرض نفسها بقوة في صناعة الطائرات وتصبح شركة منافسة وتتبوأ قمة هذه الصناعة مع بوينج. في السبعينيات كانت هناك 4 شركات صناعة طائرات تتنافس على الحصص السوقية للصناعة 3 شركات أمريكية بوينج وكوكهيد وماكدونالد دوجلاس، وشركة أوروبية واحدة تلفت النظر أو الاهتمام في ذلك الوقت هي آيرباص، لكن في الثمانينيات بدأت الصورة تتغير بعد تقديم «آيرباص» لطائرتها الجديدة ذات الكفاءة العالية وانخفاض في التكاليف التشغيلية وهو ما ساعد على جذب العملاء من شركات الطيران. أما في التسعينيات فكانت بوينج مسيطرة على السوق بنسبة 62%، وكانت حصة «آيرباص» 15%، ولكن اليوم الأمر مختلف حيث أصبحت المنافسة بين الشركتين بقوة، وفى بعض الأعوام تتجاوز مبيعات آيرباص مبيعات بوينج، وهو ما يؤكد نجاح وتقدم «آيرباص» على غريمتها بوينج واستمرار الصراع قائم، ولا ينتهى وهو في النهاية يصب لمصلحة العملاء من شركات الطيران الذين يبحثون عن الأفضل من الطائرات التي تتناسب مع تشغيل الأسطول بكفاءة عالية.