يوم الخميس الماضى وقع انفجار خارج حدود مطار القاهرة الدولي، فانطلقت الشائعات من كل جانب تارة عن وقوع طائرة وانفجارها في الغلاف الجوي، وتارة أخرى حريق بمحيط مطار القاهرة، وتوقف حركة الملاحة الجوية، وأخرى انفجارات في محطات الوقود المتاخمة لمطار القاهرة.. مواقع التواصل الاجتماعى أطلقت العنان للشائعات، وبعض القنوات الفضائية الخارجية رددت الشائعات والأكاذيب، مما أحدث توترًا لدى المصريين، بسبب عدم معرفة الحقيقة، ورغبتهم في كشف الحقائق بأقصى سرعة لوأد الفتن والأكاذيب في مهدها.. بديهى أن ثورة الاتصالات والمعلومات ساهمت بشكل فعال في تزايد الكم المعرفى والاتصالى بين الشعوب والجماعات، وأدت إلى انتشار الأفكار والمضامين الإيجابية والسلبية، ولكن المصارحة والمكاشفة تؤدى إلى بث الطمأنينة بين المواطنين، خاصة وأن الشائعة تشكل ضغطًا اجتماعيًا مجهول المصدر يحيطه الغموض والإبهام، ولها تأثير بالغ على الرأى العام، خاصة في غياب المعلومات والأخبار الصحيحة من قبل الأجهزة المعنية.. لقد عانينا من الشائعات التي يتم ترويجها بين حين وآخر، بعضها نتيجة أن البعض يسرع في بث الخبر الكاذب قبل التأكد من حقيقته، والبعض الآخر من أعداء الوطن الذين يطلقون الشائعات لزعزعة الاستقرار، ولكن هناك أزمات تستدعى مواقف جادة من قبل المسئولين لمواجهة الشائعات، بدلًا من تمهيد الطريق لسريانها، وذلك من خلال توضيح كافة الحقائق بشفافية وعدم التأخير في إعلانها، حرصًا على المصلحة العامة التي تستوجب مواجهة الشائعات بشكل قوي.. لقد بادر الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى بكشف ملابسات الانفجار الذي وقع وطمأن المصريين على مطار القاهرة، والحركة الجوية التي تسير بشكل طبيعي.. حقًا عانينا سنوات ماضية ومازلنا نعانى من الشائعات والأكاذيب، ولكن علينا أن نعى الدرس ونعرف أن أعداء الوطن سيواصلون مسيرتهم من أجل زعزعة الاستقرار، ولكن بوعى المصريين ومواقف الشرفاء سيتم قهر أهل الشر.