إن القلب هو المضخة التي تضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسم ليقوم بتغذيته ومده بالطاقة اللازمة. يؤكد دكتور مصطفى عطية، استشاري أمراض القلب، أن عملية ضخ الدم هذه تستلزم دورة للقلب من ثماني مراحل، منها ثلاث مراحل متعلقة بعملية انقباض القلب وخمس مراحل لعملية الانبساط، وتستغرق ضربة القلب حوالي 8,. من الدقيقة عندما تكون عدد الضربات 75 ضربة في الدقيقة. ويضيف أن القلب نفسه يحتاج إلى شرايين تضخ لعضلته الدم لكي يأخذ كفايته من التغذية والأكسجين والطاقة، وفي حالة قيام الإنسان بمجهود زائد فإن القلب يسرع في ضرباته لكي يزيد من معدل ضخه للجسم ليؤدي الجسم المطلوب منه. ويشير دكتور مصطفى إلى أن الشرايين التاجية تقوم أيضا بتوصيل الدم من الأورطي إلى عضلة القلب، لذا فإذا كانت الشرايين تعمل في ظروف غير طبيعية كترسيب الكوليسترول على جدرانها من الداخل فإن الأوعية الدموية تضيق كنتيجة لهذا الترسيب. كما يتأثر الغشاء المبطن لهذه الجدران مما يسبب خشونته، ويفقد الجدار الوعائي مرونته وليونته، وقد يضيق هذا الوعاء أو يتعرض للانسداد نتيجة لطة دموية تمنع اندفاع الدم إلى عضلة القلب مما يؤثر عليها، وتسبب ألما شديدا يسمى بالأزمة القلبية والتي تحدث نتيجة نقص تدفق الدم من الشرايين التاجية إلى عضلة القلب. ويؤكد أن هناك ثمة عوامل تقف وراء نقص أو ضعف تدفق وسريان الدم.. إما لتقلص في الشريان التاجي أو لجلطة دموية داخل الشريان تسبب انسداده. وعن أعراض الأزمة القلبية يقول دكتور مصطفى إن ألم الأزمة القلبية يكون ألما غير مريح يحدث في مقدمة الصدر خلف عظمة القفص مصحوبا بعرق غزير وبرودة في الجسم والأطراف وبهتان في اللون مع إحساس بهبوط شديد، وقد تحدث الأزمة بألم غير مريح بالصدر فقط أو بألم في مقدمة أسفل الصدر (فم المعدة)، وفي بعض الحالات يكون الألم في الكتفين فقط. وعن العوامل التي تتسبب في حدوث الأزمات القلبية، يشير دكتور مصطفى أنها كثيرة، ومنها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر وزياة نسبة الدهون والكوليسترول وزيادة الوزن وقلة الحركة وعدم أداء تمارين رياضية. ويعد ارتفاع ضغط الدم أحد أهم أسباب الأزمات القلبية، حيث إنه يسمى القاتل الخفي أو الصامت.. وهذا يسبب صداعا شديدا وزغللة في العين، وربما يسبب مشاكل أكثر صعوبة وهي أن يحدث نزيف بالمخ نتيجة ارتفاعه المفاجئ حيث لا تتحمله الشرايين. ويحذر دكتور مصطفى من أن أكثر وقت تحدث فيه الأزمات القلبية هو الصباح الباكر والفجر.. ويعتمد العلاج على سرعة نقل المريض إلى المستشفى ليكون تحت الرعاية والفحص والعلاج السريع.. حيث يمكن تشخيص الحالة من ضيق أو جلطة ليتم العلاج حسب الحالة. ويتمثل العلاج في موسيعات للشرايين ومسكنات للألم ومذيبات للجلطات، مع ضبط الضغط والسكر والكوليسترول.. إلى جانب بقية الفحوصات والعلاجات كرسم القلب والقسطرة القلبية التشخيصية، ثم العلاجية إذا لزم الأمر.. وبشكل عام نجد أن تشخيص وعلاج وجراحات القلب تطورت بشكل كبير وملحوظ السنوات القليلة الأخيرة.