منذ شهر ونصف انفردت "فيتو" بنشر تفاصيل خطة جماعة الإخوان المسلمين لإنشاء لجان من شبابها تحت مسمى "اللجان الشعبية"، وكانت الخطة تعتمد على إعلان رغبة الجماعة فى تشكيل لجان شعبية تعمل فى الظاهر على حفظ الأمن واستعادته وحماية المنشآت الحيوية، فى حين أن الهدف من هذه اللجان هو حماية المنشآت الحيوية التى يرغب النظام الإخوانى فى الحفاظ عليها لترسيخ أركان حكمه. وبعد مرور شهر ونصف من انفرادنا بالخطة الإخوانية خرجت قيادات إخوانية بارزة لتعلن عن نية الجماعة تشكيل لجان شعبية لاستعادة الأمن المفقود، ومساعدة وزارة الداخلية فى إعادة الأمن والأمانوهي اقرب ما تكون إلي المليشيات المسلحة التي تخدم فكر واهداف ومخططات الاخوان وحدهم. حكاية لجان الإخوان الشعبية المعلومات التى حصلت عليها "فيتو" تشير إلى أن "الإخوان" شرعوا منذ نهاية العام الماضى فى تشكيل "لجان شعبية" يكون قوامها من شباب الإخوان، وأخضعت الجماعة هؤلاء الشباب لتدريبات مكثفة فى الفنون القتالية، وستعمل هذه اللجان فى الظاهر على الدفاع عن المنشآت، فى حين أن الهدف الأساسى لهذه اللجان سيكون فرض سيطرة الإخوان وسطوتهم على كل المؤسسات، والعمل على منع أى انقلاب متوقع تنفذه القوات المسلحة ضد الرئيس محمد مرسى وحكم الإخوان. الإخوان لن يعملوا وحدهم فى هذه اللجان، ولكنهم سيستعينون بأصدقائهم وأبنائهم الذين خرجوا من عباءة هذا التنظيم وشكّلوا تنظيمات أخرى تعدّ خلايا تابعة للإخوان. فالجماعة دفعت ببعض المنتمين لها ليتحدثوا عن تشكيل هذه اللجان والحفاظ على استقرار نظام الحكم، ومواجهة أى انقلاب عسكرى وشيك. ويأتى على رأس هؤلاء -وفقًا للمعلومات- الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذى خرج ليؤكد أنه ورجاله سيعملون على استعادة الأمن ويشكلون لجانًا مخصصة لذلك، وسيقفون بكل قوتهم ضد أى انقلاب على الشرعية. بالإضافة إلى أبو إسماعيل هناك أيضًا عاصم عبد الماجد؛ القيادى البارز بالجماعة الإسلامية، وبعض قادة الجماعة الآخرين الذين خرجوا ليرددوا أنهم قادرون على العمل بديلًا عن الداخلية، وأنهم يستطيعون إعادة الأمن للشارع. تصريحات "أبو إسماعيل" و"عبد الماجد" عزّزت ما حصلت عليه "فيتو" من معلومات، وهى المعلومات التى ذهبت إلى أن الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد ومعهم "أبو إسماعيل وأنصاره" يعملون كذراع عسكرية وأمنية للإخوان، على الرغم من حرص الإخوان على إخفاء العلاقة بينها وبين هذه التنظيمات، والإبقاء عليها تحت بند "سرى جدًّا". وأقام الإخوان معسكرات تدريب خاصة بهذه اللجان، وتشير المصادر إلى أن هذه المعسكرات بدأت فى العمل منذ شهر أكتوبر 2012، وكانت هذه المعسكرات فى عدة أماكن مغلقة، منها معسكر فى منطقة العامرية بالإسكندرية، وآخر فى طريق الواحات، وثالث فى مدينة 6 أكتوبر، إضافة إلى معسكر آخر فى إحدى القرى القريبة من جبال أسيوط، والمعسكر الأخير كان مخصصًا لشباب الإخوان بصعيد مصر. الخطة"أ" وضعت الجماعة عدة مراحل تعمل من خلالها اللجان الشعبية التى تم الإعلان عنها مؤخرًا، وكانت أولى هذه المراحل تحمل عنوان "الخطة أ"، وتعتمد الجماعة فى هذه الخطة على لجانها الشعبية فى الحفاظ على أمان المشاركين فى الفعاليات التى تدعو لها الجماعة، وهو ما حدث فى مليونية تطهير القضاء الأخيرة، فقد لاحظ القاصى والدانى ورأى أن متظاهرى الإخوان كان من بينهم من يحملون أسلحة لحماية بقية المتظاهرين، وحينما بدأت المعركة تدور فى ميدان عبد المنعم رياض ومحيطه بعد هجوم مجموعة من "بلاك بلوك"على متظاهرى الإخوان، ظهرت فجأة مجموعة من وسط صفوف الإخوان لتدافع عن المتظاهرين بالأسلحة، وسط معلومات عن استخدام هذه المجموعة للخرطوش فى صد هجوم معارضى الجماعة. ووفقًا للخطة "أ" فإن الجماعة تدفع ببعض تشكيلاتها فى بعض المناطق ذات الكثافة السكانية الإخوانية للحفاظ على أمن الإخوان وبقية السكان، حتى تستطيع الجماعة استعادة جزء من شعبيتها المفقودة عبر إعلان أنها ستعيد الأمن والأمان للجميع دون تفرقة، سواء أكانوا من الإخوان أو من غيرهم. التنسيق بين اللجان وتعتبر لجان الإخوان الشعبية إحدى اللجان التى تم تشكيلها عبر ما يسمى ب"لجنة المواجهة" داخل جماعة الإخوان المسلمين، ويرأس الدكتور "محمود عزت"؛ نائب المرشد العام للجماعة "لجنة المواجهة" التى يشغل المهندس خيرت الشاطر منصب الأمين العام لها، وتضم فى عضويتها الدكتور محيى حامد؛ عضو مكتب الإرشاد ومستشار رئيس الجمهورية، والدكتور محمد عبد الرحمن؛ عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وكان الهدف من إنشاء هذه اللجنة وضع الخطط الخاصة بإفساد أى ثورة مستقبلية، أو تمرد ضد النظام الإخوانى الجديد الذى حلّ بديلًا عن نظام الحزب الوطنى، وكان أول القرارات التى اتخذتها هذه اللجنة هو فض اعتصام "الاتحادية" بالقوة، فيما عرف بالأربعاء الدامى فى ديسمبر الماضى، وتدير هذه اللجنة فرقتين مخصصتين لاستخدام القوة المفرطة من جانب الإخوان، وهما الفرقة 95 وفرقة أخرى اسمها "فرقة الردع"، أضيف إليهما مؤخرًا "اللجان الشعبية". وأشارت المصادر إلى أن لجنة المواجهة هى من تقوم حاليا بالتنسيق وإدارة اللجان الداخلية والكتائب والفرق التى شكلتها الجماعة لحماية عرش الدكتور "محمد مرسى"، والحفاظ على تماسك النظام الإخوانى ومنع سقوطه قدر الإمكان. خطة "المواجهة" أعدت لجنة المواجهة الإخوانية خططًا ودراسات لتثبيت الحكم الإخوانى لمصر، وتستهدف من خلال هذه الخطط تصفية الثورة والثوار فى آن واحد، واعتمدت فى خطتها هذه على جانبين؛ أولهما: العمل على إثارة الاشتباكات والمشاكل فى أماكن التجمعات لإجبار الثوار على الابتعاد عن هذه الأماكن، والثانى: أن تعمل اللجنة على إلصاق تهمة العنف بالثوار حتى يلفظهم الشارع. وبالفعل نجحت لجنة المواجهة فى هدفيها بصورة نسبية، واستطاعت أن تلصق تهمة استخدام العنف بالثوار لتجعل الشارع لا يثق فيمن يخرج متحدثًا باسم الثورة. وجاءت بعد ذلك المرحلة الأخرى الخاصة بالدفاع عن الجماعة، فبعدما صمتت الجماعة كثيرًا كشرت عن أنيابها، ليخرج ذلك الغول الذى ظهر جليًّا فى أحداث وسط القاهرة الجمعة الماضية عبر استخدام الجماعة لبعض العناصر من أعضاء اللجان الشعبية فى الدفاع عن متظاهرى مليونية تطهير القضاء.