اليوم آخر موعد للتقديم ل 3000 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية.. تعرف على التخصصات والمستندات المطلوبة للتعيين    بمشاركة عالمية، وزير البترول يفتتح اليوم مؤتمر حوض البحر الأبيض المتوسط    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 20 أكتوبر    محافظ بني سويف: 1616 مشروعًا ضمن مبادرة «حياة كريمة» بمركزي ببا وناصر    الطيران الإسرائيلي يشن غارتين فجرًا على منطقتي الحدث وحارة حريك جنوب بيروت    فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف «هدف حيوي» في الجولان المحتلة    واشنطن تحقق في تسريب خطط إسرائيل "السرية" للرد على إيران    عاجل - روابط تحميل الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية 2024-2025 لجميع الصفوف: دليل شامل من وزارة التربية والتعليم    عاجل - تخفيضات جرير اليوم على الجوالات: خصم يصل إلى 61% على iPhone 11 Pro Max وتقسيط شهري أقل من 93 ريال!    إيمان العاصي تنتهي من تصوير مسلسل برغم القانون (صور)    أخطر دراسة عن عدوى كورونا للأطفال: معرضون لخطر الإصابة بمرض غير قابل للشفاء    ماهي القنوات الناقلة لمباراة ليفربول ضد تشيلسي؟    ميرنا نور الدين تتألق بإطلالة فورمال في أحدث ظهور لها عبر إنستجرام|شاهد    بعد شهرين على وفاتهم.. إسلام جمال يؤدي «عُمرة» للمنتجين الأربعة    الجزائر.. انهيار عمارة بأكملها جنوب غرب البلاد    الكوب المميت.. الإفراط في شرب الماء كاد ينهي حياة الأم نينا مونرو|ما القصة؟    مقتل ضابط إسرائيلي برتبة لواء متأثرًا بجراحه في لبنان    خبير استرتيجي يكشف لماذا قطع الاحتلال أصبع السنوار بالرغم من تأكيد بصمة الأسنان شخصيته (فيديو)    حزب الله يعلن شن 4 هجمات على قوات إسرائيلية في مواقع مختلفة    الغرف التجارية: لا زيادة في أسعار السلع الغذائية بعد تحريك المحروقات    اليوم .. محاكمة اللاعب أحمد ياسر المحمدي بتهمة اغتصاب فتاة في قطر    قبل الكلاسيكو.. ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيجو 2-1 بالدوري الإسباني    نجم بيراميدز السابق يكشف مفاجأة مدوية بشأن موقف رمضان صبحي من العودة للأهلي    متعب والحضرى وشوقى ويونس فى الاستوديو التحليلى لمباراة الأهلى وسيراميكا    تامر عاشور يشدو بأروع أغانيه لليوم الثاني بمهرجان الموسيقى    طارق الدسوقي خلال افتتاح ملتقى المسرح للجامعات: هذه الدورة الأصعب على الإطلاق    تفسير آية | معني قوله تعالي «أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى»    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    ضبط مسجل خطر لسرقته مشغولات ذهبية بالنزهة    اليوم.. محاكمة 6 متهمين في «خلية الحدائق»    كلمة السر في مرض أحمد سعد .. خطر غير مرئى هو السبب    أمريكا: سحب المئات من منتجات الوافل المجمدة بسبب احتمال تلوثها ببكتيريا الليستيريا    بلدية المحلة في مواجهة صعبة أمام المصرية للاتصالات بدوري المحترفين    نوة رياح الصليب وأمطار غزيرة.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الأحد    الشرطة الألمانية تستخدم الكلاب لتفريق متظاهرين منددين بجرائم الاحتلال    هل تذكيري لأصدقائي بتلاوة القرآن وذكر الله عليه أجر؟.. دار الإفتاء تجيب    اللهم آمين | أثر الدعاء للشهداء وأهلهم    حزب الله يعلن استهداف تجمع لقوات الاحتلال في أبيريم بالصواريخ    فرض ضريبة جديدة على الذهب في مصر.. ما حقيقة الأمر؟    أحمد عبد الحليم: مشاركة القندوسي مع سيراميكا أمام الأهلي سلاح ذو حدين    أخبار التوك شو|انفعال أحمد موسى على الهواء.. وتطوير أول سيارة كهربائية بمصر.. لا زيادة في أسعار السلع الغذائية    نقص الفيتامينات والضغط العصبي.. تعرف على أهم أسباب الشيب المبكر    للمسافرين كثيرًا.. كيفية الصلاة في المواصلات ومعرفة اتجاه القبلة |الإفتاء تجيب    غارات جوية للاحتلال تستهدف منطقة المواصي في قطاع غزة    سعر التفاح والموز البلدي والمستورد بالأسواق اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    مصرع شخص وإصابة 20 آخرين في حادث تصادم سيارة برصيف بالفيوم    ابتعد عن العواطف.. توقعات برج القوس اليوم 20-10-2024    نشأت الديهي عن رفع أسعار البنزين: قرار مُؤلم للحكومة    يوفنتوس يهزم لاتسيو ويقفز لصدارة الكالتشيو    عبد الرحمن فيصل: بطولة إفريقيا هديتنا للجماهير    نشرة الفن.. حقيقة صادمة في سبب انفصال نادين نجيم عن خطيبها وشيرين ترد على اعتذار أحلام بمنشور مفاجئ    نائباً عن السيسي.. وزير الأوقاف يصل إندونيسيا للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإندونيسي الجديد    في تصنيف QS Arab Region.."طنطا"تحتل المركز 78 من بين 246 جامعة مصنفة    جامعة قناة السويس تنظم برنامجاً تدريبياً لطلاب STEM حول تصميم وتنفيذ كوبري مائي متحرك    رغم امتلاء بحيرة سد النهضة، إثيوبيا تواصل تعنتها وتخفض تدفق المياه من المفيض    فرص عمل جديدة بمحافظة القليوبية.. اعرف التفاصيل    رسالة أسبوع القاهرة للمياه: الماء حق لكل إنسان.. و"سد النهضة" انتهاك للقانون الدولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريين الأحرار كيف تخطف حزبا في وضح النهار؟!

ضابط مشبوه ب «قرار رسمى» قاد انقلابا على مؤسس الحزب.. و«خليل» خان الأمانة ووضع يده في أيدى الخاطفين
«العلايلى»: ندفع ثمن مواقفنا الوطنية.. و«شئون الأحزاب» لجنة «غير محايدة»
اللعب في الأحزاب
قبل أن تقرأ..
إقامة حياة ديمقراطية سليمة كان واحدًا من أهداف ثورة يوليو عام 1952م عندما قرر مجلس قيادة الثورة اغتيال النموذج التعددى في ذلك الوقت.. مضت السنوات تهضمها سنوات دون أن تقام حياة ديمقراطية سليمة وتحت وطأة الحرب لم يستطع أحد أن يذكر الثوار بما قطعوه على أنفسهم حتى جاء السادات إلى سدة الحكم.
بعد انتصار أكتوبر المجيد كان الرئيس السادات قد فكر وتدبر وقرر أن يعيد التعددية إلى الحياة السياسية بتحويل المنابر الثلاثة إلى كيانات حزبية.. حزب مصر.. حزب التجمع.. حزب الأحرار.. هكذا عادت الحياة الحزبية قبل أن تطوى السبعينيات صفحاتها بثلاث سنوات وهكذا ولدت التجربة التعددية الثانية من رحم النظام.. ولدت مبتورة تشوهها عيوب خلقية بدت واضحة عندما قرر صاحب التجربة التعددية الثانية إقالة رئيس تحرير الأحرار مرددًا: "أنتم صدقتم ولا إيه؟"!!
عبد الناصر اغتال التجربة الأعمق في تاريخ البلاد.. السادات قرر تصفية حزب مصر بتكوين الحزب الوطنى الديمقراطى.. مبارك وضع أصول اللعب الأمني في الأحزاب وعندما احتاج إليها بعد أيام من 25 يناير لم يجد إلا سرابا وتيارات ظلامية استطاعت أن تسيطر على الأرض وبدا أن محاصرة الأحزاب كان لحساب الإخوان وقوى الإسلام السياسي الأخرى عن جهل من النظام أو عمد، فكانت ثورة 25 يناير إشارة بدء النموذج التعددى الثالث والذي بدا واضحًا أنه ليس بعيدًا عن فكرة التفخيخ باستخدام نفس السيناريوهات القديمة التي ابتكرها مبارك وحافظت عليها الدولة العميقة.. ظهر ذلك جليًا في عدد من الأحزاب حيث تم استدعاء نفس الأساليب المباركية.
اللعب في الأحزاب حلقات ترصد بدقة ما جرى في بحر السياسة منذ أيام السادات وحتى عهد السيسي.
مع الساعات الأولى لاندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير كان رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس في قلب الأحداث، وكان من أوائل من اختيروا عقب "جمعة الغضب" في الثامن والعشرين من يناير لتشكيل لجنة حكماء لإدارة الأزمة وبحث كيفية وقف إراقة الدماء في الشوارع والميادين، والحفاظ على الوطن ومقدراته في تلك اللحظات العصيبة، ولعبت تلك اللجنة دورا تاريخيا وكانت حلقة وصل بين شباب الثورة في ميدان التحرير، كما كانت لها قنواتها المفتوحة مع النظام في محاولة لنقل مطالب الثوار إليه بأمانة ونزاهة.
ويمكن القول إن مشاركة ساويرس في عضوية "لجنة الحكماء" كانت أول انخراط مباشر له في العمل السياسي، ومع نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير وأمام تغول الجماعات الدينية ومحاولتها الانفراد بالمشهد السياسي، والسيطرة على مفاصل الدولة، شعر ساويرس بخطورة ما يجرى في الكواليس على مستقبل الوطن ومحاولة جره ودفعه دفعًا إلى تكرار نموذج سيطرة الحكم الدينى على مقدرات البلاد، وسعى الرجل إلى تشكيل تيار مدنى بفكر ليبرالى يمكن أن يقف في وجه جماعات الإسلام السياسي المتطرفة التي تستخدم الدين وسيلة في الوصول إلى الحكم وتلعب على مشاعر البسطاء، وكان القرار تأسيس حزب المصريين الأحرار، كحزب يرى مصر جديرة بنظام حكم مدنى يعتمد على المواطنة، ويؤمن بمدنية الدولة واحترام جميع الأديان والمقدسات الدينية، وحتمية الفصل بين شئون إدارة البلاد وشئون الدين.
كان ساويرس واضحًا في موقفه من تيارات الإسلام السياسي بتشكيلاتها المختلفة، ولم يلعب في المناطق الآمنة ودخل في صدام عنيف مع قيادات جماعة الإخوان، ونجح في إقناع قطاع كبير من قادة الفكر والرأى بما يطرحه من أفكار وانضم إلى حزبه الوليد أسماء لها ثقلها وتاريخها السياسي مثل الكتاب محمد سلماوى والأديب الراحل جمال الغيطاني، والدكتور هانى سرى الدين، بالإضافة إلى الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، والمخرج خالد يوسف، والدكتور محمود مهني، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور فاروق الباز، مدير أبحاث الفضاء في جامعة بوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفى السادس من يوليو حصل الحزب على موافقة لجنة شئون الأحزاب، وبدأ تشكيل لجانه الداخلية ومكتبه السياسي للقيام بمهام رئيس الحزب حتى الانتخابات الداخلية للحزب وضم تشكيل هيئة المكتب كلا من هانى سرى الدين، أحمد سعيد، باسل عادل، وتلى ذلك انتخاب أحمد سعيد رئيسًا مؤقتًا للحزب.
لم يبخل ساويرس في الإنفاق على حزبه وافتتح العديد من المقار له في مختلف محافظات الجمهورية، ونجح في تقديم بديل مدنى يمكن أن يزاحم الإسلاميين ولا يترك الساحة خالية أمامهم، وبدا ذلك واضحًا في أول انتخابات برلمانية أجريت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث حصل "المصريين الأحرار" على عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب من خلال ائتلاف "الكتلة المصرية" الذي شكله "المصريين الأحرار" بالتعاون مع عدد من الأحزاب ليكون جبهة سياسية مدنية تخوض الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة موحدة ورمز وشعار موحد، معبرة جميعها عن روح الوسطية المصرية في مواجهة الإسلاميين.
وفى الشهور الأولى لتأسيسه نجح المكتب الرئاسى ل "المصريين الأحرار" في إدارة شئونه بجدارة حتى موعد انعقاد المؤتمر العام الأول للحزب في 10 مايو 2013 الذي تم فيه انتخاب الدكتور أحمد سعيد ليكون أول رئيس منتخب لحزب "المصريين الأحرار"، حتى تقدم الأخير باستقالته في سبتمبر 2014، ليتولى عصام خليل منصب القائم بأعمال رئيس الحزب، ومن ثم أصبح رئيسًا للحزب.
خاض الحزب أول انتخابات تشريعية في تاريخه في الماراثون الانتخابى لعام 2012 الذي سرعان ما انحل، متحالفًا مع حزبى المصرى الديمقراطى الاجتماعى والتجمع في تحالف انتخابى أطلق عليه تحالف "الكتلة المصرية"، وحصد التحالف 34 مقعدًا كان نصيب حزب المصريين الأحرار منها 15 مقعدًا، وفى انتخابات برلمان 2015 فاز "المصريين الأحرار" ب 65 مقعدًا منها 57 مقعدًا فرديًا و8 مقاعد نصيب الحزب في قائمة "في حب مصر"، وبذلك احتل الحزب المركز الأول كأكثر حزب حاصل على مقاعد بالبرلمان ليحصل على لقب حزب الأكثرية.
رغم بعض العقبات والأزمات التي واجهت المصريين الأحرار ومحاولات جره إلى ساحة الصراعات الداخلية سارت الأمور كما هو مخطط لها داخل الحزب، ولم يخل الأمر من بعض المناوشات الداخلية، وعرفت الخلافات والاستقالات طريقها إلى الحزب بعد فترة قليلة من تولى عصام خليل رئاسة الحزب في المؤتمر العام الذي عقد في ديسمبر 2015، وكانت هناك اعتراضات على إدارة خليل للمصريين الأحرار، وبلغت الأحداث ذروتها باستقالة عدد من قيادات الحزب، أبرزهم الدكتور عماد جاد، والدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس الأمناء السابق، اعتراضًا منهم على طريقة إدارة الحزب داخليًا.
ومع بداية انعقاد الدور الأول لمجلس النواب، بدأت الخلافات تشتعل بين ساويرس والمجموعة المسئولة عن إدارة "المصريين الأحرار"؛ بسبب عدم رضا مؤسس الحزب عن أداء نوابه، ولم تكن الخلافات معلنة بشكل كبير، لكن ما كان يجرى في الكواليس كان يؤكد أن الانفجار قادم لا محالة، ووقتها ألمح ساويرس أكثر من مرة أنه لم يكن راضيًا عن توجه نواب الحزب في بعض المواقف داخل المجلس، ومن ضمنها واقعة إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، بالإضافة إلى موقف نواب المصريين الأحرار من بعض التشريعات الاقتصادية والتي تتعارض وتتقاطع مع مبادئ الحزب.
تصاعدت الخلافات بشدة بين ساويرس وعصام خليل وانضم إلى الأخير علاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الأحرار (صاحب التاريخ المشبوه) وقت أن كان ضابطًا بوزارة الداخلية، واستغل عابد موقعه كرئيس للكتلة البرلمانية للحزب في الإساءة إليه باعتباره حزبًا ليبراليا يدافع عن الحريات ويؤمن بالرأى والرأى الآخر، وشن هجومًا عنيفًا على الإعلامي إبراهيم عيسى وطالب بوقف برنامجه ومحاكمته بتهمة الإساءة للبرلمان، وهو ما وضع قيادات الحزب في موقف محرج، خصوصًا أن حزبهم كان من أوائل المدافعين عن حرية الرأى وتشجيع قبول ثقافة الاختلاف.
وأمام التحركات المشبوهة لخليل وعابد لم يقف ساويرس مكتوف الأيدى وحاول بكل الطرق إعادة الحزب ونوابه إلى المسار الصحيح، ولكن أيادِ خفية بدأت تلعب في الخفاء في محاولة لتفخيخ الحزب من الداخل ومحاولة خطفه لصالح مجموعة "عابد خليل".
بداية تأجيج الأزمة اشتعلت مع انعقاد المؤتمر العام للحزب لتعديل لائحته الداخلية دون أن تُعرض على مجلس الأمناء، وهو ما يُخالف نص المادة 59 من لائحة الحزب، إذ لا يجوز تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء، وهذا لم يحدث.
وفى نهاية العام الماضى دعا خليل إلى انعقاد المؤتمر العام، وهى المرحلة التي أعلن فيها الخلاف صراحة، حيث انقسم الحزب إلى جبهتين، الأولى هي جبهة المهندس نجيب ساويرس ومعه مجلس أمناء الحزب، والثانية هي الجبهة التي يتزعمها خليل.
وأمام محاولات اختطاف الحزب أعلن مجلس أمناء الحزب رفضه لانعقاد المؤتمر، وتعديل لائحة الحزب والمواد الخاصة بالمجلس دون عرضها عليه، مؤكدًا أن لجنة تعديل اللائحة ومجلس الأمناء لم تتلقَ النص المقترح تعديله في اللائحة والمقرر التصويت عليه في المؤتمر العام الذي دعا له رئيس الحزب عصام خليل، ووفقًا لنص المادة 59 من لائحة النظام الأساسى للحزب، فلا يجوز تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء.
وخرج مجلس الأمناء بعدة قرارات، على رأسها مخاطبة رئيس الحزب بتأجيل دعوة المؤتمر العام لحين انتهاء اللجنة من أعمالها، وعرض النص المقترح على مجلس الأمناء للموافقة عليه قبل عرضه على المؤتمر العام للتصويت، إعمالًا لنص المادة 59 من اللائحة، وإخطار أعضاء الحزب بموقف مجلس الأمناء المتمثل في طلب تأجيل المؤتمر العام لحين انتهاء اللجنة من أعمالها، والحصول على موافقة مجلس الأمناء على نص التعديلات المقترحة.
كان واضحًا أن هناك أمرًا دبر بليل وأن من يديرون الأزمة من جبهة (خليل عابد) ينفذون خطة وضعت سلفًا لذلك لم يستمعوا لصوت العقل ولم يستجيبوا لمطالب مجلس الأمناء، وانعقد المؤتمر العام في موعده، وصوَّتَ أعضاء المؤتمر بالموافقة على تعديلات اللائحة، والتصويت بالموافقة رسميًا على إلغاء مجلس أمناء الحزب والإطاحة بأعضائه نهائيًا ومن بينهم مؤسس الحزب المهندس نجيب ساويرس.
بعد الإطاحة بمجلس الأمناء أعلن ساويرس التحدى وقال إنه سيلجأ إلى القضاء لاستعادة "المصريين الأحرار" ممن اختطفوه، وردت جبهة خليل ببيانات أكدت فيها رفضها وجود من وصفته ب "الأوصياء"، زاعمة أن قرارات المؤتمر العام صحيحة من الناحية القانونية.
واستخدمت جبهة خليل لغة التهديد في بياناتها معلنة قدرتها على فتح ما وصفته بالملفات المؤلمة للذين سقطت عنهم آخر أوراق التوت، ورد مجلس الأمناء بإعادة فتح مقر الحزب الرئيسى بقصر محمود باشا بشارع الشيخ ريحان بوسط البلد، لاستقبال الأعضاء المؤسسين والقدامى وكل أبناء الحزب من جميع محافظات مصر، الذين يحملون عضوية عاملة، أو الذين لم يتمكنوا من تفعيلها أو تجديدها بسبب ممارسات جبهة خليل.
تحرك مجلس الأمناء جاء على خلفية رفض تجديد العضويات لعدد من أعضاء الحزب، ما دفعهم إلى تحرير محضر ضد من اختطفوا الحزب، فضلًا عن إعلان خليل، إعفاء الدكتور محمود العلايلى، أمين عام اللجان النوعية من منصبه.
احتدمت المعركة بين الطرفين، علاء عابد تطاول على مؤسس الحزب ببيان هدد فيه ساويرس مباشرة بفضح ما وصفه ب"فساد" رجل الأعمال.
ورد ساويرس على بيان عابد، معلنًا أنه سيقاضيه بتهمة السب والقذف، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن استعادة المصريين الأحرار، وقدم اعتذاره للأعضاء على منحه الثقة ل "خليل"، ووصفه ب"يهوذا"، كما هاجم رئيس الهيئة البرلمانية للحزب ووصفه بأنه خبير تعذيب، وبدأ مجلس الأمناء في اتخاذ الإجراءات القانونية بتقديم شكوى للجنة شئون الأحزاب لإثبات عدم قانونية المؤتمر، وهو ما قابلته جبهة خليل بإعلان استدعاء ساويرس للتحقيق معه أمام لجنة الانضباط الحزبى، بالإضافة إلى تجميد عضوية 25 عضوًا من الهيئة العليا للحزب، من ضمنهم الدكتور محمود العلايلى لمدة 6 أشهر.
لكن مجلس الأمناء اتخذ خطوة جريئة ودعا إلى انتخاب رئيس جديد للحزب وأمين عام، بالإضافة إلى تشكيل الهيئة العليا وانتهت الانتخابات بفوز محمود العلايلى برئاسة الحزب وأحمد سامر بمنصب الأمين العام، لكن جبهة خليل لجأت للجنة شئون الأحزاب التي أصدرت قرارًا باعتماد قرارات المؤتمر العام لجبهة خليل، وهو ما اعتبرته الجبهة الأخرى عدم حياد من اللجنة واللجوء إلى القضاء لحسم الصراع بين الجبهتين واستعادة الحزب ممن اختطفوه.
وفى شهادته عما جرى في الكواليس ولماذا وصلت الأوضاع داخل "المصريين الأحرار" إلى ما وصلت إليه يقول الدكتور محمود العلايلي، رئيس حزب "المصريين الأحرار" المنتخب من الهيئة العليا: "لا يوجد تأكيد حول تدخل أجهزة الدولة في إثارة الأزمات داخل الحزب إلا أن الإدارة التنفيذية لجبهة عصام خليل وثيقة الصلة بالأجهزة الأمنية، وخليل نفسه يتفاخر بجلوسه مع قيادات أمنية رفيعة المستوى تعرض له وجهات النظر دون أن تصدر له أوامر بتفعيلها فنجد الرجل سعيدًا بتلك الرؤى ويطرحها على كونها قواعد يجب أن نسير عليها، وهو أمر خطير، فمن غير المعقول أن تجد رئيس حزب يتفاخر بمدى قربه من أجهزة صناعة القرار دون أن يشارك فيها فهو مجرد مطيع ليس صانعًا للقرار".
ويتابع: "الجمعية العمومية التي عقدتها جبهة عصام خليل تم الاتفاق خلالها على تشكيل لجنة لتعديل اللائحة الداخلية دون موافقة مجلس الأمناء وهو ما يخالف اللائحة، حيث تلزم بضرورة أن يوافق مجلس الأمناء على أي تغيير، وهنا علينا أن نشير إلى أن دور المجلس يتمثل في كونه المراقب على حزب "المصريين الأحرار" حتى لا ينحرف عن مساره الموضوع له، وخوفًا من أن يتم ضم أعضاء جدد من شأنهم أن يحولوا وجهة الحزب، لذا كان لزامًا وجود مجلس أمناء يحافظ على قيم الحزب".
وأضاف "العلايلي": الجبهة التي يرأسها عصام خليل روجت للكثير من الشائعات والأكاذيب، لعل أولها هو محاولة مجلس الأمناء تحويل الحزب إلى معارض شرس، وهو أمر ساذج من الناحية السياسية، خاصة أن المعارضة الراديكالية لم تعد موجودة في العالم أجمع، ومن الضرورى أن أشير إلى أن برنامج الحزب المعدل في 2015 يتضمن كل تحركات الحكومة في الجانب الاقتصادى بدءًا من تعويم الجنيه، وقرارات المجموعة الاقتصادية في الحكومة تسير حسبما طالبنا في برنامج الحزب، وكذا استبدال الدعم العينى بالدعم النقدي، وكذا قانون القيمة المضافة، كل تلك القضايا موجودة فعليًا في برنامجنا.
وتابع: "الأزمة الحقيقية بدأت عندما شعرنا أن الكتلة البرلمانية للحزب تسير في غير طريق الحزب، وبدا ذلك واضحا في موقف الكتلة من قانون الجمعيات الأهلية كيف يعقل أن يرفض حزب ليبرالى ديمقراطى قيام جمعيات أهلية، وخاصة أنه تم رفضه من قبل الدولة، ومن هنا شعرنا أن الحزب انحرف عن مساره وبات علينا أن نعيده إلى مساره الصحيح، وبالفعل تم عقد عدد من اللقاءات الودية بين مجلس الأمناء ورئاسة الحزب إلا أن الجبهة الأخرى كانت راديكالية في قراراتها ومتحجرة الموقف وكانت تريدنا أن نقبل بالأمر الواقع وهو ما نرفضه ولن نرضخ لها في أي حال من الأحوال".
واختتم العلايلى شهادته قائلا: "الطريقة التي اتبعتها لجنة شئون الأحزاب في معالجة الأزمة، والتعنت معنا، ورفضها تسليمنا لائحة الحزب المعتمدة في 2015 لتقديمها إلى القضاء، يثبت أنها ليست حكمًا محايدًا فيما يعرض عليها من خلافات ومنازعات، لذا قررنا اللجوء إلى القضاء، الذي نثق فيه، ولولاه ما اتبعنا هذا الطريق لاسترداد الحزب من جديد، واللجنة لم تضع أي حل للوضع الراهن، ولم تقدم في قرارها ما كان يستوجب الانتظار 6 أشهر، ومع ذلك رددنا على القرار الذي أيد عمومية الجبهة المنشقة، التي خالفت لائحة الحزب المعتمدة لدى اللجنة كان واضحًا، وقلنا بكل وضوح: هل نعتبر ذلك ثمن مواقفنا الوطنية؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.