المملكة ترفض منح مذيع تأشيرة لتغطية مناسك الحج.. وقيادات ماسبيرو تتكتم على الأمر "البدايات الخاطئة دائما تكون مقدمة لنتائج سيئة للغاية".. لعل ذلك أفضل تعبير عن حال إذاعة القرآن الكريم في تعاملها مع تغطية موسم الحج للعام الحالي، بعد أن سيطرت على المحطة الأشهر، وصاحبة نسب الاستماع العالية، الصراعات الداخلية، وبات المذيعون فيها يتفننون في طرق الوصول إلى أصحاب الحظوة وذوي النفوذ في قطاعات الدولة المختلفة، ما تسبب في اندلاع خلافات عديدة داخلها جراء تلك التصرفات. ولأول مرة في تاريخ الإذاعة منذ إنشائها تغيب العام الحالي عن تغطية فعاليات موسم الحج، حيث أكدت مصادر ل "فيتو" أن قطار نقل وقائع موسم الحج توقف لأسباب عديدة؛ أبرزها خلاف اندلع العام الماضي بين المذيعين حسن سليمان، الذي أصبح رئيسا للشبكة حاليا، ووليد الحسيني، المذيع بذات المحطة، على أولوية الحصول على تأشيرة لتغطية الحج، وانتقال أصداء تلك التجاذبات والخلافات إلى الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية؛ ما أوجد نوعا من عدم الرضا عن هذه الأفعال لدى الجانب السعودي، وعدم اعتمادهم على تغطية المحطة فعاليات، والاكتفاء بإرسال فريق عمل يخص المملكة، وتوزيع الأخبار على جميع الإذاعات والقنوات في شتى أنحاء الوطن العربي. وأضافت المصادر أنه تم رفع طلب رسمي من رئيسة الإذاعة نادية مبروك إلى حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، يفيد اختيار محمد عبدالحق، مدير إدارة المذيعين، لتغطية فعاليات موسم الحج على هواء المحطة، وذلك لرفع الأمر ومخاطبة الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية، موضحة أنه ورد الرد الرسمي من السفارة السعودية للإذاعة، ليؤكد رفض وزارة الإعلام السعودية والجهات المختصة هناك طلب المحطة بإيفاد "عبدالحق". وأشارت إلى أن قيادات الإذاعة تتكتم على الرفض وتسعى للتعتيم على القصة وعدم الإفصاح عنها؛ طمعا في أن يمر موسم الحج بالاستعانة ببعض المسافرين من المذيعين إلى الأراضي المقدسة، والحصول منهم على رسائل صوتية في البرامج وإيجاد المساحة الكافية من الوقت للتواصل مع الجهات المعنية في المملكة السعودية، لحل أزمة عدم منح الإذاعة تأشيرات والوصول إلى نهاية لذلك الأمر الذي يضعف مكانة إذاعة القرآن الكريم ليس في مصر وحدها بل والوطن العربي. وشددت المصادر على أن الخلافات داخل إذاعة القرآن الكريم تزايدت بشكل كبير خلال الفترة الحالية، وبات العاملون فيها من أكثر الرواد للدور الثامن بالمبنى مقر فرع النيابة الإدارية المسئول عن مواجهة أخطاء ومشكلات العمل داخل التليفزيون، مشيرة إلى أن رئيسة الإذاعة نادية مبروك فقدت بوصلة السيطرة على المذيعين، لا سيما أن لكل منهما علاقات متشعبة للجهات التي يتولى تغطية نشاطها ما تسبب في وجود مراكز قوى تضغط لحسابهم على حسب زملائهم، كما أن عملية التطوير ومواكبة تجديد الخطاب الديني لاتزال مجرد أطروحات وأحاديث لم تجد حيز التنفيذ داخل برامج الإذاعة ما يعني عدم الاستفادة من جماهيريتها الواسعة، وتأثيرها في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف الذي بات يغزو عقول الكثير من الشباب فيما لاتزال المحطة تلتزم بخط تحكمه الرتابة والقدم والثبات في تناول موضوعات بعينها في البرامج.