صفوت العالم: تركز على السلبيات فقط وبرامجها تبحث عن الإثارة وتصدير الكذب تحول الإعلام الأجنبى خلال الفترة الأخيرة من وسيلة لكشف الحقائق أمام الرأى العام إلى وسيلة في يد العديد من أجهزة المخابرات لبث الدعاية السوداء التي تدمر الشعوب وتثير الفوضى وتنشر الإرهاب والمعلومات المضللة والمفبركة خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وجاءت قناة "الجزيرة" القطرية والقنوات الإخوانية التي تبث من تركيا وفضائيات أخرى إيرانية على رأس قائمة الإعلام الأسود في العالم، الأمر الذي دفع بالدول المقاطعة لقطر إلى إدراج مطلب غلق قناة "الجزيرة" بين المطالب التي اشترطتها لإعادة العلاقات معها، واتضحت الصورة الحقيقية لهذه القناة بعدما كشف محمد فهمي، الصحفى السابق بقناة الجزيرة، أسرار عمل هذه القناة والجانب الخفى لها. وأكد «فهمي» في مؤتمر صحفى عقده مؤخرا خارج مصر، أن المحللين الذين يعملون بقناة الجزيرة كانوا يهربون أجهزة البث للإخوان أثناء اعتصامى رابعة والنهضة عبر الأنفاق من داخل غزة إلى سيناء من خلال حركة حماس، وأضاف أن أمير قطر كان يعمل من خلال القناة لبث معلومات مضللة عما يحدث في مصر في ذلك الوقت، بمساعدة العديد من قادة الإخوان وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، الأب الروحى لجماعة الإخوان الإرهابية. فالجزيرة وضعت أمام أعينها هدف المشاركة في صنع الحدث وليس متابعته فقط عن طريق إلقاء الأضواء والتركيز على الأخطاء والمشكلات والصراعات الداخلية والعمل على تفجيرها في الدول العربية وعلى رأسها مصر. فإذا تابعنا بدقة نوعية الأفلام الوثائقية التي تشجع الجزيرة على إنتاجها سنجد أنها أفلام تناقش قضية الأقليات في العالم العربى بهدف وحيد وهو إشعال النيران داخل الدول العربية عن طريق ما تذيعه من معلومات منتقاة وعرضها بطرق تشعل بها النيران، فقد قامت بجهد كبير لمحاولة إشعال نيران الفتنة في مصر بين المسلمين والمسيحيين وقامت بجهد كبير في محاولة خلق ما يسمى بالمشكلة النوبية في جنوب مصر حتى وصل بها الأمر لتوجيه حملة شرسة ضد مصر إبان العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وتحملها مسئولية العدوان في الوقت الذي تقوم فيه باستضافة متحدثين من دولة الاحتلال على شاشاتها. وأضاف أن قناة الجزيرة القطرية بنسختها الإنجليزية استخدمت بشكل غير قانونى مركبات البث الإعلامي المملوكة لصالح قنوات "القدس" و"الأقصى" التي تدين بالولاء لحركة حماس الإرهابية بعدما تم تهريبها من خلال أنفاق غزة والذين بدورهم نسقوا مع الجزيرة وزودوها بمقاطع فيديو من داخل اعتصام ميدان رابعة العدوية في عام 2013 وشهد أحمد جمال سعيد حارس أمن بالجزيرة أن القناة استخدمت المركبات الإعلامية بشكل غير قانوني. ويقول نائب مدير أحد مكاتب البث المباشر في القاهرة - رفض ذكر اسمه- إن قناة العالم الإيرانية كانت تنتهج نفس نهج الجزيرة، مضيفا: "لا يمكن لأى مراسل من مراسلى قناة العالم الاستمرار في موقعه إلا إذا استجاب لتعليمات القناة التي تتدفق باستمرار عبر الهاتف والبريد الإلكترونى وتطلب مهاجمة عدد من الدول العربية في مقدمتها السعودية ومصر واليمن وأى دولة يكون لها موقف معارض لإيران أو حلفائها، وكانت الإدارة تطلب من المراسل إجراء لقاءات وحوارات مع شخصيات في البلد الذي يقيم فيه أو مع أشخاص عاديين في الشارع لتتولى هذا الهجوم ليظهر وجود رأى عام شعبى معارض لسياسة هذه الدول. إلا أن لعبة القنوات الإيرانية وبخاصة قناة العالم وزميلتها الناطقة بالإنجليزية برس تى في هناك كانت واضحة لأجهزة الأمن المصرية منذ سنوات وهو ما دفعها لإغلاق مكتب قناة العالم أكثر من مرة، لكن أحداث الثورة المصرية مكنت المكتب من العودة للعمل ومكنت شركات أخرى مصرية وعربية من العمل مع قنوات إيرانية وعراقية أخرى قريبة من الأمن الإيرانى وتنفذ تعليماته بدقة. وكشف أحد العاملين في وكالة تبث من القاهرة - رفض ذكر اسمه- أن هذه القنوات والمكاتب الإيرانية أو التابعة لإيران تولت تنسيق زيارات لعدد من الشخصيات المصرية لإيران بغرض التحضير لزيادة النفوذ الإيرانى في مصر، وهو ما دفع السلطات الأمنية المصرية لاتخاذ إجراءات منها إغلاق مكتب قناة العالم إلى جانب إغلاق مكاتب لشركات فلسطينية قامت بالعمل في مصر لصالح قنوات إيرانية دون أي تراخيص. كما رصدت الأجهزة الأمنية ازديادا واضحا في حجم الدعوات التي تقدَم لمثقفين وفنانين وإعلاميين وأصحاب شركات إعلامية عرب للقيام بزيارة إيران حيث يعرض عليهم تمويل سخى لفعاليات وأحداث مختلفة تبدأ من إنتاج أعمال فنية ورعاية مهرجانات ووصولا لتمويل مراكز الأبحاث والدراسات، وهو ما يتم إحباطه عبر منع استصدار تراخيص لهذه الفعاليات، وجميعها يهدف لتسخير هذه الشخصيات في النهاية لخدمة الأجهزة الأمنية الإيرانية والترويج للسياسة الخارجية لطهران في المنطقة عبر استضافتهم باستمرار عبر وسائل الإعلام الإيرانية لنقد أي دولة عربية تشن عليها حملة إعلامية من قبل هذه القنوات. من جانبها ترى الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «الجزيرة» وأقرانها سقطت إعلاميا وأخلاقيا لما ترتكبه من جرائم التحريض وبث المعلومات المضللة وإثارة الفوضى والنزاعات في المنطقة، وأصبح لا يشاهدها إلا الإخوان وعناصر التيارات الإرهابية. وأضافت أن الجزيرة ومثيلاتها هي أداة من أدوات المخابرات تسعى من خلالها لتحقيق أهدافها في السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية وتفتيتها، وأكدت أن أفضل وسيلة لمواجهة هذه القناة هو تجاهلها تماما. ولفتت إلى أن القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا ممولة من المخابرات القطرية والتركية واعترف القائمون عليها بذلك في إعلامهم، مؤكدة أن هذه القنوات تسعى لتحقيق أهداف تركيا في السيطرة على الوطن العربى وإعادة ما يسمى «دولة الخلافة» من خلال بوابة الإخوان والجماعات الإرهابية. وأشارت إلى أن القنوات الإيرانية تهدف أيضا للسيطرة على المنطقة العربية من خلال إشعال نار الفتنة بين الدول العربية وبث روح الخلاف والنزاع بينها لتحقيق حلمها بإقامة إمبراطورية فارسية على أنقاض الدولة العربية. كما أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام، جامعة القاهرة أن تلك الفضائيات تركز على السلبيات ونشر الأكاذيب والشائعات المغرضة ولا تبحث إلا عن الإثارة وكل معالجاتها الإعلامية تغازل جماعات الإسلام السياسي. من جانبه.. قال اللواء محمود منصور مؤسس جهاز المخابرات القطرية، إن قناة الجزيرة القطرية تم تأسيسها لتنفيذ أجندات غربية لخدمة المخطط الأمريكى ونشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن وسائل الإعلام التي تعمل لخدمة المخطط الغربى تدار بمتخصصين مخابراتيين. وشدد "منصور" على أن قناة الجزيرة منذ نشأتها كانت مكلفة بتنفيذ الشق الإعلامي والتثقيفى لخدمة المخطط الأمريكى والغربى لإثارة الفوضى الخلاقة، في منطقة الشرق الأوسط، أو الشرق العربى، وفى سبيل ذلك تم توفير فرق عمل كاملة مدربة في ال"بى بى سى" البريطانية، التابعة لأجهزة المخابرات الغربية، ضد العرب ثم ضد العالم، لاستغلال الآخرين لمصالحهم الاقتصادية، كما تم نقل أطقم مخابرات مدربة من وحدات ال"بى بى سى"، إلى قنوات الجزيرة، وتم إطلاقهم مثل الكلاب المسعورة على الشعوب العربية، للعب بعقول المواطنين وتحريضهم ضد الحكومات العربية، بهدف إحداث ثورات يليها فوضى، مدمرة في كافة الدول العربية. واعتبر "منصور" أن ما تفعله الجزيرة وأخواتها هو مقدمة حروب الجيل الرابع، لافتا إلى ضرورة تحجيم تلك القنوات وكسر شوكتها وإفساد جميع مخططاتها التآمرية التي لم تعد تخفى على أحد واتخاذ جميع الإجراءات التي تحمى الأمن القومى المصرى. وبدوره شدد الخبير العسكري والإستراتيجى اللواء محيى نوح، على أن الجزيرة وفضائيات أخرى ك"الشرق" القطرية و"العالم الإيرانية" وغيرها، تنتهج سياسات تستهدف إسقاط مصر، منوها في الوقت ذاته إلى أن قنوات «الفتنة والتحريض» تستهدف فئة ضلت عن الوطن، وانتهجت العنف والإرهاب بعد أن تسببت في إزهاق أرواح مئات من المصريين في حوادث إرهابية متعددة وآخرها حادث رفح الجمعة الماضية. واستطرد "نوح" قائلا: تلك القنوات كالجزيرة ومكملين وغيرها من القنوات التركية الناطقة بالعربية، تعتمد على أزمات الدول العربية كمادة خصبة لمحاربة النظام المصرى والشعب، لصالح دول داعمة للإرهاب كقطروتركيا، وتلك القنوات لم توجه إلى المصريين فقط، بل تستهدف كل الشعوب العربية وتلعب على أزمات المنطقة لأهدافها الدنيئة، لذا وجب على الإعلام المصرى توضيح أهداف تلك المنصات الخبيثة، ونشر الحقائق كاملة مع توضيح حقيقة ما يزعمونه ويفتعلونه من أزمات بشأن الأوضاع الداخلية والخارجية. مضيفا أن القنوات التي تبث من تركيا ليست مهنية وإنما ممولة من المخابرات القطرية والتركية للدفاع عن الإخوان والجماعات الإرهابية وإثارة الفوضى.