أكد خبراء السياحة، أن جميع الحوادث الإقليمية والدولية والمحلية، تؤثر سلبا على السياحة، باعتبارها صناعة شديدة الحساسية، تتأثر بكافة الأحداث، مؤكدين أن حادث المنيا يؤثر سلبا على تسويق مقصد العائلة المقدسة؛ حيث يوجد بالمنطقة أحد النقاط المهمة في مسار العائلة، والذي تم تطويره مؤخرا، وإعدادها لزيارة السائحين. وقال عادل عبد الرازق، عضو جمعية مستثمري شرم الشيخ: إن ردود الأفعال الدولية الواسعة تجاه حادث المنيا الغادر تعكس تقدير العالم للجهود التي تقوم بها مصر لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أن الحادث سيساهم في زيادة التأثيرات السلبية على حركة السياحة الدولية الوافدة إلى مصر. وأضاف "عبد الرازق"، أن ما يمكن أن يخفف من تداعيات الحادث على السياحة هو أن تلك الحوادث تتكرر بصورة يومية في مقاصد سياحية عديدة حتى إن السائحين اعتادوا عليها وأصبحت لا تمثل هاجس خوف من البلد الذي تقع به كما كان في السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن مصر ضمن أهم خمسة مقاصد سياحية على مستوى العالم في الموسم السياحي الشتوي الأمر الذي سيساهم أيضا في تقليل الآثار السلبية للحادث. وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا: إن مثل تلك الحوادث التي تستهدف وحدة المصريين واستكمال مسيرة التنمية والديمقراطية للدولة المصرية الحديثة تأخذ السياحة على رأس أهدافها لضرب الاقتصاد المصري وتعطيل عجلة التنمية لأن السياحة من أهم الصناعات التي تمتلك فيها مصر ميزة تنافسية عالية وبالتالي فإنها تعتبر المصدر الأول للدخل القومي من العملات الأجنبية التي واجه فيها أزمة، كما أنها الصناعة الوحيدة القادرة على رفع قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى بعد تحرير أسعار الصرف بالإضافة إلى أنها من أكثر الصناعات توفيرا لفرص العمل والمساهمة في تنمية الصادرات المصرية. وطالب "الزيات" دول العالم المتقدمة التخلي عن احتضان الإرهاب ورعايته بزعم حرية الرأي، مؤكدا أن تلك المزاعم أكدت التجارِب عدم صحتها ولذلك لا بد للمنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة من اتخاذ إجراءات عقابية ضد الدول التي تحتضن الإرهابيين وتقدم لهم الدعم، مؤكدا ضرورة قيام منظمة السياحة العالمية بدور واضح في العمل على تخلي تلك الدول عن رعاية الإرهاب لأن السياحة العالمية التي تمثل القاعدة الأساسية لاقتصاد عدد كبير من دول العالم هي الأكثر تضررا من الأحداث الإرهابية. وتوقع "الزيات" أن يكون التأثير السلبي للحادث مقصورا على المنيا في نقاط العائلة المقدسة لبعض الوقت ولكنه لا يؤثر على الحركة السياحية الوافدة إلى المناطق السياحية الأخرى مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وغيرها من المناطق التي تجذب أعدادا كبيرة من السائحين. ومن جانبه قال ثروت عجمي، عضو غرفة شركات السياحة بالأقصر: إن تأثير الحادث على الحركة الوافدة من الأسواق السياحية المختلفة إلى الأقصر محدود للغاية لأن السائحين ومنظمي الرحلات لديهم المعلومات الخاصة بخريطة مصر السياحية، ويعلمون أن الحادث بالمنيا التي تبعد عن الأقصر مئات الكيلو مترات، مشيرا إلى أنه لم يتلق أية إلغاءات حتى الآن من المجموعات الحاجزة من خلال شركته لزيارة الأقصر خلال الشهر الحالي وبداية العام الجديد. وطالب "عجمي" الخارجية المصرية ووزارة السياحة بضرورة التحرك وعمل اتصالات مكثفة لدى منظمي الرحلات السياحية لشرح حقيقة الحادث وتوضيح الخلط الذي قد يحدث لدى سائحي أوروبا وأمريكا فيما يتعلق بمناطق مصر السياحية حتى نتجنب أكبر قدر ممكن من التأثيرات السلبية للحادث على السياحة الوافدة وخاصة أننا في الموسم السياحي الشتوي الذي يمثل ذروة السياحة الأوروبية والأجنبية بصفة عامة إلى مناطق مصر السياحية. كان مجهولون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي أطلقوا النيران بشكل عشوائي على أتوبيس، يقل عددا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي الغربي، متوجهًا إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة، ما أسفر عن استشهاد 28 وإصابة 25 شخصًا آخرين، حتى الآن. وتم فرض كردون أمني بالمنطقة، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على ملابسات الحادث، ونقلت سيارات الإسعاف الجثث والمصابين لمستشفى "مغاغة والعدوة".
