لا يخالجنى شك في أنك رجل دين مستنير تؤمن حقا بالتسامح وتحترم الآخر وتقبل بقيم المواطنة والتعايش المشترك.. وقد أدركت ذلك من خلال التعامل مع فضيلتك وأيضا من خلال ما سمعته من المرحوم الدكتور محمود عزب عن تجربة الدراسة معا في باريس. وأعرف وأتابع كل ما تقوم به ويقوم به الأزهر من أجل تصحيح الخطاب الدينى ومقاومة التطرف الدينى الذي يخلق لنا وحوشا آدمية تقتل وتدمر وتخرب وتفجر. وأعرف وأدرك أيضا أنك حريص على سمعة الأزهر ليس في العالم الإسلامى وحده وإنما في كل أنحاء العالم لأنها تضفى الكثير على مكانة مصر. ولكننى مع ذلك كله أعرف أيضا أن التطرف الدينى استشرى في بلادنا ونحن نحتاج لجهد أكبر في محاربته، وأن عملية تصحيح الخطاب الدينى بطيئة ومحدودة ولا تتجاوز تنظيم بضعة مؤتمرات وبعض التصريحات والرد على فتاوى التكفير والتطرف.. بينما لم تتسع هذه العملية لتطهير المناهج في المدارس والمعاهد الجامعية.. الأزهر به من كل هذه الفتاوى. ثم إن خطاب بعض من يتحدثون باسم الأزهر لا يبدو من أحاديثهم أنهم مثلك يا فضيلة الإمام الأكبر في إيمانك بالتسامح وقيم التعايش المشترك. فضيلة الإمام.. من حقك أن تغضب وتضيق بانتقاد الأزهر والهجوم عليه.. ولكن من واجبنا أن نقول لك إننا نطمح لدور أكبر وأوسع للأزهر في محاربة التطرف الدينى.