أدى الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب والأجهزة المنزلية، لانتشار ظاهرة العنوسة وتأخر زواج الشباب وإحجام بعضهم عن الزواج، لعدم قدرتهم على تلبية احتياجاته من «شبكة وموبيليا وحفل زفاف وهدايا» وأصبح الزواج «لمن استطاع إليه سبيلا»، الأمر الذي دفع مجلس إدارة عائلات قرية «براوة» التابعة لمركز إهناسيا ببني سويف، لإعلان وثيقة تحت عنوان «مبادرة لتيسير الزواج على الشباب» تتضمن بنودًا تلتزم بها جميع العائلات ويعاقب مخالفوها بغرامات مالية تم الاتفاق عليها. مؤتمر جماهيري ووسط حضور جمع غفير من أهالي القرية، يتقدمهم رؤساء وكبار العائلات، نظم مجموعة من ائتلاف «اتحاد شباب براوة» مؤتمرًا جماهيريًا بالقرية، حضره الشيخ محمد البنا، القارئ المبتهل الدينى بإدارة أوقاف إهناسيا والشيخ أحمد حسن، إمام وخطيب مسجد مركز شرطة إهناسيا وأحمد طه فرج، أحد أهالي القرية، المحرر بجريدة الوفد، بالإضافة لمجموعة من الشباب، على رأسهم عماد مصطفى، منسق المبادرة والمشرف على بنود الوثيقة وعلاء على الكومي، مسئول اللجنة المنظمة للمؤتمر، تم إعلان بنود الوثيقة. انتشار العنوسة وبدأ المؤتمر بآيات من القرآن الكريم للشيخ محمد البنا، القارئ المبتهل بإدارة أوقاف إهناسيا، ثم كلمة أحمد طه فرج، أحد أهالي القرية، والتي تناول خلالها ضرورة مشاركة رجال الدين وعلماء الاجتماع في مثل هذه الحملات لحث المواطنين على المشاركة بتلك المبادرات وتكريم أولياء الأمور الذين يتجاوبون معها، خاصة أن المغالاة في المهور من أهم أسباب تأخر الزواج وانتشار العنوسة، حيث تعد الشبكة من أهم طقوس وتقاليد الزواج، خصوصًا في المجتمعات الريفية التي يتباهى أفرادها بتقديم شبكة عالية القيمة لفتياتها. الزواج في الإسلام وتحدث الشيخ أحمد حسن، إمام وخطيب مسجد مركز شرطة إهناسيا، عن الزواج في الإسلام، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسرد خلال الكلمة طريقة زواجه من السيدة خديجة، التي كان أساس اختيارها لنبي الله، اتصافه بالصدق والأمانة، واستطرد لاختيارات الأولياء والصحابة لزوجاتهم. واستشهد باختيار سيدنا عمر بن الخطاب، لابنة بائعة اللبن التي رفضت الغش، زوجة لابنه، والتي أصبحت بعد ذلك جدة أمير المؤمنين، مؤكدًا أن الزواج شرع الله وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الزواج. وحول النهي عن المغالاة في المهور، وتيسير الزواج للشباب، أكد أن رسول صلى اللهُ عليه وسلم قال: «التمس ولو خاتمًا من حديد» فتيسيرُ الزواج للشباب من شأنه صونهم من الانحراف والوقوع في المعصية، والتأسيس لأجيال فاسدة. وثيقة تيسير الزواج وعقب ذلك أعلن عماد مصطفى، منسق المبادرة، عن بنود وثيقة تيسير الزواج بالقرية، مؤكدًا أنها نابعة من عدة اجتماعات متواصلة لمجلس إدارة عائلات قرية براوة، التي تضم 18 عائلة وتم اختيار مجلس لإدارة شئون القرية منذ عام تقريبًا، بتمثيل 5 من كل عائلة في مجلس الإدارة. ولفت إلى أن الوثيقة: "تم الاتفاق عليها بعد اجتماعات مجلس الإدارة مع أعضاء اتحاد شباب القرية، وبعد اقتراحات ومداولات توصلنا إلى الصيغة النهائية للوثيقة التي تنظم عملية الزواج، بداية من قراءة الفاتحة وحتى حفل الزفاف، وحالات الزواج التي تتم بين شباب وفتيات القرية وتوابعها". إلغاء «الساقع والجاتوه» وأضاف، أن الوثيقة مكونة من 9 بنود، تبدأ بقراءة الفاتحة التي يقتصر حضورها على أهل العروسين فقط، دون وجود أي نوع من المشروبات أو الحلويات «الساقع والجاتوه» وأن تكون المصروفات في أضيق الحدود. إلغاء «النيش» ومشتملاته وتابع: "كما تشمل الوثيقة مشتملات الجهاز ويكون من غرفة نوم كاملة بالتنجيد وغرفة جلوس وأخرى للأطفال، كما ألغت الوثيقة شراء العريس ل«النيش» وأعفت أسرة العروس من شراء مستلزمات ومشتملات النيش، وحددت الوثيقة متطلبات العروس من أدوات كهربائية ومنزلية وملابس ومفروشات، بحد أقصى 40 ألف جنيه". «الكعك والبسكويت والحنة» وواصل: وألغت الوثيقة «الهدايا والواجبات» المتبادلة بين الطرفين سواء خلال فترة الخطوبة أو بعد الزواج، كما ألغت الوثيقة شراء أو تصنيع «الكعك والبسكويت» وإلغاء «الحنة» واقتصار الزفاف على «دى جي» واحد يوم الفرح فقط، أو منعه إن أمكن حسب اتفاق أسرتى العروسين، وكذلك المؤخر حسب الاتفاق، ويدون بقسيمة الزواج، مع منع إيصالات الأمانة، التي كان يوقعها العريس أو ضامنه. إطلاق النار و«الموتوسيكلات» وأشار، إلى أن الوثيقة حذرت من استخدام الدراجات البخارية «الموتوسيكلات» في زفاف العروسين، وحددت ألف جنيه عن الدراجة البخارية للمخالف، يلتزم بها كبير عائلة العروسين، واقتصار سيارات الزفاف على سيارتين فقط، واحدة للعروسين والثانية لبعض أقاربهما لمرافقتهما خلال خروج العروسة من الكوافير والعودة للقرية، ومنعت الوثيقة إطلاق النار نهائيًا خلال مراحل أي زيجة، وحددت غرامات مالية لمن يخالف تطبيقها. قسم الوثيقة وعقب نهاية المؤتمر ردد أهالي القرية قسم الالتزام بالمبادرة، خلف الشيخ أحمد حسن، إمام وخطيب مسجد مركز شرطة إهناسيا، وسط زغاريد النساء وفرحة الأهالي، انتظارًا لأول زيجة تتم بالقرية على ما جاء ببنود الوثيقة. فكرة المبادرة وقال علاء الكومي، أحد أهالي القرية من الشباب الداعمين للمبادرة،: "بدأ الموضوع بالقرية منذ ما يزيد عن شهر ونصف عندما ارتفعت أسعار الذهب بشكل جنونى، ونادت بعض الأصوات بإلغائه من الشبكة، وبدأ بعض الأصدقاء بالتواصل مع بعضهم البعض بإطلاق مبادرة بالقرية تنادى بتخفيف تكاليف الزواج، وخاصة أن مثل هذه المبادرة كانت انطلقت في قرى مجاورة". بدأت ب«زواج بدون شبكة» يًذكر أن ارتفاع الأسعار، خاصة تكاليف الزواج من شبكة وخلافه، دفعت شباب قرى المركز لتنظيم عدة مبادرات لتخفيف تكاليف الزواج، بدأت بمبادرة «زواج بدون شبكة» التي أطلقها المحامي جلال ربيع، منسق المبادرة، التي لاقت قبولًا بين غالبية قرى المركز، وصارت نهجًا للجميع، انبثق منها مبادرات شبابية مشابهة، تهدف جميعها ل«تيسير الزواج».
