فنان مصري، عندما تراه تفشل في الحكم على هويته؛ فملامحه تخدعك، يصلح أن يكون فارسًا من فرسان العصور التاريخية، ويمكنك أن تتخيله في هيئة مجرم أو زعيم عصابة، تتقبله في هيئة ضابط الشرطة أو المحامي ورجل القانون، تقتنع به في دور المظلوم، تشجعه في دور الرياضي ولاعب كرة القدم، ولا تملك سوى أن تصفق له في دور ابن الطبقة الأرستقراطية، إنه الفنان "يوسف الشريف"، الذي اعتبره الجمهور المصري أسطورة الغموض. إتقان "يوسف" لأدواره، وحرصه على استغلال ملكاته الفنية حتى أقصى حد، جعلت الجمهور يتعايش مع أدواره ويصدقها، ولأنه محب لتقديم قصص التشويق والغموض، أصبح رمزًا للغموض في الدراما التليفزيونية على مدار الأعوام القليلة الماضية. استطاع "يوسف"، أن يكسر القاعدة، ويكسب الشعبية وحب الجمهور، بعدما تعامل معه البعض على أنه فنان لايملك الموهبة الحقيقية، وبخاصة أنه دخل عالم الفن من خلال دور صغير في فيلم "7 ورقات كوتشينة" والذي فشل جماهيريًا وتعرض للهجوم من النقاد بسبب بعض مشاهده الجريئة. حاول "يوسف"، بعد ذلك تقديم أدوار مختلفة على أمل أن يقنع الجمهور بموهبته؛ فقدم أدوارا ثانية في عدد من الأعمال منها "العميل 1001، وعلى نار هادئة، وفتح عينيك، وحليم، والسندريلا، وآخر الدنيا، وهي فوضى وليالي"، إلى أن أتيحت له فرصة إثبات الموهبة من جديد بعدما عرض عليه بطولة فيلم "العالمي"؛ لكنه لم يحقق النجاح الجماهيري المطلوب. لم يفقد الأمل في تحقيق حلمه، لكنه أدرك أن السينما ليست مجاله؛ فقرر البحث عن نفسه في عالم الدراما التليفزيونية، وهو ما جعله يشارك في مسلسل "نور مريم"، ومن بعده مسلسل "المواطن إكس"، والذي مثل له الخطوة الأولى في عالم النجومية، وفتح له الطريق كي يحصل على البطولة المطلقة. قرر "يوسف" أن يتمسك بهذه الفرصة، فبحث عن أسلوب جديد يجذب الجمهور إليه من خلاله؛ فوجد الطريق ممهدا له في عالم الغموض والإثارة، وهو ما قدمه من خلال مسلسل "رقم مجهول"، الذي حقق نجاحا منقطع النظير في توقيت صعبت فيه المنافسة، وبخاصة أنه عرض خلال موسم دراما رمضان الذي يشارك به كبار النجوم. حاول التوجه بعد ذلك لعالم الرومانسية والاجتماعية، من خلال مسلسل "زي الورد"، لكنه تراجع مسرعا، مفضلا العودة لعالم الغموض؛ فقدم مسلسل "اسم مؤقت"، والذي جعله يتربع على عرش النجومية في الدراما التليفزيونية، ومن بعده مسلسل "الصياد" ثم "لعبة إبليس"، ليعلن بذلك احتكاره لعالم الغموض في الدراما المصرية. وفِي عام 2016، وقبل عرض مسلسل "القيصر"، تنبأ له البعض بالفشل، مؤكدين أن الجمهور المصري سئم من تشابه الأدوار التي يقدمها "الشريف" في أعماله، لكنه قبل التحدي، واستطاع أن يجذب أنظار الجمهور المصري للمسلسل منذ عرض الحلقة الأولى، حتى أن المسلسل حقق أعلى نسبة مشاهدة على موقع "اليوتيوب". وفِي هذا العام، استطاع "الشريف"، أن يتحول إليّ حديث الساعة لدى الجمهور المصري، وقبل عرض مسلسله "كفر دلهاب" بما يزيد على شهر ونصف، وذلك من خلال البرومو الدعائي للمسلسل والذي اعتمد، أيضا، على الغموض والتشويق، وهو ما يعتبر مؤشرا أولي على نجاحه هذا العام، أيضًا، في السباق الرمضاني.