أما محافظة قنا، فبها العديد من القرى التي يصعب على الأمن دخولها بسبب طبيعتها الجبلية ووجود دروب متعددة يصعب معها الوصول إلى الكهوف التي تأوى مئات الهاربين المطلوبين في قضايا مختلفة، والعصابات المسلحة المتخصصة في السرقة وتهريب الآثار وتجارة السلاح والخطف، والذين يطلق عليهم "ذئاب الجبل أو المطاريد". وعلى سبيل المثال تعج قرية "الحجيرات" التابعة لمركز قنا، بالهاربين من أحكام قضائية، قدر البعض المحكوم عليهم بالإعدام أو السجن المشدد منهم بنحو 80 شخصًا، وهؤلاء يعيشون في نجوعهم دون خوف، خاصة أن أغلب الأهالي في نجوع القرية يحملون السلاح في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع. اللافت هو أنه رغم كبر حجم هذه القرية بنجوعها، إلا أنه يوجد بها نقطة شرطة واحدة يحرسها خفير! أما قرى "السمطا" و"نجع سعيد" و"نجع عبدالقادر"، فأغلبها يصعب على الأمن الوصول إليها، حيث تأوى عددًا من المأجورين الذين يعيشون على عمليات الخطف والسرقة بالإكراه وصفقات السلاح والمخدرات. وتعد قرية "أبوخزام" من أكثر القرى خطورة، ونقطة الشرطة الموجودة بها مغلقة، وفى حالة وقوع أي اشتباكات يصعب التدخل بسبب طبيعتها الجبلية والتي يعيش بها الكثير من المطاريد الذين لا حصر لهم وتمت مهاجمة تلك القرية عدة مرات، وفى أغلب الحملات الأمنية تكون هناك ضبطيات سلاح ومسروقات بالجملة، لكن نادرًا ما يتم القبض على المطاريد ومعظمهم من المسجلين خطر، الذين يتمكنون من الهرب عبر المدقات الجبلية التي يحفظونها عن ظهر قلب.