سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحرش الجنسي «تعددت الأسباب والضحية حواء».. أستاذ بالجامعة الأمريكية: التفسير الخاطئ للدين والملابس المثيرة أبرز المبررات.. ومطالب بتدريب الشرطة على التعامل بجدية مع البلاغات
التحرش الجنسي "sexual harrassment" إحدى الظواهر الغريبة التي يعاني منها المجتمع المصري في الأماكن العامة وخلال فترات الأعياد، حيث أثبتت آخر دراسة عن ذلك أن 99 % من سيدات مصر تعرضن للتحرش. الأسباب في دراسة رائدة قامت بها الجامعة الأمريكية في مصر تحت قيادة الدكتور هاني هنري رئيس قسم الاجتماع بالجامعة، ودرس هنري المتحرشين الذين لا يتجاوز عمرهم 40 عامًا، في النطاق الجغرافي الخاص بالقاهرة والجيزة. وتوصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها أن المتحرشين يستخدمون الدين كتبرير التحرش باعتبار أن المرأة خرجت من منزلها، وعليها أن تتحمل العقاب، وهو التفسير الخاطئ للدين، أي أنه كلما كان المجتمع متدينا زاد التحرش لأنه يستخدم الدين كأداة لتبرير التحرش. وتعددت تبريرات المتحرشين مثل: "التحرش أمر عادي ومنتشر، ولبس المرأة المثير"، كما توصلت الدراسة إلى أن التحرش سببه القهر المجتمعي والكبت، والفصل بين الجنسين الذي يعاني منه معظم الرجال في مصر، كما اعتبرت الدراسة أن التحرش الجنسي فعل عنصري يحبط المرأة، وأنه وسيلة غير مباشرة لإبعاد المرأة عن الشارع والعمل وقهرها. الأضرار وأكدت الدكتورة آن جستس أستاذ علم النفس بجامعة تولين بمدينة نيو أورليانز، أن التحرش يعتبر واحدة من الظواهر التي تؤثر سلبا على السيدات والبنات من سن 18، ولها العديد من الآثار مثل الأمراض النفسية، الإحباط، الاكتئاب، الصداع، التفكير في الانتحار ومشكلات في النوم. وأضافت جستس أن التحرش يقلل من احترام الشخص لنفسه، وإذا تكررت هذه المعاكسات تسبب عزلة والانسحاب من العائلة، بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية مثل عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل مما يؤثر على الصناعة، وقلة العائد الاقتصادي، وارتفاع نسب الغياب عن العمل والمشكلات الزوجية. وقالت الدكتورة هيلين ريزو أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن التحرش أصبح ظاهرة، وإن السيدات لا يلجأن إلى الشرطة بسبب قلة الثقة في قوات الأمن. وأشارت ريزو إلى أن رجال الشرطة لا يتعاملون بجدية مع بلاغات التحرش، موضحة أنه يجب تفعيل القوانين وتدريب قوات الأمن للتعامل مع الضحايا وبلاغات التحرش، وتغيير الفكرة الخاصة بالرجولة في المجتمع المصري. التربية هي الحل أكد الدكتور هاني هنري أن التربية منذ الصغر هي الحل وزرع الإحساس بالآخر وتربية الطفل على أن يشعر بالآخر كمهارة اجتماعية، بالإضافة إلى المساواة في الحقوق والحدود النفسية، مع احترام خصوصية الآخر. ولفت إلى ضرورة تقديم التعليم وسن القوانين في القطاع العام لحماية المرأة وتطبيق سياسات ولوائح تحمي المرأة داخل الشركات. يذكر أن الجامعة الأمريكية نظمت ندوة بعنوان "التحرش الجنسي في مصر: لماذا يحدث وكيف ينتهي"، أمس الإثنين بالقاعة الشرقية في حرم الجامعة بميدان التحرير، وشارك فيها أساتذة علم النفس والاجتماع.