مطبخ وزارة التموين والتجارة الداخلية عامر بعدد من القيادات التي تتحمل أعباء كثيرة وتبذل جهودًا غير عادية ولكنها لا تظهر في الصورة أو دائرة صنع القرار ولسان حالها يقول تموت الجنود في المعارك وينسب النصر للقادة.. ويبرر البعض صمت الجنود المجهولين في التموين إما خوفًا من كشف حقائق تتعارض مع ما يعلنه وزير التموين، أو تفضيلا لسياسة "يا نحلة لا تلدغينى ولا محتاج منك للعسل". ويعد المحاسب ممدوح عبد الفتاح، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أحد الجنود المجهولين، ويمكن القول أيضا إنه الصندوق الأسود لوزير التموين الذي يستأنس برأيه دائما في دراسة جميع الملفات المتعلقة بالدعم والأسعار عند تعديلها لمقررات البطاقات التموينية، وما من اجتماع يعقده الوزير بمقر الديوان العام للوزارة أو جولة تفقدية لافتتاح مطاحن أو مجمعات أو تطوير لشركات الزيوت والسكر وزيارات مفاجئة لمخازن الشركات إلا ويكون "عبد الفتاح" مصاحبا له ولكنه بعيد عن دائرة الضوء. كما أن "عبد الفتاح" هو الأقرب ل "مصيلحى" بسبب كثرة خبراته وفهمه العميق لقضايا الدعم، ويعمل دائما على إيجاد الحلول الواقعية للأزمات المزمنة التي تعانى منها الوزارة وتحديدا فيما يتعلق بالسلع التموينية كالسكر أو الأرز خاصة عندما يضغط الموردون بزيادة الأسعار ويهددهم بالاستيراد تارة بالجدية وتارة أخرى بجس النبض. ويعتبر المحاسب عاطف سعد، رئيس قطاع مكتب الوزير من أهم الجنود المجهولة بديوان الوزارة، حيث إنه لم يظهر مرة واحدة في أي تصريح سواء كان صحفيا أو للقنوات الفضائية رغم كونه المسئول الأول عن متابعة جميع القيادات بمقر الوزارة والمشكلات التي يتلقاها من مديريات التموين بالمحافظات، ومن الشركات والمصانع التابعة للوزارة لعرضها على الوزير لاتخاذ القرار المناسب، كما أنه منوط به عرض الملف الصحفى على الوزير لما يتناوله الإعلام بصورة يومية. و"سعد" يعد رئيس لجنة اختيار القيادات للترقى أو تلقى طلبات المتقدمين للوظائف العليا طبقا للوظائف الشاغرة التي تعلن عنها الوزارة. ويشرف "سعد" على إعداد أي اجتماع للوزير مع شركاء الوزارة أو اجتماعات مع قياداتها في المسائل المتعلقة بالمقررات التموينية، ويتلقى التقارير التي يطلبها الوزير من أي إدارة ليتم رفعها إليه. وسط كل هذا لا يخفى على أحد أن عفاف الشاعر، سكرتيرة وزير التموين هي حلقة الوصل والاتصال لمن يريد تحديد موعد من أصحاب المشكلات سواء من الغرف التجارية أو العاملين بجميع فروع الوزارة المختلفة وأصحاب المخابز وشعب البقالة والمواطنين بجانب تحديد موعد اللقاءات الصحفية، ومتابعة جدول لقاءات الوزير بصفة يومية، وتلقى الدعوات من الجهات الرسمية التي تدعو الوزير للمشاركة في فعاليتها لتعلن عن تحديد الموعد سواء كان مناسبا للوزير من عدمه. كما أنها مكلفة بالرد على أي اتصالات من مجلس النواب أو مجلس الوزراء أو أي جهات سيادية فيما يتعلق بالوزير من حضور اجتماعات أو غيرها أو رسائل خاصة، ومع ذلك ليس لها صورة في وسائل الإعلام لتكون بعيدة عن المشهد لكونها كاتمة أسرار الوزير. ويلعب أحمد يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية جهدا غير معلن في تحويل الهيئة إلى خلية نحل للتعاقد مع الموردين من خلال المناقصات لتوريد السلع الإستراتيجية من السكر والأرز واللحوم والدواجن والزيت بالتنسيق مع رؤساء الشركات التابعة للوزارة دون أن يظهر مرة واحدة في وسائل الإعلام. ويتابع صرف مقررات السلع التموينية لكافة المنافذ التي تطرح فيها الوزارة بالتنسيق مع شركتى العامة والمصرية لتجارة الجملة والشركة القابضة، كما أنه المسئول عن توفير مستحقات البدالين التموينيين بعد صرف سلع الخبز من القطاع الخاص، بجانب المشاركة في كل تكلفة تتعلق بمنظومة الخبز أو السلع المضافة للبطاقات التموينية. وهناك قائمة من قيادات مجهولة من رؤساء شركات يتابع معها الوزير بصفة يومية صرف السلع والأرصدة الإستراتيجية، وجنود مجهولين من العاملين حسب اختلاف مستواهم الوظيقى بالوزارة سواء من حراسة الوزير أو سائقه الخاص الذين دائما تحت طلب الوزير في جميع الأوقات لمتابعة جميع الأنشطة المتعلقة بالدعم وضبط الأسواق، وتفقد توافر السلع بمختلف المنافذ، وجميعهم لا يظهرون في الصورة على الإطلاق.