نشر البروفيسور لوكا بسمونتي أستاذ العلوم السريرية، وباحث مشارك في جامعة كامبريدج على موقع conversation مقالةً علميةً عن تأثير التركيب الداخلي للمخ على شخصية الفرد. فقال "بسمونتي" إن طول إصبع القدم والكتابة اليدوية ووضعية النوم كلها أشياء يتحكم المخ البشري بها، وكانت هناك دراسات لا حصر لها تربط بين العديد من المميزات مع سمات الشخصية. ويثبت تشريح المخ أنه شديد التعقيد، واكتشف العلماء الاختلافات الهيكلية البارزة في أدمغة الأشخاص، وهو ما أنتج أنواع مختلفة من الشخصيات. ويعتقد العلماء أن التغييرات الهيكلية - ينظر إليها على أنها اختلافات في السمك قشرة المخ، والمنطقة القابلة للطي من الدماغ، قد تنجم عن ذلك الاختلافات في التنمية الحياة. وأكد "بسمونتي"، أنه يقود فريقا دوليا كبيرا من الباحثين للعمل على دراسة تحليل أدمغة البشر لمعرفة تأثيرها في جوانب المعرفية والاجتماعية والعاطفية، مشيرا إلى أن الفريق حلل أدمغة أكثر من 500 أشخاص أصحاء، تتراوح أعمارهم بين 22-36 عاما، وقامت الدراسة بمسح الدماغ الهيكلية. وأوضح أن الفريق قيّم السمات الشخصية باستخدام استبيان يسمى جرد عامل خمسة، ومن خلال ذلك، كانوا قادرين على تقسيم المشاركين إلى ما يسمى ب "الخمس الكبرى" سمات الشخصية: "العصابية، والانبساط، والانفتاح، والضمير، والقبول". وأضاف: "وجدنا أن العصابية، وهي سمة شخصية الكامنة وراء الأمراض النفسية مثل اضطرابات القلق، وارتبطت لدى الأشخاص الذين يملكون قشرة أكثر سمكا "طبقة الدماغ الخارجي من الأنسجة العصبية"، ومنطقة صغيرة وقابلة للطي في بعض مناطق الدماغ، على العكس من ذلك، وكانت صفة الانفتاح والتي تعكس الفضول والإبداع، كانت مرتبطة لدى أشخاص لديهم القشرة المخية أرق ومنطقة أوسع وقابلة للطي في الدماغ" وارتبطت صفة القبول مع قشرة الفص الجبهي أرق "يشارك هذا المجال في المهام بما في ذلك تجهيز التعاطف والمهارات الاجتماعية الأخرى"، وكانت الاختلافات بين الناس ترتبط بالاختلافات بينهم في سماكة المخ، وجدت الدراسات السابقة أن أدمغة المراهقين الذين يعانون من مشكلات سلوكية خطيرة ويعادون المجتمع تختلف في تركيبها عن أقرانهم الأصحاء. وتوجد علاقة بين الاختلافات في بنية الدماغ والشخصية، تكون تلك العلاقة أكثر وضوحا في الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، ويتم الربط بين بنية الدماغ إلى السمات الشخصية الأساسية، وهي خطوة حاسمة لتحسين فهمنا للاضطرابات العقلية في المستقبل، بل ربما تعطينا فرصة للكشف عن أولئك الذين هم في خطر كبير من الإصابة بالأمراض العقلية في وقت مبكر. وعندما يكبر الطفل في الرحم تكون القشرة المخية عنده أكثر سمكا، وتبدأ في تقليل السمك القشرة المخية عندما نكبر فهي منطقة تتمدد وقابلة لطي وهذا يفسر لماذا يكون الصغار أكثر عصبية، ويبدأ الصغار في التعلم كيفية التعامل مع العواطف. تقترح دراسة أخرى أن الشخصية يتحكم فيها تطور الدماغ البشرية؛ فعملية التطور مكّنت المخ البشري من النمو بسرعة. اختتم "بسمونتي" مقاله بأن مثل هذه الدراسات توفر قطع جديدة للغز فهم السلوك البشري، وفي حين أن نضوج المخ يلعب دورا هاما في تشكيل شخصيتنا وهو جزء مهم من الأبحاث، من المهم ألا نغفل عن حقيقة أن الجينات ليست كل شيء، فإن الخطوة المقبلة ستكون لتشغيل الدراسات متابعة الناس من الأعمار الشابة، لفهم كيف يمكن للجينات والبيئة النشأة من التأثير على نضوج الدماغ والشخصية.
