بعد حالة التراجع الحاد التي سجلتها برامج "التوك شو" على مدى العامين الماضيين إما بسبب الأزمات المالية التي حاصرت غالبية الفضائيات، أو نتيجة لحالة الملل الشديد التي أصابت المشاهد بسبب الجرعة السياسية المستهلكة التي تقدمها، عادت الدماء لتجري مرة أخرى في عروق هذه البرامج في الفترة الأخيرة، خاصة مع عودة الإعلامي الكبير عمرو أديب بإطلالته الأولى عبر نافذة الفضاء المفتوح، من خلال برنامجه "كل يوم" على شاشة قناة "ON E". ومؤخرًا أدرك القائمون على هذه البرامج أن التغيير في الشكل والمحتوى بات ضرورة ملحة، من أجل جذب أنظار المشاهدين مرة أخرى وإعادتهم للالتفاف حول الشاشة الصغيرة إذا ما دقت ساعات المساء، ومن ثم شرعت هذه البرامج في تغيير جلدها، فمنها من تحول بالكلية إلى برامج ترفيهية خفيفة، ومنها ما رفعت شعار: "السياسة وحدها لا تكفي". البداية من برنامج "القاهرة اليوم"، أحد أقدم وأعرق برامج "التوك شو" الموجودة على الساحة، والذي يعود للانطلاق مجددًا على شاشة "أوربت" في الثلاثين من شهر نوفمبر الجاري، بعد فترة توقف استمرت ما يقرب من شهرين. وعقب رحيل الإعلامي عمرو أديب عن البرنامج، قررت إدارة الشبكة السعودية إحداث تغيير جذري في شكله ومحتواه، حيث سيتحول البرنامج للتركيز على القضايا الفنية والاجتماعية بشكل أكبر في إطلالته الجديدة، والتخفيف من جرعة المحتوى السياسي، وعليه تعاقدت الشبكة مع الفنان إداورد والفنان الشاب يوسف عثمان، ليشاركان الإعلامي جمال عنايت تقديم البرنامج، إلى جانب تخصيص فقرة ثابتة عن المطبخ سيقدمها الشيف طارق، مع حلقة أسبوعية للإعلامية مريم زكي تلقى الضوء خلالها على أبرز القضايا التي تخص المرأة. وكانت إدارة الشبكة قد عرضت على الإعلامي محمود سعد تقديم البرنامج عقب رحيل الإعلامي عمرو أديب، إلا أن "سعد" اعتذر عن عدم قبول العرض بسبب المحتوى الجديد للبرنامج وفقًا لما أكدته مصادر مقربة من الإعلامي وقتها. عمرو أديب في السياق نفسه، نجح الإعلامي الكبير عمرو أديب في إحداث نقلة كبرى في خريطة "التوك شو" على مدى الفترة القليلة الماضية من خلال تجربته المفتوحة عبر شاشة "ON E"، حيث قدم "عمرو" توليفة مميزة تنوعت بين السياسة والفن، ونجح في تسجيل حلقات من العيار الثقيل مع نجوم الساحة الفنية، ليسهم "عمرو" في عودة الجمهور لهذه النوعية من البرامج مرة أخرى، بعد فترة من العزوف. وائل الإبراشي الإعلامي المخضرم وائل الإبراشي مقدم "العاشرة مساءً"، والذي كثيرًا ما يحتل برنامجه صدارة البرامج الأعلي مشاهدة وفقًا لتقارير نسب المشاهدة، انتبه هو الآخر لهذا الأمر وشهد برنامجه نوعًا من التغيير في الفترة الأخيرة، حيث تنافس "الإبراشي" مع "أديب" على الظفر باستضافة النجوم الكبار، وفيما استضاف "عمرو" النجمات "أنغام، ولطيفة، ومي عز الدين، ومحمد رمضان، استضاف "وائل" النجمة السورية ميادة الحناوي، وبسكال مشعلاني، وليلي غفران، ومن قبلهن النجمة غادة عبد الرازق. معتز الدمرداش ولم تقتصر المنافسة على ثنائية "عمرو ووائل" إذ دخل الإعلامي معتز الدمرداش الذي عاد مؤخرًا لبرنامج "90 دقيقة" على شاشة "المحور" في دائرة المنافسة، لكنه اتخذ طريقًا ثالثًا، حيث ركز بشكل ملفت على استضافة نجوم كرة القدم، وأبرزهم حسام حسن، وعصام الحضري، ورمضان صبحي، مع تسجيل حلقات فنية أيضًا من بينها حلقة مع الفنان الكوميدي بيومي فؤاد.
