«وزارة راشد» تزعم حصول مصر على جائزة «اللقاءات المهنية».. ومصادر: لا توجد جائزة بهذا الاسم.. والصورة المنشورة «أرشيفية» بؤرة فساد جديدة يضع مجلس النواب يده عليها، حيث كان أول خيط فيها فضيحة السياحة بلندن، حيث يناقش المجلس طلب الإحاطة المقدم من النائب مرتضى العربي بتكتل 25 / 30 حول إهدار 22 مليون دولار على الجناح المصري في معرض السفر العالمي، والذي أقيم الأسبوع الماضي بالعاصمة البريطانية، تم دفعها لشركة تسويق عالمية للترويج لجناح مصر. النائب أكد أن قرار المشاركة من الأساس كان خاطئًا؛ لأن المعرض تجاري مخصص لأصحاب الشركات السياحية، وصناع القرار السياحي حول العالم، وليس للجمهور العادي، في الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة البريطانية متمسكة بحظر السفر إلى المقاصد المصرية، ومن العسير على أصحاب هذه الشركات مخالفة قرار الحكومة. كما تقدم شحاتة محمد شحاتة، مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، يطالب بتقديم وزير السياحة لمحاكمة عاجلة؛ بتهمة إهدار المال العام، والإساءة لسمعة مصر في الخارج. وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكًا حاميًا حول ما وصفه البعض ب«تجاوزات» محمد يحيى راشد، وزير السياحة في المعرض، حيث كانت الوزارة المصرية قد حجزت للوزير في فندق «4 نجوم»، ومعه الوفد المكون من 6 شخصيات، بينهم اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، إلا أن الوزير استشاط غضبا، وصمم على تغيير الفندق، وأجرى اتصالات بمعارفه الذين كان يعمل معهم قبل تولي الوزارة، وتمكن من الانتقال إلى فندق «ماريوت - 5 نجوم». ولم يحقق المعرض فائدة تذكر لمصر، وكان طبيعيا ومتوقعا ألا تبرم وزارة السياحة أي تعاقدات مع أصحاب الشركات في ظل الحظر المفروض على مصر. مصادر مطلعة قالت إن الجناح المصري عانى من تجاهل أصحاب الشركات من زائري المعرض، ووقف الموظفون يقتلون وقت الفراغ بأحاديث فيما بينهم، في الوقت الذي خذلهم فيه وزيرهم بالحضور متأخرا نصف ساعة إلى اللقاء الصحفي الذي أقيم في افتتاح المعرض، وكان مقررا إلقاء كلمة فيه، إلا أنه امتنع دون سبب مفهوم، وصدم الجميع بالانصراف قبل نهاية اللقاء بساعة كاملة. من جانبها، حاولت وزارة السياحة الدفاع عن الوزير فأصدرت بيانا في نفس يوم نشر بدء الهجوم، الأربعاء الماضي، ذكرت فيه أن الفندق الذي أقام فيه الوزير كان أقل تكلفة من عرض الأسعار الذي حصل عليه المكتب السياحى المصرى بلندن من فنادق أخرى. وأضافت أن الوزير حضر مساء الأحد «6 نوفمبر» مناسبة سياحية عامة، لكنه حضرها متأخرًا، وأقبل عليها المهتمون بالشأن السياحي، ورفض إلقاء كلمة عن «سياحتنا الجريحة» تنقلها عنه الصحف في اليوم التالى، على حد تعبيرها. إلا أن وزارة السياحة أكدت أن صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية نشرت مقالًا إيجابيًا عن مصر ومشاركتها في المعرض، وأن المشاركة المصرية في معرض سوق السياحة كانت متميزة هذا العام، وحصد الجناح المصري أفضل جناح من حيث اللقاءات المهنية التي تمت به. بيان الوزارة أوضح أيضًا أن تكاليف الإقامة للوزير والوفد المرافق له أقل بنسبة 30% عن المبالغ التي خُصصت في سنوات سابقة، وأن اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، كان يقيم مع وزير السياحة في ذات الفندق، وليس في فندق آخر. وأشار البيان إلى أن الوفد الرسمى المرافق للوزير من وزارة السياحة للمشاركة في فعاليات بورصة لندن السياحية، ضم 3 شخصيات وليس 6 كما تردد، وهم المستشار الاقتصادى للوزير، والمستشار الإعلامي، ومعاون الوزير، لافتا إلى أن مشاركتهم كانت ضرورية وتفرضها مقتضيات العمل. ونفى البيان حضور الوزير متأخرًا للقاء نقابة الكتاب السياحيين البريطانيين، موضحًا أن الوزير والسفير المصرى بلندن ومحافظ جنوبسيناء حضروا معًا، وفى الوقت المحدد. وجاء اختيار هيئة التحكيم للجناح المصري للفوز بهذه الجائزة، بناءً على اللقاءات المهنية العديدة والمتميزة التي قام بها يحيى راشد، وزير السياحة، وبحضور هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، ومدير المكتب السياحي في لندن والوفد المشارك على المستويين الرسمي والخاص. واستعرض البيان مساحة الجناح المصري، والتي تبلغ 360 مترا مربعا و75 مترا مربعا «علوي»، وشارك فيه 18 شركة و26 فندقا،. المصادر أكدت أنه لا توجد جائزة في هذا المعرض بهذا الاسم، ولا حتى شرفية، بل تحدت راشد ووزارة السياحة بنشر صورة الجائزة، موضحة أن البيان الذي أرسلته الوزارة لجميع الصحف ووسائل الإعلام تضمن صورًا أرشيفية. المفاجأة أن خبر فوز الجناح المصري في معرض لندن ليس جديدًا، بل يتكرر كل عام، وآخر مرة ادعت فيها وزارة السياحة ذلك، كانت في العام الماضي 2015، وفي شهر نوفمبر أيضا، وقت أن كان هشام زعزوع وزيرا للسياحة، وكان نصه: «فاز الجناح المصرى بجائزة أفضل جناح في معرض WTM لهذا العام، وقد قامت اللجنة المحكمة المشكلة من شركة Reed Exhibition وهى من الشركات الرائدة في مجال تنظيم المعارض بتسليم الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة، جائزة أفضل جناح في أول أيام وجوده بالمعرض». والمعروف أن الأجنحة المصرية في كل المعارض التي تقام في كل أنحاء العالم كثيرا ما تحصل على جوائز عن الشكل والتنظيم، الذي يتسم بالمنحى الفرعوني والتراثي، ولا توجد جائزة باسم «اللقاءات المهنية» التي زعمت الوزارة والوزير حصول مصر عليها.