"يحيى الفخرانى"، اسم ارتبط بفنان من العيار الثقيل، يعرف جيدًا كيف يجعل المشاهد يضحك حتى يكاد ينفجر من شدة الضحك، ويدرك أيضًا كيف يجعل نفس المشاهد يغرق في نوبة من البكاء، وكيف يأخذه في جولة بعوالم مختلفة لا عهد له بها من قبل، تلك العوالم التي ترتبط بالمشاعر في المقام الأول، وفى نهاية تلك الجولة لا يسع ذلك الجمهور سوى أن يصفق للمبدع الفنان صاحب الأداء القوى الساحر على شاشة السينما والمسرح والتليفزيون. ولبراعة الفخرانى وتاريخه الفنى المتميز، وأدائه المتفرد استحق التكريم من الجمهور والمهرجانات المختلفة، ولعل أحدثها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته ال38 حيث قررت إدارة تلك الدورة التي تنطلق ابتداءًا من اليوم، تكريم عدد من الشخصيات السينمائية بمنحهم جائزة فاتن حمامة، التي أطلق اسمها في الدورة 37 على الجائزة التقديرية وجائزة التميز التي تمنح لكبار السينمائيين العالميين والشباب الواعد منهم. ويمنح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية لأربعة مبدعين ومنهم الفخرانى، الذي تعاون مع فاتن حمامة في فيلم أرض الأحلام واعتبرها فرصة عمره كما صرح في أحاديث سابقة، لذا نتعرف على أبرز المحطات التي صنعت نجم الفخرانى وجعلته يستحق التكريم في التقرير التالى. الفخراني لم يبدأ مشواره المهنى كممثل، بل حصل على بكالوريوس في الطب والجراحة عام 1971 من كلية الطب بجامعة عين شمس، وكان عضوا بارزا في فريق التمثيل بالكلية، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، مما يثبت أن عشق التمثيل كان يجرى في دمه منذ البداية، لكن رغم ذلك العشق وبحكم دراسته للطب مارس المهنة لفترة قصيرة كطبيب لمدة عام في صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون المصري، وكان ينوي التخصص في الأمراض النفسية والعصبية، لكنه وقع في غرام الفن واحترفه وترك من أجله كل شىء فكان النجاح نصيبه. قدم العديد من الأعمال السينمائية ومنها "جريمة في فجر الخميس" و"الكيف" و"الأقزام قادمون" و"إعدام ميت" و"حب في الزنزانة" و"عودة مواطن" و"محاكمة على بابا"، وقدم عدد من الأدوار المسرحية منها "حضرات السادة العيال" و"كيمو والفستان الأزرق" و"الملك لير" و"ليلة من ألف ليلة". وعلى مستوى الدراما التليفزيونية برع الفخرانى وظل لسنوات طويلة متربعًا على عرش تلك الدراما، خاصةً الدراما الرمضانية، وأصبح من أهم نجوم الصف الأول في الدراما، ومن أبرز الأعمال التليفزيونية التي قدمها مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" وليالي الحلمية وزيزينيا و"للعدالة وجوه كثيرة" و"أوبرا عايدة" و"الليل وأخره" و"عباس الأبيض في اليوم الأسود" و"سكة الهلالي "و"يتربى في عزو" و"شرف فتح الباب" و"ابن الارندلي" وشيخ العرب همام، ودهشة. ومايزال الفخرانى يمتع جمهوره بأعماله الرائعة ولعل أحدثها مسلسل ونوس الذي عرض في شهر رمضان الماضى وحقق نجاحًا كبيرًا وأشاد به النقاد، فضلًا عن مسرحية ليلة من ألف ليلة، التي وصفها النقاد بأنها أعادت الحياة للمسرح بعد فترة من الجمود والركود. وخلال مشواره الفنى نال الفخراني نحو 50 جائزة تقديرًا لابداعه وعطائه المتميز، ومنها جائزة مهرجان قرطاج عن فيلم "خرج ولم يعد" عام 1984، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1993، كما حصل على جائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم "عوده مواطن" عام 1984، وفيلم"رجل وامرأتان" والأقزام قادمون عام 1998، إضافة إلى جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة مصطفى أمين وعلى أمين عن مسلسل "ليالي الحلمية" عام1993، ويأتى تكريم مهرجان القاهرة ذلك العام ليؤكد أن الفخرانى نجم من الطراز الأول يستحق التكريم دائمًا في مصر والمحافل الدولية، بعد عطائه الكبير للفن. وتعتبر جائزة فاتن حمامة التي من المقرر أن يتسلمها الفخرانى في حفل ختام المهرجان بحكم تواجده خارج البلاد حاليًا، من أقرب التكريمات لقلبه خاصةً أنه أعلن في تصريحات سابقة أن فاتن حمامة أعطته فرصة عمره بمشاركته معها في فيلم أرض الأحلام، وأنه تعلم منها ما لم يتعلمه من أي فنان آخر.
