رفع الحد الضريبى وتفعيل «الضرائب التصاعدية» والدعم النقدى واستعادة الأموال المنهوبة إجراءات سيشارك في تنفيذها البرلمان قريبا حكومة إسماعيل فاشلة وأنتظر مساندة الدولة في ترشيحى لرئاسة البرلمان الأفريقى ما بين الحديث عن الشأن الداخلى والإقليمى والدولي، دار الحوار مع النائب مصطفى الجندى، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، مستشار رئيس البرلمان الأفريقى.. ف"الجندى" تحدث في البداية عن موقفه من القرارات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل، خلال الأيام الأخيرة، موضحًا وجهة نظره من توقيت صدورها، ورؤيته للتغيير الذي من المتوقع أن يتحقق خلال الفترة المقبلة. "شعبية الرئيس" ملف آخر كان له مكان على طاولة الحوار مع "الجندى"، الذي أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يدرك صعوبة القرارات التي اتخذتها حكومته، لكنه ارتكن إلى الشعبية التي يتمتع بها، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الوضع القائم يحتم على الرئيس أن يعيد النظر في الحكومة التي اختارها. وحول موقف مجلس النواب من هذه القرارات، والدور الذي من المتوقع أن يلعبه لحماية المواطنين من الآثار السلبية للقرارات الاقتصادية الصعبة، كشف "الجندى" تفاصيل خطة المواجهة التي أعدها البرلمان للتقليل من الآثار السلبية تلك. الانتخابات الأمريكية، وشكل العلاقات (المصرية – الأمريكية) بعد فوز دونالد ترامب بالمقعد الرئاسى في واشنطن، ملف آخر تحدث عنه – بالتفاصيل- "الجندى" ثم انتقل بعد ذلك إلى حقيقة موقفه من الترشح لرئاسة البرلمان الأفريقى... وكان الحوار التالى: بداية.. كيف ترى القرارات الاقتصادية التي أقرتها حكومة المهندس شريف إسماعيل خلال الأيام الماضية؟ من وجهة نظرى أرى أنها قرارات ضرورية وتأخرت كثيرًا، وكان لابد من اتخاذها من قبل رغم صعوبتها، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الوحيد القادر على اتخاذ هذه الإجراءات لشعبيته الكبيرة، والدليل على ذلك إصدارها قبل يوم 11/11؛ لأن صاحب الشعبية القليلة هو من يخاف من الإصلاح، لكن صاحب الشعبية القوية دائمًا يختار المواجهة حتى ولو كانت الإجراءات صعبة وقاسية. في مقابل "ضرورية القرارات" تلك التي تحدثت عنها.. ماذا عن مقدرة الشارع على تحمل آثار هذه القرارات الصعبة؟ علينا أن نتحمل ليكون لنا قرار وطنى حر، وعلينا أن نزرع وننتج حتى لا يتحكم فينا أحد، وعلى الرئيس أن يعلنها للجميع ويكشف الحقيقة كاملة عن الأوضاع والموقفين الداخلى والخارجى في الدولة، ثم بعدها يطلب منهم الاختيار إما تبعية للأمريكان والغرب ونعيش على المعونات ويكون لنا كفيلا، وإما نكون كفلاء للعالم. وكيف ترى الإجراءات الحكومية التي أُعلنت حول الحماية الاجتماعية للمواطنين؟ أرى أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد تتطلب اتخاذ إجراءات إصلاحية قوية، وبالتوازى معها إجراءات أخرى للتخفيف عن المواطنين، لكن ما أعلنت عنه الحكومة، إجراءات غير كافية لحماية محدودى الدخل. كما أرى أيضًا أن فشل الحكومة في ضبط الأسواق والرقابة عليها، أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم تأثير تلك القرارات، فالأسعار زادت قبل تطبيق قرار التعويم ورفع أسعار الوقود جاء نتيجة لغياب الحكومة، ولذلك أرى أنه كان من الواجب على الحكومة تشديد الرقابة على الأسواق وضبطها قبل اتخاذ مثل تلك القرارات الصعبة، بدلا من ترك الأسواق لجشع التجار، كما يتطلب الأمر عددًا من الإجراءات الأخرى التي من شأنها تخفيف العبء عن محدودى الدخل. ما نوعية تلك الإجراءات التي تقصدها؟ سلسلة من الإجراءات سيشارك مجلس النواب في اتخاذها خلال الفترة المقبلة، منها تخفيض نسبة الضرائب على محدودى الدخل، وذلك من خلال مشروع قانون يتعلق برفع حد الإعفاء الضريبى لضعف الحد الأدنى للأجور، ما يغنى الحكومة عن رفع الرواتب لأنها ستعوضها برفع حد الإعفاء الضريبى على الدخل، ونكون بذلك واجهنا التضخم الذي قد يحدث نتيجة لرفع الرواتب. وهناك أيضًا مشروع قانون الضرائب التصاعدية؛ لأنه بتطبيق الضرائب التصاعدية، ستتمكن الحكومة من تعويض الحصيلة التي أنفقتها في الإعفاء الضريبى على الدخل، من خلال فرض الضرائب التصاعدية على الأغنياء، والعمل على استعادة الأموال المهربة في الخارج بالإضافة إلى الاسراع في تطبيق نظلم الدعم النقدي وبالتالى لن يكون هناك عجز في الموازنة. كما أرى أنه من الضرورى أن يكون من بين تلك الإجراءات، استعادة أموالنا المنهوبة في الداخل والخارج، واستعادة أموال نظام مبارك ورجاله، والتاجر الشاطر" لما بيفلس يدور في دفاتره القديمة، وأنا ليا فلوس عند النظام الأسبق بتاع مبارك". وهل تؤيد طلبات بعض النواب بسحب الثقة من حكومة المهندس شريف إسماعيل؟ لا أؤيد تلك الطلبات في الوقت الحالى، لكننى في مقابل هذا أرى أن الرئيس السيسي هو من جاء بتلك الحكومة، وعليه إعادة النظر في تشكيلها، لأنها لا تقوم بتنفيذ تكليفاته، وأرى أن نجاح الحكومة في تنفيذ تكليفات الرئيس السيسي، سيجعلها تتوقف عن مد يدها في جيوب المواطنين من خلال زيادة الأعباء المالية عليهم سواء بزيادة بعض أسعار السلع المدعمة مثلما حدث في رفع أسعار البنزين والسولار. وكيف ترى توجيه الرئيس بتشكيل لجنة ل"الإفراج عن الشباب المحتجزين" ؟ العفو عن الشباب المظلوم قرار جيد، ويعد من القرارات الإصلاحية التي يجب الإشادة بها، حيث يوجد عدد من الشباب محتجزين على ذمة قضايا منذ فترة الإخوان والنائب العام الإخوانى، وهم لم يتورطوا في أي عنف. كيف ترى فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياترالمتحدةالأمريكية؟ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية خطوة جيدة للحفاظ على الأمن العالمي؛ لأن هيلارى كلينتون، كانت ستؤدى إلى حرب عالمية ثالثة لا محالة حال وصولها إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها كانت تتبع نفس سياسات أوباما بشأن ثورات الربيع العربى، إلا أن "ترامب" سيسعى لتصحيح مسار السياسة الأمريكية فور دخوله البيت الأبيض، كما أن تأييد روسيا فوزه أرى أنه أمر إيجابى ينبئ بعلاقات تعاون قادمة بين الطرفين. وأرى أن ما حدث يعد ضربة قوية للإعلام الأمريكى، الذي كان يروج لفوز "هيلارى" بالتنسيق مع عدد من المنظمات، إلا أن الشعب الأمريكى وقف ضد الإعلام وأعطاه درسًا لن ينساه، وأثبت أن الشعوب أصبحت تتيقن أن "الميديا" تُشترى بالمال. وماذا عن توقعاتكم حول شكل العلاقات (المصرية – الأمريكية) في الفترة المقبلة؟ الفترة المقبلة سوف تشهد دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر من خلال عودة السياحة الأمريكية، والتعاون المشترك بين الطرفين، خاصة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ينظر للرئيس السيسي، باعتباره بطلا، والرئيس المسلم الوحيد الذي قال نحن في ثورة ونجح في التخلص من الجماعات الإرهابية، والوحيد القادر على تجديد الخطاب الدينى، وأتوقع دعوة ترامب، الرئيس السيسي إلى زيارة البيت الأبيض، وكذلك أتوقع زيارة الرئيس ترامب لمصر في الفترة المقبلة. وماذا عن تأثير فوز ترامب في الإخوان ؟ فوز ترامب يعد انتهاءً للجماعة التي يعتبرها "ترامب" جماعة إرهابية تسعى إلى تدمير العالم، على عكس الإدارة الأمريكية في عهد باراك أوباما، وبالتالى أرى أن جماعة الإخوان تم القضاء عليها وماتت بعد فوزه، وأتوقع انتهاء حلف الإخوان وأمريكا قريبا، بصدور قانون من الكونجرس بتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، وهو الأمر الذي من شأنه القضاء عليها نهائيًا في العالم كله، وبالتالى أرى أن وصول ترامب للبيض الأبيض يعد انتكاسة للإخوان على مستوى العالم، بل سيكون آخر مسمار في نعشها خارجيًا، وهنا أؤكد أن سياسة ترامب، سترى في الإخوان عدوًا وترى في قناة «الجزيرة» القطرية حليفًا للإخوان عدوًا أيضًا. وماذا عن دور لجنة الشئون الأفريقية خلال الفترة المقبلة؟ اللجنة سيكون لها دور بارز في عودة العلاقات المصرية الأفريقية، نظرًا لأهمية ذلك، وأرى أن الدور المصرى في أفريقا سيكون بشكل فعال ومحورى، من خلال استحداث وزارة تهتم بكل الشئون الأفريقية لإعادة التوازن المصرى بقلب أفريقيا وإعادة الأوضاع لنصابها من جديد في القارة الأفريقية، بحيث تكون لها موازنة وبرنامج عمل فعال من شأنه إعادة التوازن الفعال للوجود المصرى بأفريقيا. وما مدى حقيقة ترشحكم لرئاسة البرلمان الأفريقى في الدورة المقبلة؟ مستعد للترشيح بالفعل لخدمة بلدى، لكننى أنتظر مساندتها. ماذا تقصد بالمساندة؟ الحمد لله أرى أن هناك رئيس البرلمان ونوابًا كثيرين يدعمونى في ذلك، لكننى أنتظر موقف الدولة ووزارة الخارجية. وماذا عن الدول الأفريقية الأعضاء في البرلمان؟ تربطنى بأغلبهم علاقة قوية جدًا، كما أنهم أشادوا بالدور المصرى خلال جلسات البرلمان الأفريقى مؤخرًا بشرم الشيخ، وأرى أن الفرصة ستكون جيدة حال ترشحى بمساندة بلدى.