أثار اتفاق الحكومة المصرية، مع إيران على فتح الطريق أمام الإيرانيين للسياحة وزيارة عدد من الأماكن السياحية التى تحددها مصر، المخاوف من أن يكون ذلك بمثابة خطوة أولى لتسلل الأفكار الشيعية إلى نفوس المصريين . وما يثير المخاوف أكثر هو انتقال الفكر الشيعى إلى الفئة الأسهل فى السيطرة عليها، وهم طلاب المدارس فى مرحلتى التعليم الابتدائى والإعدادى على أيدى عدد من المعلمين الذين يعتنقون المذهب الشيعى، وتتواتر أنباء عن وجودهم بصور متفرقة داخل عدد من المدارس الخاصة والدولية، بالإضافة إلى قيام هؤلاء بنشر المذهب الشيعى من خلال دروس يلقونها بالمساجد البعيدة عن أعين الأمن، التى تقع تحت سيطرة الشيعة. ففى مدينة 6 أكتوبر- التى تعد معقلا للشيعة العراقيين- انتشرت أنباء عن وجود عدد من مروجى المذهب الشيعى، فى مسجد لا يحمل اسما بالقرب من مكتب بريد الشيخ زايد، وهؤلاء يستهدفون طلاب المدارس الصغار من أبناء المنطقة، ويستغلون الأوقات بين الصلوات للجلوس مع الطلاب بحجة مراجعة الدروس لهم بالمجان كخدمة يقدمها المسجد، ويستغل هؤلاء الشيعة الفرصة بدس تعاليمهم للطلاب الصغار. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففى المدينة ذاتها انتشر خلال العام الدراسى الماضى حملات قام بها عدد من الشيعة، ادعوا أنهم معلمون يريدون تقديم خدمة لأولياء الأمور، من خلال معاونة أبنائهم بالدروس الخصوصية المجانية، وكانوا يدعون إلى تلك الخدمة عبر عدد من المساجد أو عن طريق طرق أبواب المنازل لتعريف أولياء الأمور بخدماتهم، وقد فوجئ أولياء الأمور بممارسة أبنائهم لعدد من الشعائر الدينية الغريبة، ما دفع عددًا منهم إلى تقديم شكاوى إلى المسئولين بوزارة التربية والتعليم. وتزامن مع تلك الوقائع محاولة عدد من أولياء الأمور اقتحام مدرستين دوليتين بأكتوبر، ووجهوا اتهامات للقائمين على تلك المدارس بمعاونة المعلمين على نشر الفكر الشيعى من خلال الأنشطة الطلابية، واستغلال جزء من زمن الحصص الدراسية لنشر ذلك، كذلك تم توجيه اتهامات لمدرسة "زاد الميعاد" بضمها لعدد من المدرسين المنتمين للفكر الشيعى، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم السابق- جمال العربى "آنذاك"- إلى إرسال حملات تفتيشية عاجلة من الوزارة لتقصى حقيقة الأمر داخل المدارس، معتبرا أن نشر الفكر الشيعى من أخطر الأمور التى يمكن أن تواجه الأطفال الصغار فى المدارس، ومع ذلك لم تعلن تلك اللجان عن نتائج زياراتها لتلك المدارس. فى سياق ذى صلة كشفت مصادر داخل وزارة التربية والتعليم أن الإدارة العامة للتفتيش الدينى بالوزارة، أعدت تقريرا عن التشيع فى المدارس، وأن التقرير تضمن ورود العديد من شكاوى أولياء الأمور الذين طالبوا فيها الوزارة باتخاذ إجراء سريع وحاسم لوقف المد الشيعى فى المدارس، خاصة المدارس الدولية التى لا تخضع لرقابة وزارة التربية والتعليم، وهذه المدارس تمثل دولة داخل الدولة، ويتعامل أصحابها بمنطق أنهم فوق مستوى التفتيش الوزارى. التقرير أشار إلى أن هناك عددا من المدرسين بدأوا فى اعتناق الأفكار الشيعية، والعمل على بثها فى نفوس التلاميذ الصغار، بمقابل مالى كبير، ولم يذكر التقرير عدد هؤلاء المدرسين، إلا أنه تضمن الإشارة إلى شكاوى عدد من المواطنين من المدارس الدولية، وأشار التقرير إلى شكوى عدد من أولياء الأمور من محاولات استقطاب بعض مديرى المدارس لعدد من المدرسين للعمل على نشر الفكر الشيعى، من خلال الأنشطة الثقافية والدينية التى تنظمها المدرسة للطلاب، ومنها أنشطة الإنشاد الدينى، والبحث وكتابة القصة، إذ يتم توجيه الطلاب إلى البحث عن فضائل شخصيات ورموز دينية معينة، فى حين يشار إليهم أيضا بالبحث عما يدعيه معلموهم بأنه نواقص وعيوب لشخصيات ورموز إسلامية أخرى، ويؤكد التقرير أن تلك المدارس تكثر فى أنشطتها البحوث والأفكار الخاصة بالمهدى المنتظر والمعارف حول آل البيت والأثنى عشر إماما والإمام الغائب . من جهته قال وزير التربية والتعليم السابق جمال العربى: إن مساحة الحرية الواسعة المتاحة حاليا فى كل المجالات، جعلت بعض الأمور التى كانت خافية عن الأنظار، وتتم فى السر بدأت تظهر جلية فى العلن، ومنها موضوع التشيع فى المدارس. مؤكدا أنه أثناء توليه وزارة التربية والتعليم لم تعرض عليه تقارير خاصة بالتشيع فى المدارس ولم تعرض عليه أيضا شكاوى فى هذا الجانب، وقال: عدم علمى بالوقائع لا ينفى إمكانية حدوثها، فربما حدثت تلك الوقائع عقب خروجى من الوزارة، وربما أعدت إدارة التفتيش الدينى تقريرا عن تلك المسألة بعد أن تركت الوزارة. وأضاف: إن خطر المد الشيعى فى مصر يماثل تماما خطر الانشطار النووى، باعتبار أن مصر دولة سنية يغار فيها المصريون على كافة الرموز الدينية، فغالبية الشيعة لا يتورعون عن سب عدد كبير من الرموز الدينية، وهو ما اعتبره العربى فتيلا لفتنة قد لا تتحملها البلاد فى حال حدوث المد الشيعى. وأبدى تخوفه من انتشار ذلك الأمر فى المدارس، لأن الأطفال يسهل التأثير عليهم وانقيادهم، واعتبر أن من يقبل بحدوث مثل هذا الأمر فإنه يؤصل لفتنة بين أبناء المسلمين ستكون نيرانها أشد وطأة من الفتنة التى تقوم بين أبناء الديانات المختلفة.