الأب يوسف: هدف المبادرة إحياء قيم التعايش وقبول الآخر تعبيرا عن المحبة بين أبناء الوطن الواحد، أطلق الأب أيوب يوسف كاهن كنيسة مارجرجس بقرية دلجا بمركز دير مواس بجنوب محافظة المنيا، أول مبادرة لإحلال وتجديد مسجد بعد مضى أكثر من نصف قرن على تشييده، بعد أن أغرقته المياه الجوفية. وكان كاهن الكنيسة قدم طلبا لمحافظ المنيا اللواء عصام الدين البديوى بإحلال وتجديد مسجد أغرقته المياه، وتغافل قيادات الأوقاف عن تجديده، بعد أن تعرض للإهمال في مشهد مسيء، حاورنا الأب أيوب لمعرفة ماذا دار في مبادرته.. عن المغزى من هدم وإعادة بناء المسجد قال الأب يوسف: "ذكرت في طلبى المقدم لمحافظ المنيا اللواء عصام الدين بديوى أن المسجد شيد منذ أكثر ما يقرب من 70 عامًا أي ما يقرب من قرن، وهو غير مشيد كالمساجد الحديثة، وإنما شيد بشكل بدائي، والمسجد كان يستوعب العشرات لكن الآن مع ارتفاع معدل قاطنى قرية دلجا، ارتفع عدد المصلين إلى الآلاف فأصبح المسجد غير مؤهل لاستيعابهم، وهذا المسجد يقع بجوار كنيسة القرية، وتحاصره المياه الجوفية. وأضاف:" تعهدت بجمع تبرعات عقب هدم المسجد وإعادة بنائه، لكننا فقط ننتظر موافقة محافظ المنيا على طلبى الذي تقدمت به، ومن ثم سنبدأ بالتنسيق مع إمام المسجد لجمع تبرعات، كى يكون هناك نوع من الشفافية، شريطة أن يكون هناك ايصالات من وزارة الأوقاف لجمع هذه التبرعات، وسنجمع التبرعات من المسلمين والأقباط، فدلجا قرية عدد سكانها كبير للغاية، وصل تعدادهم إلى 150 ألف نسمة، وهى قادرة بتبرعات أهلها على بناء 100 مسجد وكنيسة بالتكاتف، وهذا يبين حسن النية وأننا لدينا جدية في المبادرة" وأضاف: "هناك تفاعل كبير مع المبادرة، رغم أن الفكرة غريبة في حد ذاتها بعض الشيء فكيف لراعى كنيسة أن يطالب بهدم وبناء مسجد، خصوصا أن أقباط دلجا تعرضوا لمضايقات من بعض المتطرفين عقب فض رابعة، وتم الاعتداء على الكنيسة وعلى شخصى المتواضع". وعن أحداث العنف ومدى تأثيرها على العلاقات بين مسلمى وأقباط دلجا قال:" تسببت أحداث العنف والشغب التي وقعت بالقرية عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة في صنع حاجز بين المسلمين والأقباط، لكن نسعى من خلال تلك المبادرات لمداواة تلك الجروح من بين صفوف المسلمين والأقباط، فالبعض قبض عليه لاشتراكه في أعمال العنف، مما تسبب في حالة غضب بين أهله، ونحن الأقباط أصابنا جرح عقب أعمال العنف والتهجير التي وقعت آنذاك، ونحن نحاول بقدر الإمكان تنفيذ عدة مبادرات عن طريق ندوات بيت العائلة المصرية، وإقامة معارض للكتاب ودورة للتمريض جميعها أقيمت للمسلمين والأقباط معا، ولن نتردد في بذل أي مجهود لإزالة هذا الحاجز، وهناك العديد من أهالي القرية يؤمنون بالفكرة، ويقدمون لنا أوجه المساعدة بقدر المستطاع". وتابع:" من ضمن أهداف السعى لإعادة بناء المسجد هو الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار، والحفاظ على استمرارية تحفيظ القران الكريم، فأنا أتالم ألما شديدا مما يحدث للغة العربية في مصر، ونوهت عن ذلك في طلبى المقدم للمحافظ،فلا يوجد مكان يحافظ على اللغة العربية سوى أروقة المساجد؛ وذلك بعد أن أهملت اللغة العربية في المدارس، فلا سبيل أمامنا لتعليم اللغة العربية سوى المساجد وقلة قليلة من الكهنة بالكنائس يحاولون الإبقاء على اللغة العربية". واختتم كلامه قائلا:"رسالتى من وراء مطلبى أننا بإمكاننا مسلمين وأقباط أن نساعد بعضنا البعض، ومن الممكن أن نعمل سويا ونتعايش مع بعضنا البعض". كان محافظ المنيا، تلقى طلبا من كاهن كنيسة مار جرجس، بقرية دلجا، أقصى جنوب غرب المحافظة، يلتمس فيه الكاهن من المحافظ الموافقة على هدم وإعادة بناء مسجد بالقرية، نظرا لسوء الحالة الإنشائية للمسجد، الذي يقدم خدمات جليلة، من بينها تحفيظ القرآن الكريم، والحفاظ على اللغة العربية التي تعانى الإهمال. وتعهد الكاهن في طلبه بجمع التبرعات من المسيحيين والمسلمين، تحت إشراف مديرية الأوقاف، لبناء مسجد بشكل يليق مع مقتضيات العصر، مشددًا على أن الموافقة على طلبه ستساهم في تعميق أواصر المحبّة بين مسلمى القرية ومسيحيها، ممّا يحافظ على الأمن الاجتماعي، بعد معاناة القرية من أعمال العنف أواخر عام 2013.