ليلتان لم تتوقف فيهما الاحتفالات على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة وأحيتها الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو حازم القصبجي. وتتضمن الحفل الأول مجموعة متنوعة من الأغاني الوطنية التي تدعو إلى العمل والبناء وترسخ وتدعم روح الانتماء، كما أنها شكلت وجدان الشعب المصري وحفرت في ذاكرة التاريخ. بدأ الاحتفال بموسيقى "دموع في عيون وقحة" للموسيقار عمار الشريعي، تلها بسم الله، وتألق المطرب ياسر سليمان في أغنية "ع الدوار"، وغنت أجفان "حبيبتي من ضفايرها"، وشدت أميرة سعيد "أقوى من الزمان"، وتغنى خالد عبد الغفار برائعة بليغ حمدي والشاعر محسن الخياط "البندقية اتكلمت"، وغني الكورال "دقت ساعة العمل". وكانت مفاجأة الحفل كورال أطفال الأوبرا الذي أبدع في أغنية "دولا مين"، وطلب الجمهور إعادتها أكثر من مرة، وتألقت المطربة آيات فاروق في أغنية "مفترق الطرق"، ثم انتزع المطرب أحمد عفت آهات الجماهير في أغنية "بالأحضان"، والتي تميز في أدائها بحرفية وإتقان وألهبت المشاعر الوطنية لدى الحضور الذي ردد في ختام الحفل مع الفرقة "أحلف بسماها". وتأكيدا أن الفن هو القوة الناعمة والمؤثرة في رسالة إصلاح وأمان إلى العالم بين سحر وجمال الموسيقى ورقي المشاعر الإنسانية احتفل الأوركسترا السيمفوني بقيادة المايسترو ناير ناجي بالعيد الثامن والعشرين لافتتاح دار الأوبرا المصرية، مساء أمس، في ليلة أبحر فيها عازف الساكسفون الإيطالي العالمي فيديريكو موندلتشي بالجمهور إلى عالم من الخيال ولامس بإحساسه مشاعرهم من خلال النغمات التي تحكم فيها من آلته وكأنها جزء من تكوينه البشري، وعبر بالموسيقى عن حالات الفرح والشجن والرومانسية في مختارات من موسيقى البوب والذي شاركه الجمهور العزف معه بالأصابع وسط حالة من الإبهار الإيقاعي والتفاعلي، بالإضافة إلى تألقه في العزف من مؤلفات فيردي، دونتزيتي، روسيني، مسكاني، بوتشيني من أوبرات لاترافياتا، التروفاتوري، إكسير الحب، ريجوليتو، حلاق اشبيليه، الشهامه الريفيه، مدام بترفلاي، توراندوت.
