قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن بداية عام دراسى وقبطي وهجرى جديد وتزامنا مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد ستتناول العظة الحديث عن روح النجاح والقوة والنصر ونبذ روح الفشل. وأضاف البابا في عظته الأسبوعية والتي ألقاها بكنيسة العذراء بمهمشة، أن كلمة فاشل تحطم الإنسان وتعبر عن أزمة كبيرة من أزمات الحياة على مستوى الشعوب والأفراد صغارا وكبارا ومن بموقع المسئولية أو غيره، ولا يرغب أو يحبذ الإنسان سماعها، مؤكدا أن العظيم من يبني النجاح من النجاح والأعظم من يبنى النجاح من الفشل. وأوضح أن الفشل يتسلل داخل الإنسان من خلال معلم أو برنامج تليفزيونى أو ما يروج عبر السوشيال ميديا، وروح الفشل مؤثر في حياة الشعوب، وهناك من يتجاوزه مثلما فعلت مصر بنصر أكتوبر بعد نكسة 67. وألمح إلى أن الفشل يعطى الإنسان روح اليأس وصغر نفس، وهناك من يبث روح الفشل بفكرة تكسير المجاديف وبث الإحباط وإذاعة الأخبار السيئة من خلال برامج تليفزيونية أو غيرهم، مطالبا الأقباط بالحذر منهم. وقال: "احذروا هؤلاء على كل المستويات بكل المجتمع فيه طوائف من الناس تكسرك وتقولك مفيش فايدة ويذيعوا الأخبار السيئة، ولتنظروا إلى أبنائنا المتابعين للسوشيال ميديا يصدقوا ما يقال ولا يستطيعون أن يفرزوا حقيقته". وصورة ثانية لتسلل الفشل هو بث الخوف أو التخويف، وأكد أن الخوف يهزمك والتخويف مثل السلاسل في قدميك وهو ما يعنى غياب الشجاعة ويجعل الإنسان مشلولا عن الإمكانيات داعيا الله أن يحفظهم من تلك الأمور، ولو سكن قلبك الإيمان ستصنع العجب. وتابع: "الكسل أن يضع الإنسان يده على خده ويحبطه أمر غير مقبول، وعلى الشباب العمل ولو بالقليل فإن الله سيعطيهم الكثير، وأدعوهم للعمل بحماس وسيحققون طموحاتهم بالاجتهاد". وأكد أن الله لم يعطِ للإنسان روح الفشل بل روح المحبة والقوة والنصر، من يحسن استخدام وقته يشعر بحلاوة النجاح، داعيا الجميع لإلغاء روح الفشل من حياته ومن القاموس. وقال: "إن مصر خاصة لديها تاريخ قوى وجذور ولدينا إرث وميراث والله لم يعطنا روح الفشل لأن المصري عبر الحقب التاريخية من الفراعنة والمسيحية والإسلام اندمج الكل وصنع من المصري إنسانا قويا له إمكانيات عظيمة، واقرءوا التاريخ لتعرفوا". وشدد على أن الله منح الإنسان روح القوة والشجاعة والإقدام، وروح المحبة، والنصح والفطنة، وتابع: "الإنسان يكون حكيم الحديث ولا يلقي الكلام كالدبش".
