قبل ستينيات القرن الماضي، لم يكن ملف اتحاد الإذاعة والتليفزيون بذات الأهمية التي أصبح عليها في الوقت الحالى، ف"الإذاعة" كانت سيدة الموقف، الضباط الأحرار سيطرو على مبناها عشية 23 يوليو، أعلنوا منها البيانات الثورية، أعلنوا أيضا انتهاء الملكية وبدء الجمهورية الأولى، حتى جاء التليفزيون، والذي بدأ يسحب البساط شيئا فشيئا من الإذاعة، التي تراجعت بدورها مؤمنة ب"تكنولوجيا العصر ومتطلباته". بعد أن تحول "التليفزيون" لرقم مهم في المعادلة الإعلامية، اتجهت إليه أنظار القيادة السياسية، منحته كافة الصلاحيات اللازمة للنجاح، وشهدت تلك الفترة تسجيلات تليفزيونية ل"خُطب عبد الناصر"، تلك المهمة التي تولاها رجال "ماسبيرو"، ونجحوا في تنفيذها باقتدار، وسارت الأمور على هذا المنوال، للدرجة التي دفعت الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأن يسمح لكاميرات التليفزيون أن تدخل إلى بيته وتسجل حلقة نادرة مع زوجته جيهان السادات بمفردها في حوار مطول حول علاقتها بالرئيس ودورها في العمل المدني. وخلال تلك السنوات كانت الأخطاء بسيطة ولا ترقي إلى وصفها بحوارات الأزمات وكان عملية نقل الأحداث تتم من خلال إدارة للأخبار داخل قطاع التليفزيون آنذاك، وبذات الطريقة في التعامل كان التصرف مع الرئيس الأسبق حسني مبارك حتى إنشاء قطاع الأخبار في التسعينيات وتوليه مهام نقل خطابات الرئيس وجولاته وكافة أنشطته ورئيس الوزراء والقوات المسلحة وما يستجد من بيانات أمنية أو سيادية إلى أن تولي أنس الفقي وزارة الإعلام، وبحسب مصادرنا وبتنسيق بينه وجمال مبارك تم إنشاء استديوهات داخل قصر الاتحادية وفي مدينة شرم الشيخ واستراحة برج العرب وبمقر الحزب الوطني بروكسي كان يتولي إدارتها في ذلك الوقت المهندس حمدي منير وكل تلك الاستديوهات غير الاتحادية تم فكها ونقل محتوياتها يوم تنحي "مبارك" بعد ثورة يناير بأوامر مباشرة من منير لمهندسي القطاع وفنييه. مصدر مطلع – تحفظ على ذكر اسمه- أكد أن السبب الرئيسي وراء الأخطاء المتكررة في خطابات وأنشطة الرئاسة يعود إلى الترهل والإهمال الإداري، مستبعدا – في الوقت ذاته- وجود شبهة للتعمد، مشددا على أنه سابقا كان يتم مراجعة خطابات الرئيس بمعرفة كبار المسئولين في التليفزيون، وكان يتم أيضا تشكيل خلية متكاملة لتولي عمليات جلب المادة والإشراف على عمل المونتاج ومتابعة المحتوى خلال العمل. المصدر ذاته أوضح أنه في الوقت الحالى تسي ر الأمور داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعشوائية وعدم تخصص، ويتم الاعتماد على الموجودين في "شيفتات" العمل أيا كانوا دون تثبت عناصر الخبرة بشكل دائم لمثل تلك اللقاءات وردا على سؤال حول الامتيازات التي كانت تمنح للعاملين في وقت سابق من العمل بأنشطة الرئاسة قال المصدر: العوامل المادية ليست سببا في أي تقصير، والمرتبات الحالية للمهندسين والفنيين وجميع العاملين بماسبيرو اعلي بكثير مما كانت عليه في الماضي، كما أن الفترات السابقة لم تكن مؤسسة الرئاسة تمنح باستمرار العاملين في تغطية أخبارها مكافآت دائمة، بل كان الأمر يتم على أوقات متباعدة، فالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك منح نحو 100 ألف جنيه للمشاركين في إنشاء ستوديو الاتحادية بعد انتهاء العمل به.