استبعد الباحث التاريخى الدكتور عمر الفاروق أن تكون الغرفة النبوية بالمسجد الحسيني بالقاهرة تحتوى على أشياء تخص الرسول عليه الصلاة والسلام, مستشهدا على ذلك بأن المصحف الذي قيل إنه «مصحف عثمان بن عفان» مكتوب بالخط الكوفي المنقط وهذا الخط استخدم في القرن الرابع الهجري, أما في عهد عثمان، في القرن الأول الهجري، فكان الخط المستخدم هو الخط المائل. وأوضح «الفاروق» أن الدكتورة سعاد ماهر أستاذ الآثار بجامعة القاهرة, هي صاحبة الرواية التى تقول إن تلك الأشياء الموجودة بالحجرة تخص الرسول الكريم، و تحتوى على أربع شعرات قيل إنها من شعر أشرف المرسلين عليه الصلاة والسلام, وأحد سيوفه «العضب» الذي قيل إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحارب به قط , ثلاث قطع من قميص النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم, مكحلة الحبيب, عصا التوحيد, التي قيل إن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل بها مكة وكان يشير بها إلى الأصنام الموجودة داخل مكة فتسقط, بالإضافة لمصحف عثمان بن عفان. وطالب «الفاروق» الزاعمين بأن يخرجوا أي دليل يقول إن تلك الأشياء تخص الرسول عليه الصلاة والسلام, وطالب بأن تلغى تلك الحجرة وألا يكون هناك شئ اسمه الحجرة النبوية لعدم وجود دليل لتأكيد تلك المزاعم, وأشار إلى أنه لم ير أيا من الباحثين عن الكرامات أثناء تواجده بالغرفة. يشار إلى أن الرواية التي تنسب هذه الأشياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن الوزير المصري الصاحب تاج الدين ابن حنا, في عهد السلطان الظاهر بيبرس، اشترى تلك الأشياء في القرن السابع الهجري وقام ببناء رباط لها على شاطئ النيل بمصر القديمة عرف «برباط الآثار» أو «أثر النبي», وجعل له وقفاً وعين شيخاً للحفاظ عليها وصيانتها. وبعد أن تصدع هذا الرباط بني السلطان قنصوه الغوري لهم في أوائل القرن العاشر الهجري قبة عظيمة تجاه مدرسته بشارع الغورية الآن، لتظل محفوظة بها أكثر من ثلاثة قرون, إلي أن تم نقلها إلى مسجد السيدة زينب رضوان الله عليها, ثم نقلت بعد ذلك إلى خزانة الأمتعة بالقلعة, وبعد فترة قصيرة نقلت منها إلى ديوان الأوقاف, ثم إلى سراي عابدين حيث أمر الخديو توفيق بحفظها في قطع الحرير الأخضر المطرزة بأسلاك من فضة مذهبة، وتم نقلها إلى مسجد الإمام الحسين في موكب عظيم عام 1888 ، وفي عام 1893 في عهد الخديوعباس حلمي تم بناء الحجرة التي أنشئت خصيصاً لهذه الآثار وهي الغرفة الحالية، وتقع وراء الحائط الشرقي للمسجد الحسيني والحائط الجنوبي لقبة المسجد.