برغم تهميش الأنظمة الحاكمة في مصر للشيوعيين، إلا أنه تم الاستعانة بهم وتسليحهم من الجيش ووزارة الداخلية والمخابرات لمواجهة الاحتلال الانجليزي والعدوان الثلاثي. عريان نصيف -عضو المكتب السياسي لحزب التجمع- قال ل«فيتو»: إن الشيوعيين استخدموا الكفاح المسلح ضد الاحتلال مرتين، أولاهما كانت في عام 1951 عندما ألغى مصطفى النحاس باشا معاهدة 1936، وتم إعلان النضال ضد الاحتلال الانجليزي، واعتبارقواتهم الموجودة في مدن القناة قوات احتلال، وتابع: إن النظام الحاكم وقتها استغل الشيوعيين للدخول في معارك ضد الإنجليز، فقام فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وقتها بتسليح الشيوعيين في مدن القناة، ودخلوا في معارك نضالية ضد الاحتلال من أجل الاستقلال، وكان لهم دور كبير في حصول مصر عليه. وأضاف أن المرة الثانية التي استخدم فيها الشيوعيون الكفاح المسلح ،كانت في عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر ، مشيرا إلى أنه برغم الخلافات التي كانت بينهم وبين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلا أن الأخير اعتمد عليهم كجزء من نسيج المجتمع المصري لمواجهة العدوان، وأضاف :كانت المخابرات المصرية تمدهم بالأسلحة، وتعدهم للتدريبات في العلن في مختلف المحافظات في مصر لرد هذا العدوان، مؤكدا أنه لم يكن للشيوعيين أي كفاح مسلح ضد المواطنين، كما هو الحال من جماعة الإخوان المسلمين الآن، وأنهم لم ينفذوا أي عمليات اغتيال فردية أو جماعية ضد أفراد الشعب المصري، وأن الكفاح كان مقتصرا فقط على الاحتلال في عامي 1951و 1956. من جانبه قال صلاح عدلي -سكرتير عام الحزب الشيوعي المصري- ل«فيتو»: إن الشيوعيين كانوا من أهم التنظيمات التي اتخذت من الكفاح المسلح منهجا لطرد الاحتلال من مصر، ولم يلجأ الإخوان أو اي فصيل سياسي آخر كان موجودا في ذلك الوقت لهذا المنهج ، وتابع إن الشيوعيين استخدموا هذا المنهج بديلا عن المفاوضات التي كان يجريها حزب الوفد مع الإنجليز، لتحقيق الاستقلال، لأنهم كانوا يرون أن الإنجليز لن يخرجوا من مصر إلا باستخدام العنف ضدهم ،مضيفا أن الشيوعيين لم يستخدموا العنف أبدا عبر تاريخهم كله إلا من أجل طرد الإنجليز في عام 1951، وكذلك لمقاومة العدوان الثلاثي عام 1956، رغم أنهم تنظيم سياسي هدف دائما لتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين البسطاء والعمال والفلاحين،وأشار إلى أن السلاح الذي استخدمه الشيوعيون في هاتين الفترتين والذي كان بمعرفة ومساعدة النظام الحاكم والمخابرات المصرية تم استرداده، وعاد مرة أخرى إلى الداخلية والجيش بعد انتهاء مواجهاتهم مع الاحتلال ولم تستمر حيازتهم له . وأكد حمدي حسين -مسئول مكتب العمال وعضو المكتب السياسي بالحزب الشيوعي- أن الشيوعيين لن يستخدموا السلاح أبدا في الفترات القادمة ضد جماعة الإخوان المسلمين لمواجهة ميليشياتهم وسيطرتهم على السلطة، أو من أجل تغيير سياساتهم التي لا تعمل إلا لمصالحهم، وذلك لأنهم جزء من المجتمع المصري.. ودلل على ذلك بأن تاريخ الشيوعيين في الكفاح المسلح كان ضد الاحتلال الانجليزي، ولم يكن ضد المواطنين المصريين كما تفعل ميليشيات الإخوان الآن .