سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشروعات القومية في عيون خبراء الاقتصاد.. تريليون و40 مليار جنيه قيمة التكلفة.. «عبد الحي»: كثرتها تضغط على قيمة الجنيه.. عبد الفتاح: أفلست الدولة وزادت أعباء الموازنة ويجب مواءمتها مع الدخل القومي
حزمة من المشروعات الضخمة أطلقتها الدولة كي تسهم في بناء اقتصاد قوي، إلا أن خبراء الاقتصاد عولوا على تواليها في وقت قصير، فخلال عامين من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم إنجاز العديد من المشروعات الضخمة دون التريث لتذوق نجاحها، كما أنه لا زالت الدولة تكمل هذا المسار. الهيئة الهندسية وحسب الموقع الرسمى لوزارة الدفاع فإن الهيئة الهندسية نفذت ما يزيد عن 75 مشروعا قوميا ذات طابع تنموى، منها ما هو في مجال النقل والطرق والكبارى والأنفاق، ومنها 16 مشروعا لصالح وزارة الشباب والرياضة من تطوير استادات ونوادٍ ومراكز شباب وصالات رياضية، كما أشرفت الهيئة الهندسية على بناء 6 مراكز طبية على أعلى مستوى منها مراكز علاج الأورام ومستشفى جديد بالنوبة. قيمة المشاريع المشاريع التي انكبت على تنفيذها الدولة بلغت قيمتها تريليون و40 مليار جنيه، لتكون قناة السويس الجديدة أول ما تحقق منها بتكلفة بلغت نحو 55 مليار جنيه مصري، كبداية لمشروع تنمية محور قناة السويس المخطط له أن يكون محورا للتجارة العالمية. كما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعا قوميا للإسكان الاجتماعي ببناء نحو 500 ألف وحدة سكنية سنويا، بالإضافة إلى المشروع القومي لاستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان. أزمات اقتصادية وعلى الرغم من تلك المشاريع إلا أن أزمة الدولار، تصدرت الساحة، رغم محاولات البنك المركزي السيطرة على سعر الصرف بتخفيض قيمة الجنيه، وإغلاق بعض شركات الصرافة، لتلاعبها في أسعار العملة، كما ارتفع معدل التضخم السنوى ليصل إلى 12.37% في يونيو الماضى. قيمة الجنيه محمود عبد الحي، مدير معهد التخطيط سابقًا، يري إن البذخ في اتمام المشاريع الضخمة يؤثر على الاقتصاد بالسلب، قائلًا: "مصر توجه كافة مجهودها في المشروعات الضخمة، لافتًا إلى ضرورة وضع زيادة الإنتاج في أولوية الحسبان، كما أن قناة السويس إحدى المشروعات الضخمة، ولكن كان لا بد من انتظار جني أرباحها أولًا ومن ثم يتم عمل مشاريع إنتاجية من خلال تلك الأرباح". وأضاف عبد الحي، أن كثرة المشاريع المتتالية ترهق خزينة الدولة، وتضغط على قيمة الجنيه، فلا بد من الانتظار بعدها حتى نشعر بعائدها، قائلًا: "لا يجب على الحكومة إعطاء كافة اهتماماتها بمشروع العاصمة الجديدة، والاهتمام بإنتاج القمح، واستصلاح الأراضي الزراعية، لحل المشكلات الغذائية التي يعاني منها الشعب". دولة مفلسة من جهته قال خالد عبد الفتاح، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة عين شمس، إن الدين الداخلى على الدولة قدر ب3 تريليونات جنيه، الأمر الذي يعد كارثيا، قائلًا: "نحن تخطينا الخط الأحمر في الديون، فبسبب تلك المشروعات القومية المتتالية تدنى الوضع الاقتصادي، وأصبحنا في دولة مُفلسة". وأضاف عبد الفتاح، أن تلك المشروعات حملت الموازنة أكثر من أعبائها، حيث إنه يجب التوسع في المشروعات القومية بالتوازي مع الدخل القومي، لافتًا إلى أن الدولة تعاني من فشل الإدارة السياسية، في اتخاذ القرارات الاقتصادية الرشيدة.
