يعتبر مرض هشاشة العظام واحدا من الأمراض الشائعة، ليس فقط بين الكبار، بل بين فئة الأطفال أيضا، وهنا يجب التأكيد على أن مرض هشاشة العظام يختلف تماما عن لين العظام، فالأول يصيب كتلة العظم وكثافته، والثانى يحدث بسبب قلة ترسبات الكالسيوم أو الفوسفات فى العظم. ويشير الدكتور"رفعت الجابرى"، استشارى طب الأطفال، إلى أن النسيج العظمى يتكون من مادة بروتينية، وهى "الكولاجين"، التى تحفظ للعظم هيئته وتعمل على مرونته، إذ يحتوى هذا النسيج على الكالسيوم والفوسفات، اللذين يكسبان العظم القوة والصلابة والمرونة. أما الأسباب التى تؤدى إلى إصابة الأطفال بهشاشة العظام، كما يحددها الجابرى، فتتلخص فى الأسباب التالية:
* عوامل وراثية: فلقد ثبت أن بعض الأمراض الوراثية تصيب العظام بالوهن منذ تكوين العظام داخل الرحم، وهو بسبب نقص الكولاجين، وقد يتسبب فى وفاة الطفل فى السنوات الأولى من عمره.
* قلة أو عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة، خلال فترة بناء العظام، ويكثر المرض لدى الأطفال الذين يتناولون اللبن الصناعى. * قلة أو عدم التعرض لأشعة الشمس الضرورية، لتكوين فيتامين «دى» داخل جسم الإنسان. * قلة الحركة وقلة ممارسة الرياضة من العوامل التى تساعد على هشاشة العظام.
* نقص الوزن الحاد أو ضعف البنية، فكلما كان الشخص نحيفا إلى حد غير "عادى" يكون العظم أكثر عرضة للإصابة بوهن العظام.
* العلاج الطويل بمركبات "الكورتيزون"، والذى تحتاجه بعض الأمراض، ومنها التهاب الأمعاء. *تناول أدوية الصرع بأنواعها المختلفة لفترات طويلة.
* بعض أمراض الغدد الصماء، مثل النشاط الزائد للغدة الدرقية والنشاط الزائد للغدة الجار درقية، والنشاط الزائد للغدة الكظرية و«متلازمة كوشنغ».
ومن أعراض هشاشة العظام عند الأطفال كما يوضحها الجابرى: - التأخر فى المشى والتطورات الطبيعية للنمو. -ظهور بعض ملامح الليونة فى الأيدى والأرجل أو فى نهاية العظام والكعبين، وأحيانا فى الرأس فيكون حجم الرأس أكبر من الطبيعى. -وجود تحدب فى الظهر بصورة طفيفة. وعن طرق الوقاية من مرض هشاشة العظام عند الأطفال، يقول الجابرى "إن أسس الوقاية من مرض هشاشة العظام عند الأطفال تتمثل فى طرق بناء عظام قوية وسليمة وحمايتها من التلف، وفقدان صلابتها خلال فترة بناء العظم القصوى، التى تبدأ منذ الولادة وحتى سن الثلاثين تقريبا.
*ومن الطرق الواجب الأخذ بها لتجنب الإصابة بهشاشة العظام: - التغذية الصحية المتوازنة، والتركيز على المواد البروتينية وشرب الحليب بمقدار كوبين على الأقل يوميا.
- تجنب تناول المشروبات الغازية، فلقد ثبت علميا أن مادة الكافيين الموجودة بها تعوق امتصاص الفوسفات الضرورى لبناء العظام.
- التعرض لأشعة الشمس غير الحارقة يوميا لمدة 15 : 20 دقيقة، ويجب التنبيه على عدم التعرض لأشعة الشمس فى فترات الظهيرة، وعندما تكون الشمس عمودية، وذلك تلافيا لحدوث الحروق الجلدية أو ضربات الشمس. - ممارسة الرياضة اليومية سواء كانت مشيا أو جريا أو سباحة.
- تناول الكالسيوم، وكذلك جرعة وقائية من فيتامين «دى»، بمعدل 400 وحدة دولية يوميا، وذلك إذا تعذر شرب الحليب أو التعرض للشمس، ومن الأغذية التى تحتوى على كميات هائلة من فيتامين «دى» "الكبدة، زيت السمك، الحليب ومشتقاته".
