إن اليهود بعد أن انهدم عليهم معبد سليمان أكثر من مرة، لم ينسوا ذلك ألوف السنين..ففى كل بيت –قبل سنة 1967- كانوا يتركون فيه كسرا فى الحائط ،أو السقف ..أو يضعون حجراً ..أو صورة لجدار منهار..ليتذكروا دائما معبد سليمان، وليتذكروا أنه لم يعد منه غير حائط المبكى،وأنه لابد أن يستردوه..وقد رأيت حائط المبكى ولم يكن إلا جدارا قديما تسللت من بين أحجاره الأعشاب البرية..وكان الطريق إلى حائط المبكى حارة ضيقة جدا ..وكان من عادة اليهود الذين يزورون الحائط أن يقبلوه وأن يوشوشوا الحجر، وأن يمسحوا به دموعهم ..وأن يكتبوا مطالبهم وأحلامهم فى أوراق صغيرة ،ويتركوها بين أحجار حائط المبكى. ويوم دخل اليهود القدس تزاحموا على حائط المبكى، وألقوا بأنفسهم عليه.. وعنده وأمامه وفى ترابه وعليه..إنه حلم ألوف السنين..وجاء رئيس دولتهم فى ذلك الوقت، وهو رجل ملحد، ولكن تمسح فى الحجر ..ومن ورائه الوزراء والضباط . ولم يكن ذلك إلا حائطا فى معبد متواضع المساحة والشكل، لكنه الحلم والأمل والرمز ، ويوم تزوج ابنه وابن موشى ديان فى مدينة غزة ،انكسرت الزجاجات والأكواب تحت أقدام الجميع، ولم يكن ذلك إلا رمزا للمعبد الذى انهدم، والذى يجب الا ينساه أحد فى مأتم أو فى فرح.