محمد رشدى ظل يغنى ب «الأحمدية» حتى مطلع الفجر شعراء وأدباء ومطربون ينثرون البهجة على شفاه الجميع الأماكن الأثرية تفيض بعبق التاريخ، ورائحة الآباء والأجداد، ومنذ ألف عام يقف مسجد السيد أحمد البدوى شامخاً، وتبسط ساحته رداءها لاستقبال ملايين المصريين والعرب والسائحين كل عام، خصوصاً فى رمضان، فيتنسمون عبق الروحانيات، وسط أجواء البهجة، وزينات كثيفة وأنوار ساطعة وفوانيس كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، فتجتمع الأسر للإفطار بالساحة الشهيرة، فى مطاعم نالت شهرة واسعة، كالزينى الكبابجى والحلوانى الشهير وبالطبع فندق «عرفة» الذى يقيم فيه كل مسافر إشتاق قلبه لقضاء عدة أيام فى رمضان بالمسجد الأحمدى وساحته. أمسيات رائعة وذكريات لا تنسي، جميعها مرتبطة بساحة الأحمدى بطنطا، يرويها فنانون ولاعبو كرة ومشاهير ومفكرون ورجال سياسة وأدب، ظلوا يرتادونها على مدى عقود طويلة من الزمن، وبالطبع تنتشر الأسواق المزدحمة دوماً بالزائرين، وأشهرها شارع الخان وسوق الأثرية التى تشتهر بصناعة الحلويات. قبل ساعات من أذان المغرب، تقوم المطاعم ببسط موائدها فى ساحة الأحمدي، استعداداً للإفطار، وتكون المشويات والحمام المحشى والبط والأوز والطواجن هى الأشهر بشارع السكة الجديدة، وفور رؤية «كبابجى الزيني» اعلم أنك بانتظار وجبة شهية سوف تذكرها لأصدقائك، فضلاً عن مطاعم أخرى كثيرة، تتنافس فيما بينها لتقديم أشهى المأكولات، ثم تداعب عينيك لافتة «فندق عرفة»، الذى يأوى إليه الزائرون لمدينة طنطا، القادمون من جميع أنحاء مصر، ومن دول عربية وأجنبية، والفندق يقع على ناصية شارع محمد متولى الشعراوى الذى يوجد به المعهد الدينى حيث كان يدرس الإمام الراحل. وبهجة رمضان بساحة الأحمدى ليست حكراً على الأغنياء، فالفقراء لهم نصيب وافر، إذ يقوم الأثرياء بعمل موائد الرحمن فى أماكن كثيرة حول الساحة وفى مناطق متعددة بطنطا، وبها أشهى المأكولات أيضاً، وأطباق حلويات رمضان الشهيرة، الكنافة والقطايف وأم على وأصابع زينب. قهوة «الأحمدية» تشهد زحاماً شديداً فى رمضان، يبدأ العمل بعد المغرب وحتى الفجر، وينال شهرة مقهى الفيشاوى بالقاهرة التاريخية، وتقريباً يقدم الأحمدى نفس المشروبات، مثل تمر هندى وسوبيا وشاى بالنعناع الأخضر وفخفخينا وبالطبع الشاى والقهوة والشيشة. يقول محمد عبدالله - أشهر زبائن المقهي: ولدت فى طنطا، وأعيش بالإسكندرية منذ 03 عاماً، وأحرص على قضاء شهر رمضان فى طنطا، وزيارة مسجد السيد البدوى والمطاعم الشهيرة، وأجلس بالمقهى مع أصدقاء العمر، نتذكر لعب الكرة فى هذه الساحة من خلال دورات رمضانية، كان هذا منذ ثلاثين عاماً، وكان أشهر فنانى مصر يترددون على هذا المقهي، منهم محمد طه وشفيق جلال ومحسن سرحان والفنانة خضرة محمد خضر والفنان محمد رشدى -رحمهم الله- بالإضافة للفنان محمد ثروت وباقة من الفنانين الحاليين. ومن أطرف المواقف التى شهدها مقهى «الأحمدية» فى إحدى السهرات الرمضانية -منتصف التسعينيات- عندما جاء الفنان محمد رشدي، والتف حوله رواد المقهى وطلبوا منه غناء «أدهم الشرقاوي»، واستمتع رواد المقهى بغناء رشدى لساعات طويلة، وبالكاد انتبهوا أن ربع ساعة تفصلهم عن أذان الفجر!. وقد زار عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية مدينة طنطا وجلس بمقهى «الأحمدية» حينما كان يواصل جولاته كمرشح لرئاسة الجمهورية، وأقام أمامها سرادق عقد به مؤتمراً انتخابياً. فرق الفنون الشعبية والانشاد الدينى والفرق الشبابية، جميعها لها مكان بالساحة الأحمدية، تحيى حفلاتها وتستمر حتى قبل السحور، فضلاً عن ندوات يلتقى فيها الأدباء والشعراء، وتجد إقبالاً كبيراً طول ليالى رمضان، وقد يحضرها منشدون ومطربون، فيزيدون بهجتها جمالاً، أما عن محلات «الحمص والحلوي» فمنتشرة وتضيف بهجة -أيضاً- على الحشود التى تقف أمامها للاستمتاع بالمذاق الشهى. المشهد رائع فى ساحة الأحمدى قبل وبعد صلاة التراويح وصلاة الفجر، إذ يمتلئ الميدان بوفود ضخمة من المصلين المتوجهين فى خشوع للمسجد الأحمدي، ويستمتعون بتلاوة آيات القرآن لأشهر القراء، على حد قول الشيخ ربيع على لاشين، إمام وخطيب المسجد الأحمدي. رمضان كريم بهجة رمضان بساحة الأحمدى ليست حكراً على الأغنياء، فالفقراء لهم نصيب وافر، إذ يقوم الأثرياء بعمل موائد الرحمن فى أماكن كثيرة حول الساحة وفى مناطق متعددة بطنطا، وبها أشهى المأكولات أيضاً، وأطباق حلويات رمضان الشهيرة، الكنافة والقطايف وأم على وأصابع زينب. قهوة «الأحمدية» تشهد زحاماً شديداً فى رمضان، يبدأ العمل بعد المغرب وحتى الفجر، وينال شهرة مقهى الفيشاوى بالقاهرة التاريخية، وتقريباً يقدم الأحمدى ذات المشروبات، تمر هندى وسوبيا وشاى بالنعناع الأخضر وفخفخينا وبالطبع الشاى والقهوة والشيشة.