هو المقهى الأشهر فى القاهرة والشرق الأوسط لمرور أكثر من مائتى عام على انشائه وبفضل تردد الأدباء والمشاهير عليه أمثال نجيب محفوظ والعقاد والشاعر أحمد رامى أصبح مقهى الفيشاوى قبلة للمصريين والسياح العرب والأجانب والذين يأتون لقضاء ليالى رمضان فيه للاستمتاع وتناول المشروبات المختلفة والشيشة ويقع المقهى فى أحد الأزقة المتاخمة لمسجد الإمام الحسين بمنطقة الأزهر فى قلب القاهرة الفاطمية بمنطقة خان الخليلي. وبمجرد دخولك لمقهى الفيشاوى سوف تشم عبق التاريخ فلون خشبه البنى المحروق وحوائطه الصفراء الداكنة بفعل دخان «الشيشة» وآثار الزمان جعلت منه مزارا لعشاق الأصالة والتراث ووجوده فى قلب القاهرة الفاطمية المليئة بالمزارات السياحية الأثرية جعل رواده مزيجا مختلطا بين المصريين والسياح العرب والأجانب من كل بلدان العالم لينبهروا بجو المقهى الشرقى الخالص بموائده الخشبية المشغولة ومقاعده الرائعة الجمال والمرايا المعلقة على جوانبه المشغولة بالصدف. ورغم أن «خان الخليلي» أصبح مليئا بعدد من المقاهى مختلفة المستويات بعضها يطل على مسجد الإمام الحسين والبعض الآخر يطل على شوارع رئيسية إلا أن أحدا منها لم يستطع أن ينافس «الفيشاوي» فى شهرته. الحاج ضياء الفيشاوى مدير المقهى وحفيد فهمى الفيشاوى يقول إن جده فهمى كان - معلم- بمعنى الكلمة عذب الحديث ينصت إليه إذا تحدث، يساعد الفقراء والمحتاجين زعيما لمنطقته يطاع إذا أمر وكان يجمع المتخاصمين فى المنطقة ليصلح بينهم. وتوفى جدى فهمى الفيشاوى سنة 8691 على إثر إصابته بأزمة قلبية حادة عقب صدور قرار من محافظة القاهرة فى الستينيات بازالة جزء من المقهى بحجة تحديد منطقة معالم الحسين القديم، وقام وقتها العشرات من الكتاب والصحفيين والأدباء نشر عدة مقالات فى مختلف الصحف طالبوا خلالها محافظ القاهرة بعدم الشروع فى هدم المقهي، على اعتبار أنه ذو تاريخ ويحمل عبق الماضى لكن محافظة القاهرة لم تلتفت لتلك الدعوات وأزالت جزءاً كبيرا من المقهى ليصبح مساحة المقهى مائة وخمسين مترا بدلا من اربعمائة متر فتوفى جدى رحمة الله متاثرا من صدمته بهدم مقهاه، وعن بداية تاريخ المقهى يقول الحاج ضياء بدأ مقهى «الفيشاوي» ببوفيه صغير أنشأه الراحل الحاج فهمى على الفيشاوى بدأت بنيته الأساسية سنة 0171 وفى سنة 8971 تم الترخيص للمقهى. وتكون المقهى من ثلاث حجرات أولها غرفة «الباسفور» وهى مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، وهى مليئة بالتحف والكنب العربى المكسو بالجلد الطوبي، وأدواتها من الفضة والكريستال والصيني، وكانت مخصصة للملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد على فى رمضان، وكبار ضيوف مصر من العرب والأجانب وثانى الغرف أطلق عليها «التحفة» وهى اسم على مسمى وهى مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك والكنب المكسو بالجلد الأخضر وهى خاصة بالفنانين أما أغرب الحجرات فهى حجرة «القافية» وكانت الأحياء الشعبية فى النصف الأول من القرن العشرين تتبارى كل خميس من شهر رمضان فى «القافية» عن طريق شخص يمثلها من سماته خفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، فكان يبدأ ثم يرد عليه زعيم آخر، يمثل حيا آخر، ويستمران فى المنازلة الكلامية حتى يسكت أحدهما الآخر وأوضح الفيشاوى أن كبار وعلية القوم فى مصر والعالم فى كل المجالات جلسوا بالمقهى ومنهم جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده والرئيس الجزائرى بوتفليقة والرئيس اليمنى على عبد الله صالح والرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الذى اصطحب معه عددا من وزراء الخارجية العرب. ويضيف أن إحدى المحطات التليفزيونية الفرنسية قامت بالتسجيل مع الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كما يحرص العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل على زيارة المقهى كلما كان فى القاهرة لتناول الشاى الأخضر، أما عن زبائن المقهى من الفنانين فيقول الحاج ضياء الفيشاوي: «كل فنانى مصر بلا استثناء جلسوا بالمقهى وأذكر منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وسميحة أيوب وكمال الشناوى وعزت العلايلى وفاروق الفيشاوى وليلى علوى ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وعادل ادهم وأحمد زكى ومحمد هنيدى ومنى زكى وحنان ترك وأحمد السقا وأحمد حلمى وغيرهم». رمضان كريم فى عام 8691 صدر قرار من محافظة القاهرة بازالة جزء من مقهى الفيشاوى بحجة تحديد منطقة معالم الحسين القديم، وقام وقتها العشرات من الكتاب والصحفيين والأدباء بنشر عدة مقالات فى مختلف الصحف طالبوا خلالها محافظ القاهرة بعدم فى هدم المقهي، على اعتبار أنه ذو تاريخ ويحمل عبق الماضى لكن محافظة القاهرة لم تلتفت لتلك الدعوات وأزالت جزءاً كبيرا من المقهى ليصبح مساحة المقهى مائة وخمسين مترا بدلا من اربعمائة متر .