أبوالعينين شعيشع أشاد بصوته.. لكن الإذاعة لم تعتمده! فى قرية «هوارة عدلان» ولد محمد علي، ومن الفيوم انطلقت شهرته حتى أصبح سفير دولة التلاوة المصرية فى لندن، وبدايته كانت على يد خاله الشيخ جلال عمر الهواري، الذى كان قارئاً شهيراً بحى المعادى بالقاهرة، والذى اصطحبه لكتاب القرية، فبدأ بحفظ قصار السور، ثم التحق بالمدرسة الإبتدائية. وفى العاشرة من عمره أتم على حفظ القرآن، واستمرت متابعة خاله، فكان يوجهه إلى علم المقامات، وأتقن الصغير فنون التلاوة والتجويد وهو فى الثانية عشرة من عمره، فعرف طريقه إلى المآتم لقراءة القرآن -دون أن يحصل على أجر من أهالى المتوفين- حتى ينال الشهرة بين أبناء القري، وعندما ماتت إحدى جاراته صاحب المقرئين الذين أتوا لتلاوة القرآن، وامتد العزاء لثلاثة أيام، ظل على خلالها يقرأ القرآن بالتناوب مع المقرئين، وفى اليوم الثالث منحه صاحب العزاء ثلاثون جنيهاً، رفضها محمد فى البداية، لكن اصرار الرجل كان أشد. فى صباح اليوم التالى ذهب محمد على إلى مدينة الفيوم ليشترى العمامة وعباءة القراء، وهو فى الخامسة عشر من عمره، وقدم له خاله أوراق الالتحاق بمعهد القراءات، وتم قبوله، وعندما بلغ العشرين من عمره كانت شهرته تدوى فى أرجاء قرى الفيوم ومدنها، ثم ابتعثته وزارة الأوقاف لإحياء ليالى رمضان فى فنزويلا، ثم إلى السعودية لتدريس علوم القرآن، ثم أوفدته الأوقاف إلى بريطانيا، ليكون سفير دولة التلاوة المصرية فى لندن، وقبل سفره قام بافتتاح «كُتاب» لتحفيظ القرآن، على غرار «الكُتاب» الذى حفظ فيه القرآن صغيراً. ومع أن الشيخ محمد على نال شهرة واسعة فى قراءة القرآن الكريم، إلا أن الإذاعة لم تعتمده، رغم إشادة الشيخ أبوالعينين شعيشع - أحد أعضاء لجنة الاختبار- بصوته.