لسنوات طويلة غاب صعيد مصر في طى النسيان، رغم تعاقب الحكومات، وتغير الأنظمة، إلا أن الجميع لم يضع الصعيد في الحسبان، وكانت النتيجة انهيار البنية التحتية والأساسية لغالبية محافظات الصعيد، من كهرباء وخدمات مياه وصرف صحى ومستشفيات، وعانى أهالينا في الصعيد من فقر شديد تسبب في إصابتهم بالأمراض الوبائية. ورغم أن الكهرباء حققت تحسنا ملحوظا في عدم انقطاع التيار وتخفيف الانقطاع مقارنة بالأعوام الماضية، بالإضافة إلى توفير فائض في الشبكة بقدرة 2000 إلى 4000 ميجاوات إلا أن الصعيد غاب تماما عن خريطة التطوير والتنمية من أجندة وزارة الكهرباء والطاقة رغم تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء على أن الصعيد على رأس أولويات التنمية والتطوير. وتطبيقا لمقولة «يد تبنى ويد تفسد» فالصعيد يعانى من إهمال مستمر من قبل قيادات الكهرباء في عدم صيانة المحولات وخطوط الأبراج في الصعيد الذي يعانى من الانقطاعات المستمرة والتي ظهرت واضحة هذه الأيام فلا يمر يوم إلا ويقوم الأهالي بقطع الطريق العام بسبب الانقطاعات ومطالبتهم بمحاسبة مسئولى الكهرباء. «فيتو» رصدت من خلال مصادر رفيعة المستوى بوزارة الكهرباء الأسباب الخفية والحقيقية وراء الانقطاع بعيدا عن تصريحات ومسكنات الكهرباء والتي تتجمل وتبرر الانقطاعات على أنها زيادة أحمال. ووفقا للمصادر فإن الكهرباء لم توفر ميزانية لصيانة واستبدال المغذيات الكهربائية المتمركزة في القرى والمراكز جهد 11 كيلو فولت وأيضا جهد 66 و220 كيلو فولت، ولعدم صيانتها أو استبدالها لم تعد هذه المغذيات قادرة على تحمل درجات الحرارة أو مواجهة الأحمال وبالتالى ينقطع التيار في الصعيد. والكارثة الكبرى أنه لم يتم صيانة خطوط الأبراح ومحطات المحولات جهد 5000 كيلو فولت وبالتالى لم تعد قادرة على نقل الكهرباء إلى محولات التوزيع بالشكل المطلوب. وتشير المصادر إلى أن موازنة العام الجديد 2016 - 2017 لم تضع ميزانية لتغيير المحولات والمغذيات والتي توصف بالخربانة فكل ما خصصته 8 مليارات جنيه لصيانة محطات التوليد الكبيرة في المدن الكبرى والحيوية كالقاهرة والجيزة والإسماعيلية تاركة الصعيد يعانى من ظلام دامس. ووفقا لمصادر بوزارة الكهرباء، فإن عددًا من مسئولى شركات التوزيع تقدموا بطلب إلى وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر يحمل في طياته استغاثة لتبديل المغذيات الكهربائية القديمة بأخرى جديدة ولكن لم يلق الطلب أي اهتمام لدى الوزير الذي يعطى أولوية للمشروعات الكبرى التي ينفذها، ومن ثم سيبقى الصعيد ضحية تهميش مسئولى الوزارة. مصادر بالوزارة أكدت أن انقطاع التيار سيظل متواصلا في الصعيد لأنه من وجهة نظر قيادات الكهرباء أن الصعيد لم يؤثر على شكلها العام كما أن الوزارة تحاول تدبير الأموال لوزارة البترول من خلال القروض نظير استهلاك محطات الكهرباء كميات كبيرة من الغاز ومن ثم لم تعد قادرة على توفير ميزانية لتجديد المحولات الخربانة في الصعيد.